مرض البلهارسيا، أحد الأمراض الطفيلية، المستوطن في 74 دولة، ومصاب به 200 مليون شخصًا حسب الإحصائيات، أغلبهم في أفريقيا والقليل منهم في جنوب أمريكيا والشرق الأقصى، وقد اشتهر في مصر منذ عهد الفراعنة، حسبما تؤكد أوراق البردي التي يرجع تاريخها إلى 1300 سنة قبل الميلاد، إلا أن نسب الإصابة به قدر تراجعت خلال السنوات الماضية، وتسعى وزارة الصحة للقضاء عليه في عام 2020، وقد اشتهر المرض إعلاميًا بفنانّين و3 مطربين.
بداية معرفة الجمهور المصري بالبلهارسيا إعلاميًا كانت عن طريق الفنان عبد الحليم حافظ، الذي وصفه الصحفيون وقتها بـ”الموعود بالعذاب”، حيث أصابه المرض في عز نجوميته، ليقضي على مسيرته الفنية سريعًا، وينتزع روحه بعد سنوات من العذاب، والتأهب من أسرته التي كانت دائمة الاحتفاظ بأكياس من الدم في المنزل لإسعافه وقت نزيفه المتكرر من دوالي المريء، بسبب تليف الكبد لإصابته بالبلهارسيا.
في حوارٍ للعندليب قبل وفاته قد تطرق إلى مرضه، مؤكدًا أن أزماته الصحية تؤثر سلبًا على نفسيته، قائلًا: “أنا بتمنى أكون سليم زي ما كنت في الأول، عشان أقدر فن سليم، وأقدر أقدم أفلام أكتر، عشان أقدر أسعد الناس، مش عشان أسد الباب قدام المواهب الجديد”.
https://youtu.be/Hcaa9PYKnUs
وفي حوارٍ آخر له مع الفنان سمير صبري، اختصر العندليب تقصيره في المشاركة بأفلام جديدة، بكلمة واحدة: “عشان صحتي”، وهو الأمر الذي ألقى الضوء وقتها على ذلك المرض الذي قلل ظهور نجم جيلهم عن الأضواء.
الفنانان محمد رضا، وعبد السلام محمد كانا لهما تجربة مختلفة مع البلهارسيا، حيث ظهرا سويًا في حملة التوعية بمرض البلهارسيا المعروفة باسم “هي كلمة”، والتي كانت عبارة عن مشهدٍ تمثيلي، لاثنين من أبناء الريف المصري، أحدهما “رضا” والآخر “عبد السلام”، الذي أكد في حوارتٍ صحفية له بأن ما فعلته تلك الحملة له أكثر ما حققته له أعماله الفنية، حيث إنها زادت من شعبيته ونجوميته، وأصبح الجمهور يلتف حوله أثناء سيره في الشارع في فترة الثمانينات والتسعينات، أما “رضا” فظلت جملته في الإعلان “طول ما ندي ظهرنا للترعة، عمر البلهارسيا في جتتا ما ترعى” عالقة في أذهان الكثيرين.
https://youtu.be/nExghImGXoM
من ضمن نفس الحملة للتوعية بذلك المرض المنتشر في مصر منذ عقود، ظهر الفنان الشاب وقتها عمرو دياب، وهو يغني للبلهارسيا أيضًا للتوعية بها، في أغنية حملت كلمات: “البلهارسيا العجيبة اللي تجننا، الأنثى نايمة عينيها وشاكلها كانة”، واصفًا من خلالها الشكل الحيوي لها.
اختتمت البلهارسيا مشوارها اليوم بسخرية الفنانة شيرين عبد الوهاب منها، حيث ردت على طلب واحدة من جمهور حفلتها الأخيرة بالشارقة، والتي طلبت منها غناء أغنيتها الشهيرة “مشربتش من نيلها”، قائلة: “هيجيلك بلهارسيا”، الأمر الذي ظهر في فيديو لها من الحفل، وتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة وغضبٍ من سخريتها من أحد معالم مصر الخالدة “النيل”، وهو الأمر الذي تطور لإصدار نقابة المهن الموسيقية قرارًا بوقفها، وإحالتها للتحقيق في الواقعة، كما تعرضت لهجوم الكثير من النجوم أبرزهم عمرو مصطفى ملحن الأغنية الذي طالب بمنع إذاعة الأغنية بصوتها، واستبداله بصوتٍ مصري يستحقها على حد قوله.
https://www.e3lam.org/2017/11/14/260267