نهلة سويلم
اختلف البعض على مسيرة هياتم الفنية، فرأى بعض النقاد أن شهرة هياتم هي دليل على انحدار أشكال الفن في مصر في منتصف القرن العشرين، ورأى البعض أنها خلدت اسمها في أذهان الكثيرين من مرتادي السينما كممثلة ناجحة في أداء الأدوار التي اختارتها، وتستمر مسيرة هياتم الفنية بعد أكثر من 45 عامًا، قدمت فيهم 8 أعمال درامية تليفزيونية، وما يقرب من 40 فيلمًا، آخرهم “يجعلو عامر” الذي عرض أبريل الماضي.
وفيما يلي يستعرض إعلام.أورج تحول هياتم من راقصة إلى ممثلة ودخولها إلى السينما والتليفزيون
1- هياتم في عالم التمثيل
يرى بعض النقاد أن هياتم كانت ممن تركوا أثرًا في عالم سنيما الإغراء، سبب شهرتها كممثلة يكمن في اختيار الأدوار التي أدتها، مما رسخ اسمها كممثلة إغراء في أذهان الكثيرين، ويرى البعض الآخر أن حظها الأكبر في الأدوار كان في ما يطلق عليه أفلام المقاولات. لكنها ازدادت شهرة من عملها في السينما، كما أنها لم تترك علامة بارزة بسبب أدوارها المتشابهة الواقعة في قالبٍ واحد.
والحقيقة أن عملها مع كبار المخرجين مثل سمير سيف لم يغير كثيرًا من حقيقة أن أدائها التمثيلي محدود، حيث لم يتطور كفاية ليجعلها تترك الأثر المطلوب، ولم يعد نقطة تحول في مسرتها كغيرها من الفنانات. فدورها في فيلم “غريب في بيتي” لا يذكر مقارنة بدور نجمين كسعاد حسني ونور الشريف.
والغريب أن أدوار هياتم الكثيرة لم تحرك الكثير من النقاد للتعمق فيها وتحليلها، فتجد مئات المقالات نُشرت ولا تزال تُنشَر تحلل أداء فنانات مثل نادية الجندي، ونبيلة عبيد، وهند رستم، وربما مئات المقالات النقدية تحلل وتقيم أدوار راقصات كتحية كاريوكا، وسامية جمال كراقصات اتجهن للتمثيل، لما قدمن من أدوار مختلفة في السينما. ولكن لن تجد العديد من المقالات تعلق على دور هياتم في فيلمها الجديد، أو مراحل تطور هياتم من راقصة إلى ممثلة وتغير أدائها على مر السنين، وهذا إن دل على شيء فيدل على سطحية الأدوار وعدم تنوعها بالقدر الكافي الذي يدفع النقاد لتقييمها من أبعاد أكثر عمقًا، وأصبحت مجرد مادة للسخرية ومصدراً لـ”الكوميكس” على صفحات التواصل الاجتماعي.
2- هياتم والوسط الفني
بمقارنتها مع أبناء مهنتها، نجد أنها لها النصيب الأكبر من الأعمال بعد سامية جمال ونجوى فؤاد بما يقرب من 40 فيلمًا، حاولت فيهم الظهور بعلامة مميزة، نجد أيضًا أنها تقع في المنتصف من حيث الشهرة والأداء التمثيلي، فلم تكن مثل سهير زكي التي شاركت في 28 فيلم لم تمثل إلا في القليل منهم، وربما يكون فيلمها “من أجل حفنة أولاد” أمام رشدي أباظة هو الوحيد التي افردت لها مساحة تمثيلية فيه، وبرغم شهرتها الواسعة التي نالتها، ظل اداؤها التمثيلي محدودًا. كما لم تكن مثل تحية كاريوكا، والتي تعد أكثرهن موهبة لما تتمتع به من قدرات تمثيلية عالية وحضور متميز، كما أن رصيدها السينمائي متنوع، بل اقتحمت أدوارًا كثيرة حتي إن النقاد كانوا يصنفونها علي أنها ممثلة، ولم تحصر نفسها في أدوار معينة وأشكال محدودة، مما لم توفق فيه هياتم كثيرًا.
ولكن إذا قارنَا بينها وبين نجمات لم ينتموا إلى عالم الرقص الشرقي سابقًا، ولكن صنفوا كممثلات إغراء مثل الفنانة هند رستم، نجد أن الفرق شاسع من حيث التنوع في الأدوار ودقة الأداء. لطالما اعتُبرت هند رستم ممثلة إغراء بسبب بعض أدوارها، مما وضعها في مقارنة مع هياتم، لكنها أدت العديد من الأدوار التي وصلت فيها إلى مرحلة كبيرة من النضج الفني وتطور الاداء، لم تقترب هياتم منها شبرًا.
وكمثال على مقارنة أخرى غير منصفة، مقارنة الفنانة نبيلة عبيد بهياتم، وفي محاولة لجعلها أكثر إنصافًا نستعرض مقارنة منطقية بين أداء نبيلة عبيد كراقصة في “الراقصة والسياسي” وبين أداء هياتم في أيٍ من أدوارها كراقصة وفنانة إغراء، فنجد أن نبيلة عبيد أدت دور الراقصة مع أداء تمثيلي متقن، مع وجود جانب الإغراء أيضًا، تاركةً أثر إلى يومنا هذا، في حين أنه يصعب أن تجد من يتذكر دورًا واحدًا مؤثرًا من أدوار هياتم، حتى ما يعد الأقوى منها.
3- فترة الانقطاع والعودة
جميعنا يعرف أن لهذا النوع من الأدوار التي اعتادت هياتم تقديمها ما يشبه تاريخ الصلاحية، فبعد فترة الشباب، يصعب على الممثلات تقديم هذا النوع من الأدوار، فمنهم من يتجه إلى قوالب أخرى ومنهم من يعتزل التمثيل.
أما بالنسبة لهياتم، فابتعدت عن شاشات السينما فترة بعد دورها في فيلم “زيارة السيد الرئيس” عام 1994، واتجهت لتقديم أدوار مختلفة على شاشات التليفزيون منها “أشباح المدينة” عام 2006 و”عيون ورماد” عام 2007، قبل أن تعود مرة أخرى للسينما عام 2009، الذي كان من المتوقع أن يكون مختلفًا عما أعتدنا عليه بعد فترة من التوقف، فتكسر هياتم هذه التوقعات بدورها كراقصة معتزلة تمتلك شبكة للأعمال المنافية للآداب في فيلم “هز وسط البلد” الذي تم عرضه عام 2015، وكأنها تستأنف الأدوار التي أتقنتها في مرحلة الشباب، ولكن بعد أن لعب عامل السن دوره في توقفها، كما لم تظهر توفيقًا في اختيار أدوارها الجديدة، فتظهر في أدوار ثانوية لا تتطلب مجهودًا، كدورها في فيلم “تتح” مع النجم محمد سعد، والذي يمكن بكل سهولة أن نستعيض عنه بأداء أى ممثلة ثانوية.