لا صوت يعلو على تألق النجم المصري محمد صلاح المُنتقل حديثاً إلى فيورنتينا الإيطالي ……
“بداية تبدو أكثر تقليدية من عناوين مقالات التسعينات في الصُحف القومية”
لكنك أدركت الآن فحوى المقال “الأيقونة” محمد صلاح، لست متخصصاً أو مُحللاً لكرة القدم ولا أسعى ولن نتحدث سوياً “كفنيين” ولكن سنذهب لزاوية مختلفة تماماً عن الموضوع وتحديداً السؤال: لماذا تلك الضجة عن “محمد صلاح” ؟
ففي صباح اليوم الذي حدثت فيه التعديلات الوزارية وشملت الوزارة الأكثر جدلاً “الداخلية” في الخامس من مارس، إنصرف الغالبية العظمي من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي للحديث عن اللقاء الناري بين يوفنتوس وفيورنتينا في مساء ذلك اليوم ؟!
صلاح الذي ظل أسير مقاعد البدلاء عند جوزيه مورينيو في “ستامفورد بريدج” معقل البلوز تشيلسي ثم انفرجت أساريره عند الطليان في وقت قليل، وبالفعل المباراة إنطلقت وتألق صلاح وأحرز هدفين ليحرز نصراً فريداً لفريقه علي متصدر الدوري الإيطالي في معقله ووسط أنصاره وانطلقت الجماهير المصرية لتحتفي بنجمها أكثر من جماهير ناديه نفسها وربما نسى الكثير أو تناسى الحديث عن واقعة التعديل الوزاري!
ربما سيذهب كلٌ منّا إلى تفسير مختلف منها أن الجميع بدأ يمَل الحديث في السياسة، أو الشعب المصري نسّاي، أو حتي أنه حدث عظيم فعلاً ويستحق كل هذه الحفاوة والمبالغة.
لكني سأذهب لزاوية أبعد من ذلك، أعتقد أن الأمر ليس بسطحية كل التفسيرات السابقة، الأمر يتعلق بطبيعة المصريين، المُتابع بدقة سيجد أن نفس الإهتمام حصل عليه اللاعب السابق “أحمد حسام ميدو” في رحلته الطويلة في الملاعب الأوروبية وخاصة في فترات تألقه مع “أياكس و توتنهام” ومن قبله كابتن المُنتخب “أحمد حسن” وأيضاً “هاني رمزي” و “عبد الظاهر السقا” بإختلاف النسب مع الثلاثي السابق.
ما يحدث حب جارف للوطن وليس للشخص نفسه، علامة للنصر أو تفجير لطاقة فشل الكثير في تفجيرها على أرض الواقع فاختاروا طواعية أن يفجروها في الخيال الذي ينتظر صلاح يتألق في كل مرة وفي الكوميكس علي مورينيو مدرب تشيلسي، توافق لم يجده أي مصري سوي في لاعب كرة صاحب موهبة مميزة وسلوك طيب مكّنه من أن يصبح أشهر لاعب مصري في أقٌل من عامين، من الذي يجبر أحدهم أن يعود من عمله مرهقاً ليجلس علي المقهي فيُصاب بأدخنة الشيشة الكثيفة ولعنات وفتي الكثير من الذين يصبون غضبهم علي المدرب “الغبي” الذي لم يضع صلاح في التشكيل الأساسي؟!
ليس إلا طمعاً في علم مصري يرفرف دون عناء، طمعاً في مجد مصري مبهر حتي ولو كان عن طريق لاعب في مباراة كرة قدم، أو حتي طمعاً في حضن مصري خالص سيحصل عليه عقب كل هدف لصلاح، أو صيحة انتصار وقفزة من على الكرسي لا يشعر بمذاقها إلا جمهور المقاهي، أو زحام يشبه تجمعات النمل بعد إنتهاء المباراة والرحيل من المقهي، أو حتى أولئك الذين يسبون الجميع بطريقة كوميدية من أول المباراة حتي إنتهائها، لحظات سعادة يتم سرقتها بمنطق مصري أصيل، يتم سرقتها حتى من الوطن دون أن يدري ويتم سرقتها من الحكومة والنظام والمعارضة كلٌ على السواء، لحظات صافية ومتوافقة وبسيطة، من يتهم سارق تلك اللحظات بالجهل أو السطحية أو الجبن لا تناقشه بل دعه وشأنه دعه يمر مرور الكرام ولاتدعه يفسد عليك إحتفائك بمصر عن طريق “اسبرينت صلاح” الذي دق قلبك معه كأنك تلاحقه في أرض الملعب، وانفجارك بعد الهدف وفخرك وأنت تشاهده يسجد ليشاركك نعمة الحمد علي لحظة السعادة حتى وأنت قابع تحت أدخنة الشيشة وهو في أجمل بلاد العالم وأكثرها عراقة وتاريخ، الأمر ليس هروب بل سرقة حلال للحظات أفسدها الكثير علينا دون سبب أو وزر سوى أننا في مصر، وسوى أنها “ماشية بالبركة”، نصيحتي إليك صديقي قارئ الكلمات فتش عن سعادتك وأوجدها في مباراة أو فيلم أو كتاب لأنك لو بحثت عن سعادة تصنعها لك الدولة أو يصنعها لك الإعلام أو حتى يصنعها المقربون منك فستقضي عمرك كله باحثاً عن السراب.
اقـرأ أيضـًا:
عالم أزهري: إبراهيم عيسى غيور على الأزهر
هل تغادر منى سلمان دريم قريباً؟
عمرو أديب عن المصريين في ليبيا: انتظروا مذبحة جديدة
إبراهيم سعيد لمنتقديه: أنا شرفت مصر
عكاشة لقناة الحياة: سأنتصر على بني إسرائيل
14 صورة من الاحتفال بمسلسل “حواري بوخارست”
يحيى قلاش: لدينا محاذير على وضع الصحافة الإلكترونية بالنقابة أو خارجها
مهبط طيران لعادل إمام في “أستاذ ورئيس قسم”
كاريكاتير إيهاب هندي : مسابقة الـ 30 ألف معلم
أمير كرارة و14 نجم في برومو “حواري بوخارست”
7 نجوم “أهلاوية” لا ترحب بهم قناة الأهلي
عمرو أديب : البشوات إللي زي حالاتي سبب أزمة الكهرباء
الحياة تكشف عن أجر معتز الدمرداش
العشرة الأوائل والعشرة الأواخر في انتخابات نقابة الصحفيين
لأول مرة ..حديث للرئيس على إذاعة القرأن الكريم
متصل لمذيع مكملين : لو جيت مصر هيعلقوك
البوم أصاله : مجاناً عبر الانترنت وغير متوافر في الأسواق