طرح أحمد مكي أحدث أُغنياته “وقفة ناصية زمان” قبل يومٍ واحد، حصدت الأغنية ما يقترب من مليوني مشاهدة تقريبًا على يوتيوب حتى الآن.
الفكرة مُكررة، طبقًا للتعبير الركيك “مكي بينحت نفسه” بدءًا من “جدعان طيبين” عام 2008 مرورًا بكليب “منطقتي” عام 2012 من ألبوم “أصله عربي” وصولاً إلى “وقفة ناصية زمان”.
نرشح لك: لماذا ظهر كوافير أحمد مكي على تتر “وقفة ناصية زمان”؟
للأمانة مكي قدّم صورة جيدة باعتباره مخرج العمل بالإضافة لكونه البطل من حيث الغناء والتمثيل وأعتقد أن الكليب سيحصد مزيدًا من النجاح والمشاهدات في الأيام القليلة القادمة.
مكي بين الحين والآخر يقدم تجارب فنية تنجح بشكلٍ متفاوت مثل “الكبير أوي” و”لاتراجع ولا استسلام” و”إتش دبور” وبعضها لا يلقَ القبول والإعجاب بالشكل الكافي وآخرها كان المسلسل الرمضاني “خلصانة بشياكة” الذي تعاون فيه مع الثنائي هشام ماجد وشيكو.
اللافت للنظر أن الأعمال التي تحقق نجاحًا كبيرًا لمكي تدور حول مفهوم “الهوية” وهي التي يرتكز عليها في مشواره كثيرًا خصوصًا حين يتعثر، فيبحث عن عكازه الذي يرتكز عليه ويساعده على النهوض مرة أُخرى، فتمنحه الهوية قُبلة الحياة من جديد كما منحته في السابق.
وبالرغم من تكرار الفكرة كما ذكرت لكن المُشاهد يرى صورة جيدة وإحساسًا بالدفء وهو ما برع في تصويره تمامًا في الكليب الجديد، ستجد الصورة الشعبية الكلاسيكية بدءًا من حديث حول زينة رمضان وتبادل أطباق الحلوى مع الجيران، وأخلاق أولاد البلد التى تربينا عليها تزامنًا مع ظهور فتاة جميلة بملابس بسيطة تحمل أصيص بداخله وردة حمراء ليدخل بعدها في أجواء الأغنية ناصية الحارة بخلفية لصوت قوي يحمل مقومات إلقاء الموال بشكل مميز للغاية “هدى السنباطي”.
تجد ألوان متداخلة يغلب عليها طابع البهجة، الحمام “أحد العوامل المشتركة في أكثر من عمل”، والعضلات لمكي وأصدقائه خصوصًا حين يحمل “البار” وتظهر عضلاته بشكل واضح في إشارة لعودته القوية للساحة من خلال الكليب ؟!
ربما وربما لا، ووصولاً “للماستر سين” إن جاز التعبير وهو يلوّح بعلم مصر.
انتهاءًا بالتصوير من الأعلى تظهر فيه مصر الكلاسيكية بالبيوت الملتحمة والمساجد ولكنائس ومكي لايزال يلوح أثناء عودة الحمام.
الكليب جيد لحدٍ بعيد، وحمل بداخله الكثير من أسباب الرواج من خلال النوستالجيا برمزية واضحة ومتعددة المحاور، ومكي يملك القاعدة الجماهيرية والرصيد الذي يقبل تكرار الفكرة مرة أو ربما أكثر “لكن في كل الأحوال الرصيد قابل للنفاذ حال عدم تقديم الزيادة”، وربما تُقدّر له انفعاله باعتباره جزءًا لا يتجزأ من تركيبة هذا الوطن وترابه ومناقشته لقضايا أخلاقية وإجتماعية أصبح البعض يهرب ويُنفّر منها بل ويقذفها بالنكات والألش والسخرية، ويقدّر له الحنين الجارف للحيّ الذي تربّى فيه، لكن عليه أن يخرج من نفس الدائرة وينطلق بسرعة أكبر وأفكار أكثر نشاطًاً وحيوية وتجديد قبل أن يتخطاه الزمن مثلما تخطى العديد من نجوم الأجيال السابقة وحتى بعض نجوم الجيل الحالي الذين توقفت بهم الأفكار فتوقفت بهم عجلة الزمن والأيام.