فورتوناتا..أسئلة عن حظوظ السنجل ماذر!
بالطبع يمس موضوع الفيلم الإيطالي “فورتوناتا” الكثير من النساء اللاتي صرن نعرفهن مؤخرا من خلال مصطلح “السنجل ماذر” فمحور الأحداث إمرأة تعيش مع طفلتها وتحاول البحث عن أحلامها في العمل ورعاية طفلتها بعيدا عن الأب الذي يظهر لها على فترات ليعنفها على أنها لا تعرف رعاية الطفلة ورغم لجوء الأم إلى طبيب نفسي لمعالجة الطفلة من أثر تلك الحياة إلا أنها تفاجيء أن أحوال البنت تزيد سوءا، تظل تلهث مع سيناريو الاحداث الجيد جدا والتمثيل خاصة الأم والطفلة قدما أداءا تمثيليا رائعا ومعظم عناصر الفيلم كانت جيدة جدا لمتابعة يوميات تلك المرأة وأحداثها المتلاحقة في ريتم سريع وغير ممل.
أسئلة كثيرة يطرحها الفيلم حول حياة البطلة والتي تحاول أن تتمسك بأحلامها، مثل أحلام كثير من المهمشين الذين يعيشون خلف الاسوار القديمة في العواصم، والبطلة هي إمرأة تشبه كثير من النساء وشخصياتهن
المختلفة اللاتي دائما حاضرات في سينما المخرج سيرجيو كاستيليتو، فالحب والأمومة معاني مشتركة يبحث عنها المخرج كثيرا مع بطلات أفلامه مثل فيلمه مع بينلوبي كروز “مولود مرتين” ويساعده دائما سيناريو وحوار زوجته الروائية الإيطالية مارجاريت ماتزانتيني، ممكن القول انه مخرج يحب بطلاته فلذلك الممثلات متألقات كما هو حال بطلة “فورتوناتا” جاسمين ترينكا الحائزة على جائزة أفضل ممثلة بدورة مهرجان كان الأخيرة.
المخرج نجح في جذب المشاهدين بسيناريو وشخصيات درامية جيدة جدا وحركة كاميرا سريعة تحاول اللحاق بهم مثل حال بطلته التي تحاول الفوز بحظ ما يغير حياتها، حتى إستخدامه للموسيقى والأغاني جاء معبرا وكأنه استراحة للمشاهدين لالتقاط أنفاسهم من سرعة متابعة بطلة الفيلم وحياتها المتقلبة، الفيلم من بين الأعمال الجيدة “القليلة” في الدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائي التي لفتت أنظار الجمهور وأتوقع أن يكون له نصيب من الجوائز.
سرب حمام ..يعيد نبش جراح الماضي
لا أعرف لماذا أعاد صناع الفيلم الكويتي “سرب الحمام” النبش في الماضي خاصة، إنه يعيد فتح جراح “أشقاء” بينهم نسب ودم وأقصد ما حدث بين العراق والكويت بسبب إعتداء الأولى وإجتياحها للأراضي الكويتية ونعرف تفاصيل ما حدث 1990 .
اختار صناع الفيلم إعادة النبش في هذا الماضي بدون داعي فالعالم العربي به ما يكفي من تمزق، وبالتأكيد المسؤول عما حدث شخص وليس شعب، المعالجة الدرامية مكررة وسطحية للغاية وتكفي لفيلم تسجيلي مدته ٢٠ دقيقة عن حصار مجموعة من الرجال في منزل أثناء فترة الغزو العراقي، فلا توجد شخصيات درامية ولا سيناريو جيد للأحداث ولو كان القصد صناعة فيلم “حربي” عن تلك الأحداث فكان يجب أن يكون التنفيذ مختلف تماما عما شاهدناه خاصة في إخراج وتكنيك العمل، ولكن كما قال صناع الفيلم الهدف وطني “بحت” من وراء هذا الفيلم، في النهاية هو محاولة جيدة للسينمائيين الكويتيين ونتمنى مشاهدة المزيد من التجارب الأكثر نضجا على المستوى الفني.
الجايدة..المرأة في تونس غير أي إمرأة
جزء هام وجديد للمشاهد عن تاريخ نضال المرأة في الحصول على حقوقها القانونية المدنية بشكل جعل حقوقها القانونية غير أي إمرأة في العالم العربي في التاريخ الحديث، الفيلم بمثابة إستكمال لكشف حساب مشوار المرأة التونسية في سبيل نيلها حقوقها القانونية بشكل يفوق أي دول عربية أخرى وهو ما سبب جدل بين أحد الحضور ومخرجة الفيلم “السياسية والبرلمانية” سلمى بكاربسبب جرأة طرح بعض الأفكار الخاصة “بالمواريث” بالشريعة الإسلامية، وهو ما قد يتكرر في أكثر من دولة عربية لذلك نقول أن المرأة التونسية غير أي إمرأة عربية أخرى.
بطلات الفيلم الأربعة تجمعها الأقدار في السجن، رغم إختلاف فئاتهم العمرية وطبقاتهم الإجتماعية ولكن ضررهم من المجتمع الذكوري أدى بهن للوصول إلى دار جواد لدى “الجايدة” وهو مكان كان متواجد في منتصف القرن الماضي لعقاب النساء الخارجات عن طوع الزوج وهو اشبه بالسجن ويتعلمن فيه بعض الأعمال اليدوية خلال الفترة اللاتي يقررها القاضي الشرعي!
ولكن عاب سيناريو الفيلم التقديم الجيد للشخصيات وبناءها الدرامي وكان التركيز الأكثر على الجانب النضالي والهدف منه للوصول إلى ما بعد الثورة حيث أرادوا إعادة هذه النظرة للمرأة، حيث أنهت المخرجة الفيلم بمشهد لواحدة من البطلات تتحدث في المجلس التأسيسي عام 2012، حيث تم رفض مطلب حركة النهضة حينها نصا يعتبر الشريعة الإسلامية مصدرا أساسيا من مصادر التشريع .