مشهد 1
تذكرة بـ 10جنيه تمنحك 1980 ضحكة وانت طالع وجع
باختصار كان هذا هو حال كثير ممن دخلوا العرض المسرحي الرائع 1980 وانت طالع علي مسرح الهوسابير، ذلك اللون السياسي من الكوميديا السوداء التي تطير بك إلي عنان السماء ثم تخسف بك إلي سابع أرض في نفس ذات المشهد، البداية بأغنية كلاسيكية قديمة منذ بداية الثمانينات لتجذبك من المشهد الأول إلي عالمها الأسطوري القريب البعيد، يليه مشهد أخر تعريفي بأعمار المشاركين في هذا العمل الفني الفريد والتي تتراوح في معظمها بين الـ27 والـ 35 وتساؤل مشروع حول تلك الفجوة الهائلة بين جيلهم وأجيال آباءهم وأجدادهم بطريقة سردية ساخرة سريعة الإيقاع ولاذعة الإفيه بمزيج سحري بين جيلهم وجيلنا، بين التربية علي السمع والطاعة والحفظ والتلقين والحرية والجنون والثورة والخروج عن النص واللعب بره الصندوق، صراع أزلي قائم بين القديم والحديث بين الكبير والصغير بين الجد والحفيد من أجل الحياة والوصول إلي ضوء أخضر مفتوح للبناء والتغيير . . ايه في أمل.
مشهد 2
ضحك كالبكا.. كوميديا سوداء
كل مشهد يضحكك حد البكا ويبكيك حد الوجع من شدة الفرح، تعش أجواء طفولتك ثانية بثانية وشريط العمر يمر أمام عينيك عرضا مكررا وأنت قاعد علي الأرض تشاهده بجميع مشاهده وتفاصيل تفاصيله بحلوه ومره وفرحه وترحه وهناه وكل الشقا الذي فيه وبجوارك أقرانك وأبناء جيلك المطحونين بالواقع المشبعين بالحلم.. منهم من لم يجد لنفسه مكانا مثلك ليجلس عليه فافترش الارض وأرق السمع والبصر والفؤاد ليري شريط حياته يعرض أمامه بكل واقعية لا تخلو من عنصر الأمل ومنهم من كان واقفا طوال ساعتي العرض فرحا مسرورا وكأنه عكم فيزا الدخول إلي جنة رضوان وارتوي من سبيل أم عباس الطاهرة المبروكة ومنهم من كان أسوء منا حظا نحن المفترشين أرضا والواقفين ولم تسعفه التذاكر وضيق المكان رغم قدوم بعضهم من المحافظات خصيصا ليشاهد هذا العرض المسرحي ويدخل معنا دوامة الفرح ويركب معنا آلة زمن الثمانينيات الجميل ويرجع لاحلي أيام العمر.
مشهد 3
الثمانينات.. نوستالجيا الحقيقة والخيال
الثمانينات وما أدراكم ما الثمانينات، حيث النشأة والميلاد والحقيقة والخيال والضحك الصافي منزوع الهموم ونوستالجيا خاصة جدا لايام زمان وليالي زمان وأغاني زمان وإعلانات زمان وكابتن ماجد ووليد وبسام ومازنجر وعمو فؤاد وكلمتين وبس وعبحكيم عمرو احتكم الامر ومحمود ايه دا يامحمود وكاتش كادر في الالولووووو والزمن اللي علبة السجاير فيه كانت ب800 جنيه وتلاقي الست مامتك اللي جايبها لك، يوتوبيا من البراءة والشقاوة والحلم اللي من غير بذرة هم، ميكس حاد الطعم لاذع المذاق لاسع الدماغ صارخ النفس أحيانا، مكتوم الصرخة في كثير من الاحيان، حلم جيل عاش نهضة بلا نهضة وثورة سرقت منه في بدلة ميري وأحلام تبخرت بكرسي في الكلوب احتله عواجيز الفرح ومستقبل ضبابي غميق بس فيه أمل ووطن متاخد مننا ورا مصنع الكراسي.
مشهد 4
مقتبسات الوجع ونصوص سياسية ضاحكة
“تحس كده إن الفراعنه بنوا مصر بفلوس حرام”
و”ح أصدقك وح أستناك ﻻني لو كدبتك مش ح أعرف أعيش ح أصدقك بس علشان مصدقش إني بموت”
“مش يمكن العيب في صوتنا، هو انت كنت هتصرخ تقول ايه؟ أنا كنت هاقول كفاية.. وأنا كنت هاقول يارب”
“أنا مش جبت لك الضغط والسكر وموتك ان شاء الله بكره هاجيب الشقة”
“علشان توصل مش لازم تقول أه ولا لأ انت وهو مش محتاج مرشد، دا هو فوق شايفنا وحاسس بينا”
“هو ليه مع إننا لسه شباب صغيرين بقينا بنقول زمان”
“هو علشان ابقي رئيس لازم أدخل الكلية الحربية؟
“همَ الشباب اللي عملوا ثورة 19 لسه بيقولوا الثورة مستمرة”
“هي الدمعة علي الفيس بتتكتب إزاي؟
“ليه العروسة بتلبس فستان أبيض مع إنها داخلة علي أيام سودة وليه العريس بيلبس بدلة سودة مع إنها بتبقي ليلة بيضا”
همً أبناء مبارك كلهم من سوزان؟
واستعراض الليلة الكبيرة عن أمنا الثورة وأبونا المجلس العسكري ومرسي والسيسي”
“عرض المظاهرات الكومبو المؤيدة للنظام”
ونشيد الأولتراس “قلناها زمان للمستبد.. الحرية جاية لابد”
تفتكر الناس هتنزل تاني يوم 25؟
مشاهد سياسية واجتماعية اعتبرها علامات فارقة في جيلي تضحكك وتبكيك بالدم قبل الدمع الذي جف من كثرة ما عاشه في سنوات أربع شيبته في ريعان شبابه، مشاهد اختصرت الكثير والكثير عند كل أبناء جيلنا اللي عايشين ع الحلم، لكن الواقع كان أكثر وجعا علينا وكل يوم يزداد سوادا وسوءا وكارثية ومكارثية لزوم التعريض وبرغم كل ما سبق في شباب عندهم أمل.. كل هذا جسده وعاشه شباب يتنفس بالثورة والدم والحرية منزوعة الوصاية، بيلعبوا فن ومسرح وثقافة وكورة وطفولة وبراءة وسياسة بغير خبث ولؤم ومكر أهلها وغرفها المقفولة وبيعيشوا الجنون اللي ع كل شكل وملة ولون وبيعيشونا وياهم الحلم الممرور بالواقع والأمل الملبوس بالألم.. شباب مثلنا منهم اللي واخدها جد زيادة عن اللزوم فبيخبط في حيطة سد ومنهم اللي منفض لها وعامل أحلي دماغ قراقيش علشان يعرف يعيش بس في كل مرة بيضبط الدماغ بيفوق ويرجع يحلم من تاني ويطير ويطير فوق السحاب في سما براح مالهاش نهاية.. شباب كتير في عمر الورد عيشونا عمر عشناه وطمعونا في حلم لسه ما حققناه وعايشين علي أمله.
مشهد 5
ايه في أمل.. عن الواقع اللي عايشينه
منا من يري نفسه في حاتم ذلك الشاب المكافح الذي يعمل مندوب مبيعات ويذكرك بنفسك خلال أيام الجامعة حينما كنت تلف كعب داير علي الزبائن والصيدليات والمحلات والمطاعم والابتسامة مرسومة علي وجهك لكي تتمكن من الإنتهاء من أوردر الشركة اليوم”فرش الاسنان المستعملة بتاع حاتم”، ومنا من كان مثل سارة ومروة وخلود وبنات جيلنا الحالم بالحرية والعائش علي أمل الخروج من وصاية الأهل والزوج والمجتمع والنظام و.. وفي النهاية تجد نفسك تلف وتدور في دائرة مغلقة لا أنت عارف تخرج منها ولا عارف تتعايش مع اللي فيها وطول الوقت عايش علي حلم إن بكره أحسن من امبارح واللي جاي أحسن م اللي راح زي كل أبناء جيلنا اللي اتولدوا في فترة كانت الاحلام فيها ببلاش ولما وصلنا لزمن الحلم فيه بقي شبه مستحيل لقينا نفسنا خلاص مفيش خلاص بعد ما اتعجننا أكتر بطين البلد دي واتسكننا بيها قبل ما نسكن فيها”.
كلمة أخيرة..
ربنا بيطبطب علينا بيكم
أوقات رتم العرض بيكون هاااادي حزين أقرب إلي السكون بس مليان كلام وساعات بيكون صاخب حراق مليان وجع بيصرخ بعلو الصوت بس من غير صوت!! جواه ساعات الفرح والترح أوقات الحب والفراق والصوت لما بيكون مكتوم والفرحة لما بتكون من سنك والحزن اللي شايل همك.. الحلم اللي لسه في دمك .. الهم واحد والحلم واحد والوطن واحد والحكم برضه لسه واحد.. الأمل المستخبي في حضن الألم عبر الكوميديا السوداء.. يعني قادر يضحكك ويبكيك في نفس المشهد.. بيصرخ بعلو الصوت وبيحفر بسن القلم إن في مصر لسه في أمل.. في مصر لسه في 1980 ضحكة وانت طالع .. ربنا بيطبطب علينا بيكم يا ولاد جيلنا المعجونين بالحلم.
عامر الوكيل : 1980 وانت طالع عينيك
دعوة للرئيس لمشاهدة مسرحية 1980 وأنت طالع
خمسة أسباب لنجاح حلقة منى الشاذلي في عيد الأم
أول رد من رامي رضوان على اتهامات ساويرس
القرموطي: “الجزيرة” أسوأ من القنوات الإسرائيلية
ساويرس : أبعدنا رامي رضوان بسبب مكالمة تليفون