ليسوا لصوصا.. هؤلاء سبب اختفاء محتويات مكتبة الشارع

أمنية الغنام
 
“مكتبة الشارع”.. مبادرة تم تدشينها تحت شعار “ضع كتاباً.. وخذ كتابًا” لإحياء ثقافة القراءة من جديد والتأكيد على أهمية وجود الكتب بين الناس وتوفيرها لهم بطريقة جذابة تسمح بالاختيار من بينها، والجلوس بممر الألفي الشهير، أحد أجمل شوارع وسط البلد بعد تطويره للاستمتاع بقراءتها.
 
 
لكن في الأيام القليلة الماضية تداول عددا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعض الصور لهذه المكتبات وهي خاوية، وأثير الجدل حول سرقة محتوياتها، لذا ذهب إعلام دوت أورج للتحقق من الأمر، والتعرف بشكل أدق على التفاصيل.
 
من جانبه ذكر لبيب سمير المدير التنفيذي لمشروع مكتبة الشارع، في تصريحات خاصة لإعلام دوت أورج، أن فكرة المكتبة جاءت للمهندس نادر رياض، رئيس شركة “بافاريا” وهو عاشق للقراءة ويقدر أهميتها باعتبارها أحد المعالم الرئيسيّة في بلورة شخصية الفرد، وذلك لسببين إثنين أولهما أن ثقافة الكتاب عانت كثيراً بعد زوال سور الأزبكية واختفاء مكتبة الأسرة ومهرجان القراءة للجميع، وثانيهما أن الكثير منا يمتلك ملايين الكتب المكدسة والمُهملة والتي يساء استخدامها.
 

أضاف “سمير” أن قوام المشروع ٨ مكتبات تم البدء بالفعل بثلاثة منها إثنان في شارع الألفي وواحدة في شارع عماد الدين، كتجربة تخضع للتقييم لمدة ٣شهور لتقييم السلبيات والإيجابيات، مشيرا إلى أنه من المرجح استكمال الخمس مكتبات الأخرى نظراً لعدم وجود سلبيات تذكر من شأنها القضاء على الفكرة والمشروع.

 

وأوضح أن معايير تقييم التجربة يخضع لمدى استجابة الجمهور وتفاعله معها، وهذا ما لمسوه فالتجربة بدأت منذ حوالي شهرين وتلقوا بعدها العديد من المكالمات التليفونية المرحبة جداً بالفكرة، فيما حكى عن رجل يبلغ من العمر 60 عاما تشجع للفكرة وقام بالتبرع بشنطة كتب يوميا للمكتبات.
 
تابع أنه من المتوقع أن يتم وضع مكتبة أخرى في شارع الألفي لاسيما بعد تطوير منطقة وسط البلد ومصر الخديوية وزيادة عدد المترددين على المكان، كما سيتم وضع مكتبة في الحديقة المقابلة لمبنى محافظة القاهرة في ميدان عابدين، وأخرى في حديقة الأزهر، وجاري دراسة أماكن أخرى للتنفيذ المزيد.
 
لفت إلى أن هناك مرور دوري كل أسبوع لاستعاضة الكتب الناقصة وفحص المكتبة لربما يكون هناك كتاب دخيل بشكل أو بأخر أو غير مناسب.فلا يوجد أي تحفظ على أي نوع من الكتب باستثناء تلك التي تخالف الذوق العام للشعب المصري وهويتنا وثقافتنا فيتم استبعادها.
 
فيما نفى أن تكون الكتب قد تم سرقتها من المكتبات، موضحا أن الأسبوع قبل الماضي أثناء المرور وجدوا كتبا جديدة لم يضعها القائمون على المشروع، ولكن وضعها الناس مثل “الأطلس المدرسي”، مشيرا إلى أن هذه فلسفة واستراتجية مكتبة الشارع فبعد فترة معينة من الزمن يكون هناك نوع من التسيير الذاتي للمكتبة فضع كتاباً وخذ كتاباً يرسّح لمبدأ العطاء قبل الأخذ.
 
أكد “سمير” أن المكتبة متاحة على مدار ٢٤ساعة بدون حارس، مشيرا إلى أنه استقبلت بالفعل مكالمتين وصور من الفيس بوك للمكتبة وهي خاوية لكن لا يمكن الجزم بأنها سرقت، إنما يمكن وصف ما حدث بسلوك غير سوي لمواطن ما، أو نفاذ للكتب بالفعل، موضحا أنه خلال ساعة مما حدث كانت المكتبات الثلاثة مملوءة بالكتب مرة أخرى.
 
 

في سياق متصل نفى محمد عبد الحميد مدير الإشغالات بحي الأزبكية والتي تخضع مكتبات الشارع في هذه المنطقة لإشرافه، في تصريح خاص لإعلام دوت أورج، حدوث أي سرقة للمكتبة، مضيفاً أن المواطنين على اختلاف أعمارهم وفئاتهم يقبلون على قراءة الكتب التى تعرضها مكتبة الشارع، وفي فترات مختلفة أبرزها وقت الظهيرة.، إلاّ أنه أحياناً يأخذ المواطن أكثر من كتاب ولا يعيده مرة أخرى، وتكرار هذه العملية يجعل المكتبة أحياناً خالية من الكتب.

 


وبسؤال أحد الشباب الجالسين بجوار المكتبة وفي يده أحد الكتب يقوم بقراءتها بشارع الألفي، أشاد بالفكرة وأوضح أنه أعجب بصاحب الفكرة بعد أن علم بأنه مهندس مثله، وهذا ما اثاره لفتح المكتبة لمعرفة نوعية الكتب، وفوجئ باحتوائها على تشكيلة مختلفة ومتنوعة من الكتب في مجالات عدة، مشيرا إلى أنه رغم توافره عدد هائل من الكتب عبر الشبكة العنكبوتية، إلا أن رائحة الكتب تعطي مذاقا خاصا للقراءة.