لا يوجد اليوم من لا يسأل “هي شادية ماتت فعلاً؟”، فعلى الرغم من اعتزالها العمل الفني والظهور الإعلامي منذ ما يقرب من 33 عاما، إلا أنه لم يقلل شيئا من ذلك الشعور القريب من “اليتم” لفقدان حبيب شاركك أفراحك وأحزانك وانتصاراتك، وشاركته لحظاتك الصعبة والخاصة، باعتباره من يستطع التعبير عن شجونك وآلامك، أو يخفف عنك بآداء خفيف وشديد الرقة حتى في أشد الأدوار دراما.
لم تكن شادية محبة للظهور الإعلامي حتى في قمة مجدها، فتجد لقاءاتها الصحفية والتيلفزيونية محدودة للغاية، لكن بعد ظهور “الإنترنت” بقوة والاعتراف به كـ “ترمومتر” يقيس مدى تفاعل الجمهور واهتمامهم بشأن معين، ظهر موقع لمحبي الفنانة شادية، بعنوان “شادية ستار”، يُعنى بطرح أعمالها وصورها، فقط بدافع الحب والاهتمام، مما أثار انتباه الفنانة القديرة، ودفعها للتواصل مع مؤسسها بشكل مباشر.
نرشح لك: في حوار نادر لـ شادية.. درس “لم تنساه” وموقفها مع أم كلثوم
تواصل إعلام دوت أورج مع “مجدي فتحي” مؤسس موقع ومنتدى “شادية ستار” لمحبي الفنانة شادية، ليحكي عن تواصله معها في سنواتها الأخيرة، التي اختفت فيها تماماً عن الإعلام، وفيما يلي نرصد ما رواه:
1- تواصلت “شادية” معه عام 2009، بعد ست سنوات من إطلاق الموقع كانت خلالهم المراسلات عن طريق ابن أخيها “خالد شاكر” وزوجته، إلى أن طلبته إذاعة الأغاني للمشاركة في الاحتفال بعيد ميلاد “الدلوعة”، وبالفعل جاء من محل إقامته بدولة الكويت وشارك بالحلقة، التي استمعت إليها “شادية”. دعاه “خالد” إلى بيته، وتواصلت معه هاتفيا أثناء زيارته له، لتشكره وتؤكد له أنها كانت على وشك الدخول في حالة اكتئاب، وأعاد إليها ذلك الموقع الحيوية مرة أخرى، وأعطته رقم تليفونها وطلبت منه أن يديم التواصل معها، حتى انقطعت عن استخدام الهاتف المحمول سنة 2012 بسبب مرضها.
2- عن ذلك الاكتئاب أوضح “مجدي” أن في مرحلة ما انحسر اهتمام الفضائيات والإذاعات بأعمالها الفنية، ظناً منهم أنها رغبتها الشخصية بعد حجابها واعتزالها، بدافع ديني، وأكد على أنها لم تتبرأ أبداً في أي مرحلة من حياتها مما قدمته، وظلت تعتز بكل أعمالها حتى آخر عمرها، وأثر فيها بشدة خفوت الأضواء عن رصيدها الفني.
3- استمر التواصل المباشر بين “فتحي” والفنانة القديرة إلى أن بدأ يظهر عليها أعراض مرض “الزهايمر” في العام الأخير، فلم يعد في إمكانها إتمام مكالمة دون أن تتوقف عند بعض أمور لا تستطيع التركيز فيها أو تذكرها. يوضح “مجدي” أنه أوقف الاتصال المباشر بها واكتفى بالاطمئنان عليها عن طريق ابن أخيها “خالد”.
4- حكت له “شادية” عن اهتمامها الشديد وانبهارها بحب الناس لها، الذي لمسته عن طريق الموقع وصفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وأنها اعتادت أن تطلب من أخيها فتح حاسبه الشخصي ليضعه أمامها تتصفح ردود الجمهور على ما تنشره الصفحة من صور ولقطات وأغاني لها.
نرشح لك: تفاصيل مكالمة “اعتزال” شادية مع شمس البارودي
5- تذكرت الفنانة القديرة بوضوح الفنان إسماعيل ياسين والكوميديان الاستعراضي شكوكو، ووقوفهم بجانبها في بداية مشوارها الفني، كما ذكرت دائماً الفنانات هدى سلطان وفاتن وحمامة، وأكدت على صداقتهم وتواصلهم الدائم حتى رحيل كلِ منهم.
6- من المواقف المؤثرة في حياة “شادية” والتي تذكرتها بوضوح، هو خصامها لفترة مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، أثناء تصوير فيلم “زقاق المدق”، حيث اختلفت معه في أحدى الصالونات الثقافية التي اعتاد عقدها في منزله، وعليه، طلبت من المخرج حسن الإمام، الاستغناء عن أغنية “بسبوسة” التي تم إعدادها في الأصل لذلك الفيلم، بجانب أغنية “جوني يا جوني” للملحن محمد الموجي.
بالفعل استجاب “إمام” لطلبها، واكتفوا بأغنية “الموجي” في الفيلم، مما أغضب موسيقار الأجيال، وأغضب معه الفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن، وذلك ما دفعها لتجنب الغناء في الحفلات عام 1963، وعادت في 1964 للمشاركة في احتفال تحويل مجرى مياه السد العالي، وبعدها حفلة بالمغرب، ثم تألقت بما أُطلق عليها فيما بعد “حفلة العودة”، والتي غنت فيها “يا حبيبتي يا مصر”.
نرشح لك: الطبيب المعالج لـ شادية يكشف سبب وفاتها
تم التصالح بين الموسيقار محمد عبد الوهاب والفنانة شادية عام 1977، وظهرت “بسبوسة” للنور، طبعتها شركة “صوت الفن” لمالكها موسيقار الأجيال على شرائط كاسيت، ونجحت نجاحا كبيرا، وكان من المقرر تجديد التعاون مرة أخرى في أغنية “خدني معاك” التي غنتها الفنانة “ياسمين الخيام”، لكن رفضتها “شادية” لطولها الشديد.
7- خلال سنوات عرض مسرحية “ريا وسكينة” توفي محمد شقيق الفنانة شادية ومدير أعمالها في تلك الفترة؛ تلى ذلك الحدث إصابتها بورم حميد، تدوالت الصحافة وقتها أخبار مرضها بمرض خبيث. أصابتها الأحداث المتتالية بهزة نفسية، قصرت إنتاجها بعدها على الأغاني الوطنية والدينية حتى أعلنت اعتزالها عام 1987 عن طريق الناقد محمد سعيد، بعد آخر ظهور لها يوم 13 نوفمبر 1986 وهو يوم حفلة “الليلة المحمدية”.
نرشح لك: حياة شادية في 9 محطات “قبل وبعد الاعتزال”
8- لـ “شادية” لقاء إذاعي مع الإعلامي إمام عمر، سجلته قبل اعتزالها مباشرة وطلبت منه عدم إذاعته، كما لها أغنية سجلتها بعد اعتزالها بشكل خاص بعنوان “ست البنات سارة” وهي مهداة لابنة أصدقاء لها.
9- على الرغم من اعتزازها الكامل بكل ما قدمته إلا أنها أوضحت لـ”فتحي” بلباقة أن “لكل وقت أذان”، وما كان مقبولا في ارتداء الملابس في زمنٍ ماضٍ ليس مقبولا بنفس الشكل الآن، وذلك ليتحرى الكياسة في اختيار ما يضعه من صور، وهو ما احترم مؤسس الموقع رغبتها تماماً فيه على الرغم من أن إنتاجها الفني لا يوجد به بشكل كبير ما يحتاج إلى حذف أو تعديل.
لزيارة الموقع أضغط هنا