قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن العلاقات التي تجمع بين مصر وروسيا ذات تاريخ طويل وتتسم بالقوة والاستمرارية، سواء في إطارها السياسي من خلال التنسيق المُستمر إزاء مختلف القضايا الإقليمية، أو في إطارها الاقتصادي الثنائي.
أضاف السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمقر قصر الاتحادية، اليوم الاثنين، أن مباحثاته اليوم، مع الأخير، تطرق فيها إلى كيفية دفع العلاقات الثنائية وتطويرها، سواء تلك التي تتصل بالتصنيع المشترك، أو الأمن الغذائي، أو تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، أو جذب الاستثمارات الروسية إلى مصر من خلال إقامة منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
نرشح لك: السيسي وبوتين يشهدان توقيع اتفاقية المحطة النووية بالضبعة
تابع أنهما اتفقنا على تكليف الوزراء المعنيين بمتابعة تلك الملفات، وتسوية أية عقبات تواجه الانتهاء من المشروعات التي نعتزم تنفيذها مع روسيا في المستقبل القريب، أسوةً بروح التنسيق التي سادت المفاوضات على عقود إنشاء محطة الضبعة النووية كأول محطة من نوعها في مصر.
أضاف أن التنسيق بين البلدين يمتد ليشمل تناول القضايا الإقليمية التي تمس الأمن القومي للبلدين، إيماناً منا بالأهمية القصوى لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة المتوسط بشكلٍ يُحقق مصالح شعوبها، ويضمن مستقبلاً أفضل لشبابها بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب وما تسببت فيه من دمار.
وفى هذا السياق، لفت إلى أنهما تطرقا بطبيعة الحال إلى الأوضاع التي شهدتها القضية الفلسطينية في الأيام القليلة الماضية على خلفية قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس، وما لتلك التطورات من آثار خطيرة على مستقبل الأمن والسلم في المنطقة، حيث أكد السيسي على أهمية الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في منطقة الشرق الأوسط.
من جهة أخرى، أثنى السيسي على الدور الروسي في إطار جهود تسوية القضية الفلسطينية طوال العقود الماضية، سواء بشكلٍ منفرد أو في إطار آلية الرباعية الدولية، التي تم تشكيلها في توقيت كنا نأمل فيه أن تساهم في التقريب بين مواقف الطرفين، والتوصل لتسوية نهائية عادلة لقضية محورية، تظل هي الأقدم ضمن القضايا السياسية المُعلَّقة التي يناقشها المجتمع الدولي بأسره، ولا زال يعاني من عدم تسويتها حتى الآن.
أكد الرئيس أن المباحثات أولت اهتماماً كبيراً أيضًا بالأوضاع في سوريا وليبيا، وسُبل ضمان التوصُّل لتسوية سياسية لهذين الملفين في أقرب توقيت.
وفيما سوريا؛ اتفقا على عدد من المواقف الأساسية، على رأسها استمرار عملهما المشترك للحفاظ على مناطق خفض التوتر وتوسيعها، لتهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية. وفى هذا السياق، تناولا الجهود الناجحة التي أفضت لإنشاء وفد تفاوضي موحد من منصات المعارضة السورية المختلفة، واتفقا كذلك على دعم مسار المفاوضات التي يقودها المبعوث الأممي إلى سوريا للتوصل إلى حل سياسي شامل، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وتماسك مؤسسات دولتها.
وفى ليبيا، أكد السيسي على أهمية تكاتف المجتمع الدولي لتجنب أي فراغ أمنى أو سياسي، لافتًا إلى أن مصر ستواصل مصر دعم جهود المسار السياسي الذي يرعاه المبعوث الأممي بغرض تهيئة الأجواء لإنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في ليبيا. حيث تواصل القاهرة كذلك جهودها من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وهو الجهد الذي كان محل تقدير كافة الأطراف الليبية.
اختتم السيسي كلمته مشيرًا إلى أن اتفق مع الرئيس “بوتين” على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة اتصالاً بجهود التصدي للإرهاب، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول، وأكدا كذلك ضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها، وتبادل المعلومات بشأنهم مع كافة الدول الأخرى والمنظمات الدولية المعنية.