“لم يعد هناك مجال للمزيد من التجارب، الدولة تحارب الإرهاب وتحارب من أجل التنمية، والإعلام يجب أن يكون على مستوى الحدث” .
هكذا تكلم استشاري مرموق في مجال الصحافة والإعلام رافضا ذكر اسمه مؤكدا في الوقت نفسه أن المهم هو ما يقول لا من يقول .
تعليق المصدر المرموق جاء بعد ما تردد من أنباء عن تغيير جذري تشهده شبكة إعلامية كبرى خلال الأيام الأخيرة، تغيير بدأ في مستوى القيادات المالية أولا، ثم وصل إلى مركز صناعة القرار الذي لم يعد بيد المالك المعلن للمجموعة وهو رجل أعمال يعمل في صناعة مرتبطة بقطاع البناء والتعمير.
نرشح لك.. 13 تصريحًا لـ صفاء فيصل المدير الجديد لـ BBC في القاهرة
” الإعلام الموجه للمصريين يجب أن يصل لهم في الداخل والخارج، لا أن يرى المارة لافتات اعلانية على طرق القاهرة ومحاورها دون أن يتابعوا هذه الوجوه على الشاشة” هكذا أضاف المصدر المطلع على خطط إصلاحية، ملخصا عن أزمة القرارات والخيارات التي اتخذتها معظم القيادات الإعلامية التي دخلت السوق في السنوات الثلاثة الأخيرة ، مشددا على أن الجمهور يحتاج للمعلومة وللمضمون الذي يشرح للناس انجازات الدولة والصعوبات التي تواجهها ويزيد من الوعي بالأزمات التي تمر بها المنطقة ككل، لا بأن يتابع أخبار مالك هذه الشبكة أو تلك، مؤكدا أن الامر تكرر مع أكثر من شخصية، هؤلاء الذين يهتمون بالمؤتمرات الصحفية وبالاستحواذ على شبكات تلفزيونية أو اطلاق محطات جديدة لكن يتوقف الأمر عند هذا الحد كونهم غير خبراء بكيف تسير الأمور بالفعل داخل كواليس هذه الصناعة.
حسب المصدر المرموق، فإن بعض من دخلوا سوق الميديا في هذه الفترة لم يستوعبوا طبيعة الدور المنوط بهم، ما أدى لسلسلة من القرارات المتضاربة بعضها اتخذ على سبيل العناد، ووصل الأمر لاهدار ملايين الجنيهات في تأسيس قنوات أو انتاج برامج لا يتابعها أحد، غير أنه شدد أيضا على الوقوع في خطأ تشغيل “أهل الثقة” بدلا من “أهل الخبرة والثقة” واستبعاد العشرات من الموهوبين بالصاق اتهامات غير صحيحة لهم وكانت النتيجة أقل بكثير مما انتظرته الدولة، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف أن بعض المديرين كانوا يمنعون ظهور ضيوف بعينهم أو يرفضون قضايا محددة باعتبار ذلك “تعليمات” واتضح لاحقا أنها خيارات شخصية الأمر الذي أثر بالسلب على المنتج الواصل للجمهور .
انتهي كلام المصدر، أما التغييرات التي علم بها إعلام دوت أورج، فهي بدأت بالفعل لكنها ليست معلنة، حيث يتم حاليا تغيير صناع القرار في الشبكة الكبرى التي تمتلك 4 شاشات حاليا، ترفيهية، مسلسلات، رياضية، والأخيرة هي الأنجح وإن كان المضمون المرتبط باللاعبين الأجانب ومباريات دوري أبطال أوروبا المسجلة كلفتها الكثير بدون عائد إعلاني، فيما الإخبارية في مأزق بسبب عدم تحقيق انتشار حقيقي، الأمر الذي دفع خبيرة اقتصادية مرموقة تولت مؤخرا مهمة تدقيق المصروفات والإيرادات، للاحتجاج على حجم الصرف على انتاج وتسويق برامج جديدة غير مضمون العائد المتوقع منها، بجانب منح بعض الإعلاميين أجورا تفوق قيمتهم الحالية في السوق اعتمادا على أسمائهم الكبيرة أو لأن تلك الأجور كانوا يتقاضوها في شبكات أخرى في فترة ما قبل سقوط هذه الشبكات وباتت المهمة هو حماية الشبكة الكبرى من المصير نفسه .
على نفس الخط هناك اتجاه لاستبعاد شخصية دخلت السوق في الشهور الخمس الأخيرة من خلال مشروع إذاعي وآخر تلفزيوني من خلال عمليات شراء وانتقال ملكية، لكن شيئا بعد ذلك لم يحدث، وبقى الكل محلك سر بسبب الدخول الحماسي للسوق دون دراسة والإسراع بالتعاقد مع وجوه اعلامية محروقة دون وضع أي خطط لانتاج برامج تستعيد المشاهدين مرة أخرى.