التحرش فى (هوليوود) الشرق!

نقلاً عن المصري اليوم

فى (هوليوود) بأمريكا رفعت بعض الممثلات مؤخرا شعار (أنا كمان) لبث الحماس بين الفنانات الأخريات لذكر فضائح التحرش لعدد من النجمات وبالأسماء، كان هناك أكثر من فنانة قد اتهمت أكثر من منتج ومخرج ونجم بمحاولة ابتزازهن جنسيا، القائمة تشمل أسماء النجوم مثل لوى سى كى وكيفين سبيسى وداستن هوفمان وستيفن سيجال والمنتج هارفى واينستين وغيرهم، وقالت الفنانة العالمية فرانسيس فيشر، التى شاركت فى رفع شعار (أنا كمان)، إن حالات التحرش فى (هوليوود) حققت أرقاما غير مسبوقة.

وكالعادة تلعب العدوى دورها، وشاهدنا مؤخرا اتهامات مماثلة فى (بوليوود) بالهند، حيث يقدس الهنود الدين والأكل والسينما، وظهرت أيضا الدعوة لمواجهة التحرش، بعد أن فتحت نجمة هندية صاعدة النار على مخرج شهير، بدلا من أن يدعوها للاستديو، وجه لها الدعوة لقضاء الليلة فى غرفته بأحد الفنادق، وتعجبت الفنانة، لأنها التحقت بالوسط الفنى عن طريق شخصية مرموقة قدمها للمخرج، وتساءلت إذا كان هذا هو الحال معها، فما الذى من الممكن أن تتعرض له الأخريات؟!

رفضت الفنانة الهندية ديفيا أونى الصفقة، أو بتعبير أكثر دقة المقايضة بالجسد، مقابل النجومية، حدثت تلك الواقعة قبل عامين، ولكنها قررت بعد ما حدث فى (هوليوود) إعلانها، حتى تحفز أخريات على البوح وكشف المستور، وأمام تكرار التظاهر ضد التحرش فى (هوليوود)، ثم (بوليوود) ربما نجد تنويعات مماثلة عندنا.

المؤكد أن الصورة الذهنية عند البعض التى توصم بها فى العادة الأوساط الفنية فى مصر (هوليوود) الشرق لا تختلف كثيرا عن تلك (الهوليوودية) أو (البوليوودية)، بل إن السينما والدراما بوجه عام عندما تتناول كواليس الحياة الفنية كثيرا ما تؤكد تلك الصورة، وتعتبر أن هذه واحدة من المسلمات البديهية، وتقدمها كأحد عوامل الجذب للجمهور، بين الحين والآخر نقرأ عن شركات إنتاج وهمية الغرض منها اصطياد الفتايات، بل هناك من انتحل قبل عدة أشهر شخصية مخرج مشهور، وبدأ فى ممارسة تلك اللعبة قبل أن يتم ضبطه.

ولا تنسَ أننا حققنا نتائج لافتة جدا فى زيادة معدلات التحرش، العام الماضى، وضعتنا الدراسات الإحصائية فى المركز الثانى عالميا، ليس فقط فى التحرش، ولكن فى كثافة مشاهدة المواقع الإباحية.

الصورة كما ترى ليست بعيدة عما يمكن أن يحدث أيضا عندنا، وبالطبع قد تجدها بعض المحبطات فرصة لكى تقول للجميع إنها رفضت التنازل ولهذا لم تتحقق نجوميتها فنيا، بينما الأخريات دفعن الثمن مقدما.

لا يمكن أن تحقق مثل هذه الرشاوى الجنسية- النجومية لأحد، سوف تسقط الفنانة فى الاختبار الأول مع الناس، ولكن يجب أن نضع خطا فاصلا بين التحرش والاندماج الفنى، مثلا المخرج الكبير الراحل عزالدين ذوالفقار، المعروف عنه أنه كان من أكثر البشر الذين يتوحدون مع الشاشة، وهكذا كان من الممكن أن يستمع فريق العمل إلى صوته يجهش بالبكاء أثناء تصوير المشاهد الرومانسية، كان عز يقع فى حب البطلة ويظل فى حالة هيام عاطفى حتى ينتهى التصوير، ويشرع فى تنفيذ فيلم آخر ليواصل (الشحتفة) مع البطلة الجديدة، وهذا بالطبع فى الحدود المعقولة لا يقع تحت طائلة جريمة التحرش.

لا أستبعد أن تشهد الحياة الفنية فى مصر قريبا رفع شعار (أنا كمان)، ولكن يجب ملاحظة أن كل من تعلن أنها (كمان) ليست بالضرورة (كمان!).