أحمد حسين صوان
قالت “أميلي فان إلمبت” مُخرجة الفيلم الفرنسي “الفيل والفراشة”، إنها حرصت على التعاون في فيلم يتناول علاقة الآباء بالأبناء، حيث بدأت تراودها تلك الفكرة، بعدما رُزقت بطفلة، واهتمت بنشأتها على الأسس السليمة، مُشيرة إلى أن تربية طفلتها دفعها للابتعاد عن المجال الفني لفترة طويلة.
تابعت “أميلي” خلال الندوة التي أعقبت عرض فيلم “الفيل والفراشة”، مساء اليوم الأحد، داخل سينما الهناجر، بدار الأوبرا المصرية، ضمن برنامج “بانوراما دولية”، على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته التاسعة والثلاثين، أنها ظلت تبحث عن فكرة عمل فني توضح من خلاله مدى تأثر الطفل بفقدان أبيه في سنٍ صغير، أو يعيش بعيدًا عنه لفترةٍ طويلة، مُشيرة إلى أنها فقدت والدتها في عمرٍ مُبكر.
نرشح لك: لماذا فضّل مخرجا “قلبي المخدوع” تصويره في الصيف؟
أوضحت أن مشاعر الأب تجاه طفله في مراحل النمو المُختلفة، تستحق أن تُنفذ في عملٍ فني، إذ أنها استعانت بطفلتها صاحبة الخمسة أعوام لتجسد دور الابنة في الفيلم، مُبررة ذلك بقولها: “فضّلت أن تعيش ابنتي في تلك المشاعر الطيبة من خلال الفيلم لاسيما في ظل انفصالي عن زوجي منذ وقتٍ طويل”.
أكدت “أميلي” أن ذلك الفيلم لا يتناول قضية الانفصال، بقدر استعراض تفاصيل العلاقة القائمة بين الأب وابنه، وأهمية تواصل رب الأسرة بأبناءه والاهتمام بهم، مُشيرة إلى أن التكنولوجيا في الوقت الحالي جعلت الأباء يُقصرون في تربية أبناءهم، ويهتمون بهم في بعض المواقف والظروف الهامة فقط.
أشارت مُخرجة “الفيل والفراشة” أن ابنتها “لينا” صاحبة الخمسة أعوام، وإحدى بطلات الفيلم، استعدت للدور من خلال المعايشة في مؤسسة خاصة برعاية الأطفال، موضحة أن ابنتها كانت لا تستطيع القراءة والكتابة بسبب سنها الصغير، الأمر الذي دفعها لمُساندة “لينا” خلال استعدادها للدور، عن طريق الألعاب المُختلفة.
أضافت أن “أنطوان” –الأب- كان يشعر بالقلق إلى حدٍ ما، في بداية الأمر، بسبب صعوبة التعامل مع الطفلة، الأمر الذي استغرق وقتًا طويلًا للتأقلم مع “لينا”.
فيلم “الفيل والفراشة” تدور أحداثه حول (أنطوان) الذي يعود إلى (بروكسل) بعد غياب خمسة أعوام، عازمًا على مواجهة ماضيه. يطرق باب (كامي) المرأة التي أحبها وأم ابنتهما (إلسا) -لينا- التي لم يقابلها أبدًا.. عندما يصل، تكون كامي على وشك أن تغادر لرحلة عمل مهمة. تنتظر جليسة طفلتها التي تتأخر؛ فتهلع لتأخرها وتطلب من “أنطوان” أن ينتظر الجليسة لدقائق وإلا فسوف تتأخر عن موعد رحلة الطيران، فيقبل أنطوان ولكنه لم يكن يتخيل أن جليسة الأطفال لن تظهر، وأن الأمر سينتهي به وحيدًا مع الطفلة لثلاثة أيام.