“لأنني في عز مَجدي أفكر في الاعتزال، لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء، بعد أن تنحسر عني رويدًا رويدًا ..” بتلك الكلمات ودعت الفنانة شادية جمهورها بعد أن قررت الاعتزال نهائياً عام 1987والابتعاد عن الوسط الفني.
ومنذ اعتزالها من 30 عامًا، لم تظهر الفنانة شادية عبر القنوات الفضائية حيث كانت ترفض الظهور الإعلامي حتى خفتت عنها الأضواء احترامًا لرغبتها في الابتعاد، ما جعل الجمهور يتشوق لرؤيتها ومعرفة آخر أخبارها والاطمئنان على صحتها.
1 – كلماتها الأخيرة قبل الاعتزال
اعتزلت الفنانة شادية السينما والأضواء حينما أتمت عامها الخمسين، رغم أنها كانت في عز مجدها وتألقها، وقالت في حديثها بعد ارتداء الحجاب مبررةً قرار الاعتزال “لأننى في عز مجدي أفكر في الأعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا…لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعوّد الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم، ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتى في خيال الناس”
تلك الكلمات كانت الأخيرة لها قبل اختفاؤها عن الأضواء، حيث كرست حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال الأيتام ورعاية أبناء أخواتها لأنها لم تُرزق بأطفال رغم أمنيتها بأن تكون أمًا.
2 – اختتمت مشوارها بـ “لا تسألني من أنا”
قدمت الفنانة شادية ما يزيد عن 112 فيلما سينمائيًا، كان فيلم “لا تسألني من أنا” يمثل الظهور السينمائي الأخير للفنانة شادية عام 1984، شاركها في بطولة الفيلم يسرا، فاروق الفيشاوي، إلهام شاهين، مديحة يسري.
3 – أول وآخر مسرحية
لم تقدم الفنانة شادية سوى مسرحية واحدة هي الأشهر في عالم المسرح الاستعراضي وهي مسرحية “ريا وسكينة” 1983 التي شاركتها بطولتها الفنانة سهير البابلي والفنان عبد المنعم المدبولي، وكانت تلك المسرحية هي التجربة الأولى والأخيرة في مشوارها الفني على خشبة المسرح.
4 – الأغنيات الدينية “مسك الختام”
قبل اعتزالها قدمت الفنانة شادية أغنية دينية بعنوان “خد بإيدي”، وكانت شادية عقب عودتها من الولايات المتحدة بعد إجراء عملية بسيطة، طلبت من الشاعرة علية الجعار أن تكتب لها أغنيات دينية لأنها قررت أن يقتصر نشاطها على الغناء الديني فقط، وفي عام 1986 في احتفال الإذاعة بالمولد النبوي الشريف،غنت الفنانة شادية الليلة المحمدية “خد بإيدي” وكان ذلك الظهور الأخير لها على المسرح، لتقرر بعد تلك الحفلة الاعتزال مكتفية بما حققته من نجاح وتألق.
5 – كلمات الشعراوي بداية التحول
قررت الفنانة شادية اعتزال الفن، والاكتفاء بتقديم أغنيات دينية بعدما قدمت “خد بإيدي” والاتجاه للون الديني فقط، لكنها كانت تواجه صعوبة في حفظ وتسجيل الأغنيات فقررت اللجوء إلى الشيخ الشعراوي الذي نصحها بالابتعاد التام والاعتزال لانها قد عرفت طريق الحق فجائت كلماته محفزة لها حتى حدث التحول الحقيقي ومنذ ذلك الوقت انقطعت الصلة بين الفنانة شادية وبين الفن.
6 – تعليق شهير عن الاعتزال
قالت الفنانة شادية عن اعتزالها “أكبر غلطة تقع فيها المطربة أن تتصور أن عجلة الزمن لن تتغير، وأن أذواق الناس لن تتطور. وأنا أعرف أنه سيأتى يوم أترك فيه مكانى على المسرح لأنتقل إلى مقاعد المتفرجين، لذلك فالمطربة الذكية هي التي تعرف بالضبط اللحظة التي تنسحب فيها من المسرح والوقت الذى تودع فيه الجمهور و هي مرفوعة الرأس قبل أن يودعها الناس بالبيض و الطماطم”.
7 – موقفها من الحوارات والتكريمات
رفضت الفنانة شادية إجراء أية مقابلات صحفية أو تليفزيونية بعد الاعتزال، كان من المقرر أن تجري حوار مع الإعلامية هالة سرحان عام 1994 وكان ظهورها كبيرًا ومنتظرا لكنها فوجئت بغضب من الشيخ الشعراوي الذي قدم لها اللوم الشديد لكنه تراجع عن غضبه بعد التزامها
كما أنها حين قرر مهرجان القاهرة السينمائي تكريمها وانتظر الجمهور رؤيتها تواصلت مع الشيخ الشعراوي الذي قال لها “لا تعكري اللبن الصافي” فامتنعت عن حضور المهرجان أو الظهور في أية مهرجانات مماثلة.
8 – الصورة الأخيرة
في عام 2013 تبادل محبو الفنانة شادية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” صورة حديثة لها حيث ظهرت في إحدى المناسبات الاجتماعية الخاصة وهي ترتدي حجابًا أحمر، وكانت تلك الصورة هي الأخيرة التي ظهرت للفنانة المعتزلة منذ 30 عاما.
9 – آخر مداخلة هاتفية
كان آخر ظهور للفنانة شادية صوتيًا في مداخلتها الهاتفية مع الإعلامي عمرو الليثي مقدم برنامج “واحد من الناس” حينما أجرت مداخلة هاتفية بالبرنامج عام 2011 لتعلق على أحداث الثورة وما وصل إليه الحال في مصر.
يُذكر أن الفنانة المعتزلة شادية قدمت للفن خلال مشوارها الذي بلغ 40 عامًا، ما يزيد عن 112 فيلم، 10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة والعديد من الأغاني الرومانسية والوطنية حتى لُقبت بـ “بنت مصر”، كما أنها الفنانة المعتزلة الوحيدة التي ابتعدت بالفعل عن الأضواء حيث لم ينجح أحد في إجراء حوار تليفزيوني معها أو التقاط صورًا لها، حتى أصبح الجمهور لا يعرف شيئا عنها ولا يسمع عن الفنانة المعتزلة سوى أخبار عن مرضها بين الحين والآخر، لكن مع ذلك الاختفاء تظل “شادية” حاضرة في ذهن الجمهور المصري والعربي الذي أحب أعمال الفنانة وأغانيها التي ستظل حاضرة بقوة رغم مرور الزمن.