بالتأكيد لم يخطر بباله يوما ما تحقيق هذا الرقم القياسي في شباك تذاكر السينما المصرية حيث تجاوزت أرقام ايرادات أحدث أفلامه “الخلية رقم “53 مليون جنيه”، فأعماله منذ بدأ مشواره مع البطولة السينمائية تحقق له ما يريده من نجاح واستمرار كأحد نجوم شباك السينما المصرية وكان دائما يبدو قانعا بذلك الأمر وما يحققه من نجاحات جيدة فهو لم يتصدر شباك التذاكر من قبل طوال مشواره مع البطولة السينمائية والتي بدأها عام 2001، ولكن خلال تلك السنوات ظلت إيراداته في المنطقة “الدافئة” كما يقولون وظل يسير بهدوء وبخطوات ثابته للأمام من خلال عدد من البطولات المشتركة حتى حقق نقلته الفنية اللافتة مع فيلم “ملاكي إسكندرية” للمخرجة ساندرا نشأت ويصبح بعدها أحمد عز نجما لأفلام الإثارة والتشويق رغم أن صناع السينما أرادوا في البداية حصره في الأعمال الرومانسية بسبب وسامته ولكنه “انتبه” لذلك الأمر وظل يقاوم ويبحث عن حلول فنية طوال الوقت لأنه يعلم أن “الوسامة” ليست دائمة وكان سلاحه هو الاجتهاد أكثر لثقل موهبته، وبالفعل كان لديه ذكاء فني و إصرار على التمرد طوال سنوات عمله ونجح في تقديم أكثر من شكل فني حتى لا يتم حرق نجوميته سريعا، وبالفعل نجح في الاستمرار إلى الأن كأحد نجوم السينما المصرية وشاهدناه يبحث دائما عن تقديم شخصيات فنية غير معتادة كما حدث مع فيلم “المصلحة ” حيث قدم شخصية الرجل البدوي تاجر المخدرات وهو من أفضل أدواره كممثل، وقدم ثنائي تجاري ناجح مع أحمد السقا، ثم يأتي فيلم “أولاد رزق” ليحقق نقطة تحول جديدة في الإيرادات قادته لقمة شباك التذاكر مع “الخلية”.
نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: الحرب في سوريا ملهمة السينمائيين
ولو نظرت لمشواره ستجد “أحمد عز” كان لديه إصرار منذ البداية على نجومية السينما رغم أنه ظل فترة ليست قصيرة يحاول الدخول لمجال التمثيل عبر بوابة الإعلانات والكليبات ولم ييأس حتى اكتشفته المخرجة إيناس الدغيدي وأسندت له دورا صغيرا في فيلم “كلام الليل” قبل منحه البطولة في “مذكرات مراهقة” ومن مميزاته أنه يختار أعماله بتأني وقال لي ذات مرة عن ذلك “المعروض كثيرا ولكنك عليك أن تحسب خطواتك لتحافظ على نجوميتك وحب جمهورك وثقته بك وأن تستطيع أن تقول لا للإغراءات” وبالفعل كان قنوعا وكان يرفض كثير من الأعمال من أجل التواجد فقط.
قدم أحمد عز 20 فيلما شهدت تطورا في أداءه فهو يعطي لعمله الاولوية دائما ولديه طموح كبير واجتهاد مستمر في تحقيق بصمة فنية من خلال أرشيف أعمال فنية متنوعة وجيدة ولذلك يبحث عن تقديم شخصيات جديدة وغير متوقعة للجمهور إلى جنب امتلاكه كاريزما كبيرة جدا ساعدته على فرض أسمه كأحد كبار نجوم السينما في الجيل الحالي.
ومن مميزاته الفنية أيضا إقباله على لعب البطولة المشتركة طوال مشواره فممكن تجده يقدم عملا من بطولته ويعقبه عملا مع زميل أخر مثل أحمد السقا “المصلحة” أو نجما كبيرا مثل نور الشريف وفيلمهما “مسجون ترانزيت” أو بطولة مشتركة “أولاد رزق” فهو متصالح بشكل كبير مع نفسه ويقدر العمل مع زملاءه من النجوم ودائم الحديث عن العمل الجماعي، ولذلك ستجد تنوعا في مشواره السينمائي كان في صالحه كنجم ولم يبدي غضبه عن تراجع عملا له خلال مشواره بل يحاول التعويض بعمل أخر أفضل فيرحب بالمنافسة والعمل وسط زملاء ناجحين لأنه سيكون في صالح صناعة السينما التي تأثرت في سنوات سابقة وكادت تنهي على جيل بأكمله حتى جاءت انتعاشة الإيرادات مرة أخرى، ويؤكد دائما أن عشقه الأول والأخير السينما ولذلك يرفض التواجد بشكل مكثف كل عام في الدراما التليفزيونية والتي يعود لها في رمضان القادم بعمل “صعب” عن رواية عزالدين شكري “أبو عمر المصري” مع السيناريست مريم ناعوم والمخرج أحمد خالد موسى.
دروس والدي
تعرض أحمد عز خلال مشواره لعدد من المشكلات منها من كان كفيلا بالتأثير عليه وإنهاء مشوار نجوميته ولكن اللافت إنه ظل صامدا وتألق من جديد وأكثر من أي وقت مضى مما يدل على شخصيته ويقول عن ذلك “تعلمت جيداً من والدي كيف أتحمل مسؤوليتي، وأقدرها وأن أظل واقفاً في مواجهة أي شيء مهما كان”.
أيضا تلقى عز “طعنات” خلال فترة سابقة من بعض أصدقاء الماضي وهو ما جعله يصاب “بصدمة” جعلته يعيد تفكيره في أشياء كثيرة، ووجدته يقول لي حينها “للأسف من يعتقد أننا في زمن الفضيلة فهو واهم لأنني اكتشفت أن بعض من يحاربونني الآن كانوا يجاورونني في غرفتي بالحج، وعرفت حقيقة أشخاص كثيرين.
ولكن اللافت أنه أصبح أكثر تركيزا في عمله عن أي وقت مضى وسط أصعب الظروف التي يمر بها في حياته الخاصة وحقق نجاحات سينمائية هي الأكبر في مشواره ويقول عن إيرادات “الخلية”: “انا انبسطت بنجاح الفيلم أما الإيرادات دي ارزاق، وسعيد إني متواجد في طابور أساتذتي وزملائي الناجحين ، الايرادات دي بسبب نجوم قبلي حققوا إيرادات عالية أيضا و لهم الفضل في إقبال الجمهور على السينما وتحقيق هذه الايرادات وأتمنى النجاح لجميع الزملاء”.