قال الكاتب الصحفي أحمد الصاوي رئيس تحرير جريدة “صوت الأزهر”، إن الأصوات التي اعتادت على ذات التعبير بعد كل حادث إرهابي، بدعوة الأزهر لتكفير داعش، تحاول أن تصور للناس أن الحل في مواجهة الإرهاب يكمن في بيان يصدر عن شيخ الأزهر، ومن بعدها ستتغير معادلة المواجهة، وكأن عدم تكفير المنتمين لهذه التنظيمات يعوق عملية المواجهة.
أضاف “الصاوي” في تصريحات خاصة لـ إعلام دوت أورج، إن موقف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب محسوم ومعروف برفض التكفير أو استخدامه كسلاح في مواجهة أي طرف، وهو موقف المفترض أن ينسجم مع المعلن من أفكار وقناعات التيارات المدنية والمثقفين الذين بنوا القدر الأكبر من حضورهم علي معارك رفض التكفير.
أشار الصاوي إلي أن الأزهر الشريف اتخذ ثلاث مواقف ضد التكفير في عدة أشهر رغم اختلاف من تتم الدعوة لتكفيرهم، تؤكد رسوخ قناعته ضد التكفير وانطلاقها من عقيدة ثابتة وصحيحة، مذكرًا بتدخل الإمام الأكبر السريع بإعفاء القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر السابق من مهامه، بعد تورطه في تكفير الباحث إسلام بحيري، رغم إدانته قضائيا بازدراء الأديان بحكم بات ونهائي ومؤيد من محكمة النقض، كما أصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بيانًا واضحًا ترفض فيه ما قاله الشيخ سالم عبد الجليل من ازدراء للدين المسيحي وتعريض بالعقيدة المسيحية عبر برنامج تليفزيوني، وواصل الأزهر موقفه الرافض لتكفير الدواعش أصلا، رغم حكمه عليهم بأنهم من الذين يحاربون الله ورسوله.
وقال الصاوي إن الذين يحاولون ابتزاز الأزهر والضغط عليه لممارسة التكفير، يفتحون على المجتمع كله النار، في الوقت الذى يقف فيه الأزهر الآن في خندق يرفض منح أي جهات أو أفراد حق تكفير الناس، والتأكيد على أن الكفر في حد ذاته ليس جريمة، ولا عقوبة عليه، عكس حكم المحاربين الذين تقع عليهم وفق القرآن الكريم عقوبات شديدة ( أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض) بما يعنى أن الأزهر يتخذ من الدواعش الموقف الشرعي الأشد في عقوبته.
أضاف الصاوي أنه من المدهش أن من يعتقدون أن المعركة مع الإرهاب فكرية وتحتاج لتجديد في الخطاب الديني المفترض أن يرتكز علي قبول الآخر ورفض التكفير والتأثيم به وبناء عقوبات عليه تدفع للقتل واراقة الدماء، هم من يطلبون مواجهة التكفير بتكفير مضاد يثبت لـ”المكفراتية الأوائل” صحة منطقهم، وفي الوقت نفسه لا يفيد ولا يحسم معركة مع هؤلاء.
تابع: “من يعتقد أن حكما بتكفير داعش يمكن أن يردع أحد من هؤلاء الارهابيين ساذج أو يتستر خلف تلك الدعوة لممارسة عادته في الهجوم علي الأزهر بأي مناسبة، والدليل أن المنظمات الإرهابية بعضها يكفر بعض ولم يكن هذا التكفير حاسما في أي مواجهات بينهم”.
واختتم الصاوي تصريحاته بأن التكفير مرض، ولا يمكن الترويج لتكفير رسمي، ومن مصلحة المجتمع كله أن يبقي الأزهر كمؤسسة ضد التكفير وأن يبذل جهده الكامل في لجم دعوات التكفير في المجتمع كله أي كان من يصدرها ومن توجه له.