إذا ما أردت يوماً أن تطلع على واجهة إعلام بلادي فلابد وأن تفكر في الذهاب لموقع اتحاد الإذاعة والتليفزيون. فعلتها قبلك.. وكانت الصدمة، فهل يعقل أن يكون هذا هو حال الموقع الرسمي لإعلام بلادي؟ لا أعتقد، فلا سنين الريادة و لا خبرة القائمين على الاتحاد تعجز عن تقديم موقع محترم يوفر معلومات صحيحة ودقيقة عن خدمات الاتحاد المرئية والمسموعة.
عند دخولك إلى موقع اتحاد الإذاعة والتليفزيون تجد ما لا يسر، فالموقع مازال على حاله منذ إنشائه إبان عهد صفوت الشريف ولم تطله يد التعديل (ولا أقول التطوير) وما زال بعض من أقسامه يضع عبارة “تجريبي” بعد كل تلك السنوات، ستجد أبواباً لا تعمل وأقساماً كما هي منذ التسعينيات، ناهيك عن أقسام البث المباشر والتي قد يستخدمها المصريون في الخارج لمشاهدة التليفزيون المصري أو لسماع برامج إذاعية يرتبطون بها، ستفاجأ بالتزام مسئولي الموقع بشاشة الثمانينيات فالقناة الأولى تعرض ببث أقل ما يقال عنه أنه ردئ مشوش كما لو كنت تستخدم هوائياً داخلياً سيئ الصنع!
من المدهش أيضاً اصرار الاتحاد على وجود قسم أساسي في الموقع مخصص للروبوكون (مسابقة ابتكارات الروبوتات أو الإنسان الآلي) وهي مسابقة وضعها صفوت الشريف تحت رعاية وزارته لإضافة لمسة تقنية أمام رؤسائه، ولا علاقة لها بالإعلام من قريب أو من بعيد. عند تصفح مكونات هذا القسم تنتقل إلى مواقع أخرى يابانية وقد يكون ذلك من خلال رؤية القائمين على الموقع والتي تؤكد على رد الأمور إلى أصحابها.
تصفحت الموقع حالماً بالعثور على محتوى قيم وأرشيف متميز معروض بطريقة ممنهجة وسليمة لكني أصبت بخيبة أمل مما شاهدت فلم أجد معلومات أو طريقة عرض وإنما مجرد تواجد لشغل حيز في الفراغ تذكرني بقول العرب “إني أسمع قعقعة ولا أرى طحيناً”.
للقائمين على هذا الموقع وهم يعلمون أهميته وخطورته في رسم صورة ذهنية عن بلادي، أرجو أن يعملوا على إصلاحه – عفواً إنشاء موقع جديد بتقنيات حديثة تراعي تطور المستخدمين وتنامي متطلباتهم، وأن تتم إدارة المحتوى به بطريقة احترافية ليقدم خدمة فعلية وليس مجرد تواجد وشغل حيز في الفراغ والسلام!، فالموقع لا يعبر عن قدرات مصر الإعلامية ولا يقدم المستوى المرجو من خدمات، كل ما يقدمه الموقع أنه بفضح من وراءه بمنتهى السهولة.
يا أيها المسئولون ..إذا كان كل إناء بما فيه ينضح، انتبهوا فالموقع بما فيه يفضح.
محمد أبو مندور : إعلام “التكاتك” الموازي
محمد أبو مندور: إعلام مؤيد أم معارض
محمد أبو مندور: (طرق مصر).. يرصد، يعرض، يسخر، ويُبكي
محمد أبو مندور: أسمع كلامك أصدقك، وأسمع برامجك استغرب!