أحمد شعبان
شهد المجلس الأعلى للثقافة، اليوم الإثنين، عقد ندوة “نتفليكس.. ومستقبل التوزيع السينمائي”، وذلك ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته التاسعة والثلاثين، بحضور الدكتورة ماجدة واصف رئيس المهرجان، ويوسف شريف رزق الله المدير الفني للهرجان، وعدد من خبراء الإنتاج والتوزيع السينمائي.
حضر الندوة الخبير الإعلامي عمرو قورة، الموزع السينمائي طارق صبري، المخرج الأردني محمود المساد، الناقد اللبناني محمد رضا، المنتج جابي خوري، السيناريست مريم نعوم، وأدارها الناقد أسامة عبد الفتاح. وناقشوا تنامي الاتجاه إلى مشاهدة الأفلام منزليًا عبر الإنترنت، مع دخول “نتفليكس” إلى مصر والعالم العربي، والتطورات التي طرأت على وسائل الإنتاج والتوزيع والعرض، وانعكاس ذلك على صناعة السينما.
نرشح لك: عمرو قورة: “نتفليكس” تعطي فرصًا كبيرة لصناع السينما
أبدى الخبير الإعلامي عمرو قورة تفائله بدخول “نتفليكس” إلى مصر والعالم العربي، مؤكدًا على أن ذلك يعطي فرصًا كبيرة لصناع السينما، لعرض أعمالهم أمام الجمهور، خاصةً في حالة صعوبة تسويق أعمالهو عبر دور العرض، أوضح: “أسلوب المشاهدة التقليدي تغير، وعلى صناع السينما أن يدركوا ذلك ، فالمشاهد يلجأ إلى المنصات الرقمية لمشاهدة المحتوى الذي يريد في الوقت الذي يحب، ودخول منصة نتفليكس إلى السوق المصري والعربي، يخدم صناعة السينما والتوزيع”.
نجحت “نتفليكس” في اجتذاب قطاع عريض من الجمهور، بسبب تفرد المحتوى المُقدّم وتفرده، ولفت “قورة” إلى فياب المحتوى العربي عن الشبكة، موضحًا أنها لا تهتم بتقديم محتوى خاص بمنطقة بعينها، وإنما محتوى عالمي لكل مشتركيها حول العالم.
من جهته، أبدى المنتج محمد حفظي تفاؤلًا حذرًا لدخول منصات عرض المحتوى مصر والعالم العربي، قائلًا إن دخول “نتفليكس” إلى السوق المصري والعربي لن يكون سهلًا، وسيستغرق وقتًا، بسبب مشاكل وأزمات التوزيع السينمائي، واختلاف السوق المصري والعربي عن الأسواق الأخرى التي دخلتها الشركة حول العالم.
كما تحدث عن الشروط تفرضها الشركة لعرض المحتوى، حيث تشترط أن لا يعرض الفيلم على أي قناة تليفزيونية لمدة 4 سنوات، “ده شيء صعب لأني كمنتج كده هضحي بإيرادات كتير ممكن الفيلم يحققها، كما أن الشركة تتدخل في جميع تفاصيل العمل”، لافتًا إلى أنه فاوض الشركة لعرض فيلم “اشتباك” لكن لم تنجح المفاوضات.
“نتفليكس وغيرها من الشركات فاتحة خير للمخرجين والمنتجين العرب الجدد، لعرض أعمالهم أمام قطاع عريض من الجمهور، ومعرفة رد فعل الجمهور عليها” حسبما قال المخرج الأردني محمود المساد، مشيرًا إلى الأزمات الإنتاجية الكبرى التي يواجهها صناع الأفلام العرب، فضلًا عن عدم قدرتهم على عرض أفلامهم أمام الجمهور بسهولة.
تابع: “إنتاج المسلسلات في العالم العربي هابط، وربما تساعد نتفليكس على الارتقاء بالأعمال العربية، وتعطينا نقلة نوعية في المُنتج العربي، أهم شيء عند صانع الأفلام أن يشاه مله جمهور كبير وها توفره نتفليكس، بعكس المهرجانات التي يقتصر دمهورها على فئات معينة”.
بالرغم من ترحيب الناقد اللبناني محمد رضا بـ”نتفليكس” وغيرها كجزء من التطور التكنولوجي والتحول في خصائص المشاهدة السينمائية، تساهم في توسيع قاعدة المشاهدة، وهو ما ينعكس بدوره على الإنتاج ويساعد في ازدهاره؛ إلا أنه عبر عن بعض مخاوفه وذكر سلبيات دخول الشركة المنطقة العربية.
ذكر “رضا” أن هناك عدد من السلبيات تتمثل في أن المشاهدة في المنزل تختلف عن الذهاب للسينما، فـ”السينما وسيط مهم وهي المكان الطبيعي لمشاهدة الأفلام، والمشاهدة هي فعل جماعي، يتفاعل فيه المشاهد مع غيره من رواد السينما، لذلك نفقد متعة مشاهدة الأفلام”، تابع: “ايرادات الأفلام بها أزمة، نتفليكس وغيرها ستؤدي بالضرورة إلى خفض الإقبال على شاشة السينما، ويجب أن نعمل على الحفاظ على هوية السينما العربية”.