بدعوة عدد من الدول منهم مصر وذلك للمناقشة بشأن القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة إسرائيل، ونيتهم لنقل السفارة إليها من مكانها في تل أبيب.
أكد منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط “نيكولاي ملادينوف” إن وضع القدس يجب أن يقرر من خلال المفاوضات، منتقدا القرار، وموضحاً أن أن المدينة رمز للديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية.
تابع “ملادينوف” بالتعبير عن قلقه الشديد، إزاء مخاطر تصعيد العنف، بعد ذلك القرار ، محذراً من مخاطر شديدة من احتمال حدوث تصرفات أحادية تبعدنا عن السلام، وأوضح: ” الأمم المتحدة تواصل دعم الجهود من أجل حل الدولتين، ونؤكد ضرورة استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية”.
في نفس السياق تحدث مندوب دولة فرنسا ودعا لضبط النفس والامتناع عن تأجيج التوتر في الشرق الأوسط، معتبراً أن القدس يجب أن تكون عاصمة لدولتين من خلال المفاوضات، وقال إن قضية “القدس ذات طبيعة خاصة ونطاقها يتخطى إسرائيل والأراضي الفلسطينية”. وأضاف أن بلاده لا تعترف بضم إسرائيل للقدس الشرقية، وتراها جزءاً من الأراضي المحتلة، داعياً إلى احترام القانون الدولي وحماية حل الدولتين وتفادي التصعيد، وهو نفس ما عبر عنه المندوب البريطاني.
من جانبه أوضح مندوب مصر إن وضع القدس كمدينة محتلة لم ولن يتغير بعد القرار الأميركي، معتبراً أن له تأثيرات سلبية للغاية على مسار عملية السلام،وأضاف “نشعر بقلق بالغ من تداعيات القرار الأميركي على استقرار المنطقة،والمجتمع الدولي لا يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل كما أن كافة قرارات مجلس الأمن رفضت الاحتلال الإسرائيلي للقدس”.
أوضح مندوب السويد إن آثار قضية القدس تتخطى منطقة الشرق الأوسط بكثير، معتبراً أن بيان “ترامب” أحادي الجانب ويناقض موقف الكثير من الدول، كما أن أوروبا لديها موقف موحد باعتبار القدس عاصمة مستقبلية للدولتين، مضيفاً: “لا نعترف بقرار واشنطن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل”.
كما نددت روسيا بخطاب “ترامب” الأخير، مؤكدة التزامها بقرارات الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية، وعلى حل الدولتين وخضوع الطرفين للتفاوض وعدم الانسياق خلق عدم الاستقرار والقرارات التي تؤدي إلى تقويض عملية السلام وزيادة التوتر في المنطقة.
وأعلنت بوليفيا موقفها بوضوح وشجاعة عالية واصفة إسرائيل بدولة الاحتلال مستنكرة القرار الأمريكي الأحادي تجاه القدس وغير المسؤول واستنكر ممثل بوليفيا في الأمم المتحدة أفعال إسرائيل التي تزيد من مستوطناتها بشكل واسع وانتهاكها الصارخ لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، وقال في نبرة حاسمة لابد من إنهاء الاحتلال وإذا لم يتخذ المجلس قرارا واضحا يعتبر هو الآخر منطقة محتلة.
نرشح لك: شاهد: بكاء جابر القرموطي بسبب القدس
أكد مندوب إيطاليا على مواصلة التزامهم بقرارات الأمم، وأضاف: “سنبقي سفارتنا في تل أبيب ونطالب بحل الدولتين ونلتزم بهذه الغاية مع الاتحاد الأوروبي”.
وقالت مندوبة الأردن: “سوف نستمر في جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وقرار “ترامب” يعد عقبة أحادية الجانب ولن يؤثر على القدس من الناحية القانونية”.
كما أوضح مندوب الصين أن “بكين” تدعم القضية الفلسطينية وإقامة دولتها وعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على أن حل الدولتين هو الحل السليم لتسوية القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن بلاده ستواصل دورها البناء فى القضية الفلسطينية من أجل تعزيز السلام والتنمية، وأضاف أنه لابد من الدفع إلى حل الدولتين والتسوية السلمية وتعزيز الجهود الدولية في ذلك الصدد، وتابع:” الصين تدعم السلام بشدة بين فلسطين وإسرائيل وتدعيم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط”.
أما المندوبة الأميركية، “نيكي هيلي”، قالت إن حدود القدس يحددها الإسرائيليون والفلسطينيون عبر التفاوض، مؤكدة أن “إسرائيل لن يتم إرغامها على أي اتفاق لا يراعي مصالحها الأمنية”، وأكدت على موقف بلادها في دعم إسرائيل متهمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتقويض السلام والتنمر بإسرائيل والإضرار بأمنها معلنة دعم أمريكا لإسرائيل وحمايتها ضد من وصفتهم بالتنمر بها والتربص بأنها مضيفة لن نتلقى محاضرات من أحد في هذا الشأن”،وأضافت: “ملتزمون بدفع عملية السلام ونتمتع بمصداقية من الطرفين”.
شكر ممثل فلسطين مجلس الامن وأعرب عن امتنانه لكل الدول التي دعت لعقد الجلسة مصراً على إلقاء تحية لشعبه باللغة العربية من خلال الجلسة قائلا: “نحيي شعبنا العظيم الذي يدافعون عن القدس في باب العامود وغيرها وأحيي الشرفاء بالعالم الذين يدعون لأن تتراجع أمريكا عن قرارها الاستفزازي الذي لا يهدف إلا لإرضاء إسرائيل متحديا القانون الدولي وأشكر المجلس لرد فعله، ونحن نحث المجلس على أن يتصرف بشكل طارئ للتصدي للانتهاكات ضد القدس ووضعها الخاص ونأسف للإعلان الأمريكي الذي يتعارض مع قرارات المجلس والأمم المتحدة مما يزعزع السلام، كما أن إسرائيل تستمر في ارتكاب الجرائم وتستمر في الخروج عن قرارات العالم وتغير في ديموغرافية القدس في انتهاك صارخ للأمم المتحدة”.
من جانبه أعلن المندوب الإسرائيلي بالأمم المتحدة “داني دانون”، أن القدس كانت وستظل عاصمة إسرائيل، ولا يمكن لأي صوت في الأمم المتحدة أن يغير هذه الحقيقية،وواصل قائلا: “أنه على كل عضو في هذا المجلس أن يوجه رسالة واضحة بأنه لايقبل العنف، وبإمكان الفلسطينيين اختيار العنف كما عملوا على الدوام أو يجلسوا معنا على طاولة الحوار”.