مني ثابت: يحيى قلاش
استعدوا يا صحفيون لاستعادة هيبة المهنة وقوة النقابة، والاعتزاز بالانتماء إليها وحمْل بطاقتها، وعودتها دارًا للصحفيين، ومنبرًا للحق، ودرعًا للوطن. الصحفيون انتزعوا نقابتهم لتطهيرها وسلموها لنقابىٍّ حريف، هو يحيى قلاش، الذى خلت دعايته الانتخابية من وعود زيادة المعاش والأجهزة الكهربائية بالتقسيط وتسول الأراضى والشقق. نقيبنا مقاتل عنيد اكتسح بفضل تاريخه النقابى، ومساندته للصحفيين الذين آمنوا بالصحافة رسالةً مقدسةً وليست أكل عيش على كل الموائد، فتم اضطهادهم وتهميشهم ثم إقصاؤهم لخروجهم عن النص، نص السجود للسلطة. اخترنا يحيى قلاش، لأنه عاصر مختلف الانتماءات، وشهد أسباب سقوطهم ووعد بالصح.
تاريخ يحيى قلاش منحه شهادات تقدير محفوظة فى قلوب الصحفيين الشرفاء، الذين ساندهم كعضو مجلس نقابة أو زميل شهم.. خاض كثيرًا من معارك الدفاع عن حرية الصحفى وحقوقه، سواء ضد الدولة أو المؤسسات الصحفية التى تقلّب على رئاستها ساجدون ونبلاء، ينصت ويراقب ويرشد ويشدد، يبادر للشهادة مع المظلوم أمام المحاكم ولجان التحقيق داخل المؤسسات الصحفية، ويؤمن بقدسية الكلمة ودور الصحفى فى نشر الحقيقة، وفى التنوير وحقه فى حرية الرأى والتعبير.
احتشدنا يوم جمعة إعادة الانتخابات مبكرًا، لدعم قلاش وإسقاط المزايدين والمنتفعين من مجلس النقابة، ومن شلل خدعتنا وتاجرت بشعارات وانتماءات وغنموا لأنفسهم فقط وكثيرًا. كان عددنا قليلا، لكن استمتعنا بتأمل الوجوه المخزية للأنذال والجواسيس والعسس المفضوحين، وغرور المشاهير الفارغين، محترفى النفاق وصيد الغنائم.. وارتوينا من شموخ صمود وأمانة وثقافة كتاب وصحفيين حفروا طريقهم نهرًا يروى أجيالا قادمة.
قبل دقائق من انتهاء الوقت اكتمل العدد فانعقدت الجمعية العمومية لأول مرة بهدوء مشوب بقلق واختفت طوابير الإخوان الطويلة المعتادة أمام اللجان، واختفت فجاجة سلوك المؤسسات الصحفية الثلاث الكبرى، التى كانت تحشد صحفييها بالعطايا وبالتهديد لإنجاح مرشحيها فى مجلس النقابة، لحماية فسادها ومصالحها، وتمنح الخباصين المناصب والمكافآت ومساحات النشر.
لا أدّعى تبدل الحال، إنما بدْأ التغيير ومعه التفاؤل، لأن الكل انكشف.. ولأن شباب الصحفيين قادر على رؤية الحقيقة وقراءة الماضى بذكاء، وعلى فرض دور الصحافة والنقابة.
يحيى قلاش هو النقيب العشرون فى تاريخ نقابة الصحفيين. سبقه عظماء خاضوا معارك وطنية ومهنية عرضتهم للاغتيال، عاصرت منهم الأستاذ مكرم محمد أحمد. وآخرون تاجروا بشعارات خدعتنا، لأنها أحلامنا، ثم حصدوا المنافع لأنفسهم فقط.
وغالبًا ليس صدفة أن نقابة الصحفيين تجاور دار القضاء ونقابة المحامين، لأن الهدف واحد وهو الحق والحرية.. ويوم اعتصامنا جميعًا فى حديقة وأروقة مبنى نقابتنا القديم البسيط الحميم، اعتراضًا على قانون حماية الفساد (93 لعام 1995)، الذى شارك فى إدارة أزمته يحيى قلاش، عضو مجلس الإدارة، جاء المحامون يحسدوننا على جرأتنا ويعرضون التضامن. هذا اليوم التاريخى للنقابة احتشد فيه عمالقة الصحافة فى تآلف رائع أثمر إسقاط القانون.. كان عددنا أربعة آلاف صحفى معروفة اتجاهاتهم وميولهم. أصبحنا اليوم الأضعف، ونشعر بالغربة فى النقابة من وجوه اشترت العضوية بالمال وبالعمل فى إصدارات مشبوهة ومجهولة.
نتوقع الكثير من نقيبنا. أتوقع أن تعود النقابة منارة تتبنى قضايا الحرية، مثل الإفراج عن المظلومين فى معتقلات الثورة باعتراف السيسى.. وعودة كل صحفى أقصاه الإخوان، وتفعيل لائحة الأجور التى حاربها رؤساء تحرير تعمدوا إذلال الصحفى الشارد عن قطيع آمين بمرتب مهين. وتفعيل حق الصحفى فى الحصول على المعلومات من مصادرها ومحاسبة كل مؤسسة صحفية تعمل بوقًا لأنظمة سياسية مقابل المنصب والإعلانات وإسقاط ديون الضرائب.. لن نقبل إلا بنقابة قوية لا تحركها مصالح شخصية أو سياسية.. مرحبًا بيحيى قلاش قائدًا لنقابة صحافة وطنية حرة بلا خوف ولا انتماءات ولا شعارات.
نقلًا عن جريدة “التحرير”
اقرأ أيضًا:
انقطاع البث عن أحمد موسي من إثيوبيا
تامر أمين: أنا فرحان فى هشام عبد الحميد
محمد هانى يرد على منتقدى أبلة فاهيتا
المسامح كريم وصبايا الخير.. الفكرة واحدة والإختلافات أربعة
الأمين لـ إعلام.أورج: “CBC مش للبيع”
أول رد من إبراهيم عيسى على حملة “إرهاب” جريدة “المقال”
تقليص أجور العاملين في CBC بنسبة 25 %
14 صورة من الاحتفال بمسلسل “حواري بوخارست”
نقاش حاد بين رانيا بدوي وعمرو أديب حول “اتفاقية سد النهضة”