خلال ندوة مقدمي نشرات الأخبار تحدث الإعلامي رجائي رمزي عن الازمات التي يواجهها التليفزيون المصري، كما تطرق إلى دور مقدم النشرة في طريقة تقديم الأخبار، فيما يلي يرصد “إعلام دوت أورج” أبرز تصريحات رجائي رمزي، مقدم نشرة بـ”ON LIVE”، خلال الندوة:
نرشح لك : مذيعو الأخبار يتحدثون عن التغطية الإخبارية بالإعلام المصري
1- دور مقدم النشرة هو تقديم الخبر بشكل مجرد، وليس التحليل، فالمشاهد يتجه إلى مقدم النشرة في الأحداث الطارئة، وليس لمذيع التوك، لأنه يريد التصريحات الرسمية، والكلام المثبت، فلا طاقة له بالأحاديث الأخرى التي يسلكها المذيع لملأ وقت برنامجه بأي شكلٍ، سواء كان بالتعليق أو التحليل أو خلافه، وهناك خلاف دائم بين السبق الصحفي والدقة، فهناك مدارس إعلامية مثل “سكاي نيوز” الأهم بالنسبة لها سرعة نقل الخبر، بعكس “bbc” التي تهتم بدقة نقل المعلومة أكثر.
2- من أصعب المواقف التي تعرضت له، هو أنني خرجت على الهواء لتقديم النشرة، وقد كنت قبلها بساعات أدفن أحد أقاربي، وبعدها ذهبت لاستقبل عزائه، ذلك الموقف يشبه فقدان مؤقتت للذاكرة لتأدية واجبك المهني، وتلك الضريبة يدفعها من يعمل في مجال الإعلام، وهو أنك يجب أن تنسى تمامًا حياتك الشخصية أثناء عملك.
3- من أكثر التجارب الرائعة التي خضتها، عندما عُهد إلي تغطية انتخابات الرئاسة خارج الإستوديو، وقتها قد تحولت لمذيع ورئيس تحرير ومعد، ففي قلب الحدث أنا من يقرر ممن سآخذ التصريح، ومن سأحاور، ومن الضيف الذي سأستقبله، التحدي هنا هو مثلًا أن تعلم أن مسئول ما سيأتي لزيارة المكان خلال دقائق، لذا يجب عليك تحضير نفسك قبلها للحصول على أكبر قدرٍ من المعلومات، بالنظر في تصريحاته السابقة، لتحديد الأسئلة المناسبة المبنية عليها، للحصول على إجابات مختلفة تقدمها للمشاهد، وتلك التجربة أسميها بـ”one man crew”، فيوم واحد للتغطية خارج الإستوديو بعمل عام داخله، فأغلب المشاهير بدأوا من خلال عملهم كمراسل تلفزيوني، فهي تجربة رائعة جدًا، لأن فيها إمكانية الحصول على معلومات لن تستطع الحصول عليها إلا وأنت في قلب الحدث.
4- أصبح في مصر قنوات بها طفرة، حققت تطور في مجال الإعلام الفترة الأخيرة، ولكن تظل هناك فجوة كبيرة بيننا وبين المؤسسات الإعلامية الكبيرة، إلا أن وجود قنوات إخبارية أكثر في مصر، خلق نوع من المنافسة بينها لتقديم محتوى مميز ومنفرد يجذب المشاهد، ويدفع العاملين فيها لتطوير أنفسهم، بما يخدم الجمهور، فالخبر هو النجم في نشرة الأخبار، بعكس التوك شو المقدم هو النجم، لأن كافة مقدمي النشرات يخدمون الخبر أكثر، خاصة أن لا مساحة رأي فيها، بعكس البرامج الأخرى.
5- أعتقد أننا أصبحنا على خط المنافسة مع القنوات الإخبارية العربية والعالمية، والدليل على ذلك أنها دخلت خط المنافسة معنا، ولو استمرت القنوات المصرية على نفس مستوى التطور، مع قليل من الدعم المعنوي والمادي لها، والأخير دور رجال الأعمال، سننجح في منافستهم بقوة.
6- عند تقديمي لبرنامج “صباح أون”، اعتمدت على طرح الأخبار في نطاق تحليلي محدود، فالأقرب لي البرامج ذات المحتوى الإخباري، وأستطيع أن أنجح وأتميز فيها بصورة كبيرة، ولا أعتقد أن أفكر يومًا في تقديم برنامج توك شو، فذلك النوع بعيدًا عني.
7- لكل مهنة مميزاتها وصعابها، فالتوك شو مثلًا تحتاج لقدرات ارتجالية كبيرة، ومذيع قادر على ملأ الهواء، كما لديه مساحة كبيرة ليعيد ذكر معلومة أو خبر أكثر من مرة، بعكس قارئ النشرة، يواجه تحدي تقديم أكبر قدر من المعلومات في دقائق، التحدي الأكبر هو عند وجود ضيف معه، يجب أن يكون سؤاله محدد، للحصول على المعلومات اللازمة، كما أن مذيع النشرة لابد وأن يكن له العديد من المهارات، كاللغة ومخارج الحروف، والثبات الإنفعالي، وهو ما لا يضطر نظيره مقدم التوك شو على اكتسابه.
8- يجب على المذيع إدراك مواقف تلعثمه وخطأه والتعامل معها بذكاء، فلا يجب أن يشعر المشاهد بذلك الخطًا، كذلك يجب عليه السيطرة باحترافية على المواقف الطارئة، مثلما فعلت مذيعة “العربية”، التي دخل طفل عليها الإستوديو أثناء النشرة، فردته إلى والدته، وعادت لإكمال النشرة بشكل طبيعي جعلنا جميعًا نشيد بالموقف، ونحب تلك النشرة، وبرأيي أن مقدمات النشرة لديهن دائمًا مشكلة في الأخبار الرياضية، خاصة في نطق الأسماء، لأن أكثرهن لا يتابعن الرياضية، وبالتالي فهي أسهل على الذكور.
9- مقدم النشرة عليه الحمل الأكبر، فسواء كان رئيس تحرير “الشفت” أو المعدين يتمتعون بالمهارة الكافية أم لا، هو يجب أن يكون على دراية كاملة بالمطلوب منه في النشرة، ومستعدًا لكافة الظروف التي من الممكن أن يقابلها على الهواء، لذلك أحرص على الذهاب إلى الأستوديو قبل الهواء بفترة كافية لمراجعة أهم العناوين مع رئيس النشرة، وكذلك لأستعد للمداخلات الهاتفية.
10- من الضروري تقدير حجم الضيف، فعندما تستضيف ضيفًا له ثُقله يجب أن يشعر بأنك على دراية تامة بما تُناقشه معه، للحصول على معلومات دقيقة ومهمة، وليست للاستهلاك المحلي فقط.
11- أصبحنا نشاهد كوارث على التلفزيون المصري، فالأستوديو عبارة عن سجادة وفازة، وأحيانًا تظهر الكراسي مقطعة، كما حدث في إحدى البرامج الرياضية، أما قناة الأخبار فتأخذ “كادرات” غريبة، وتلك الأخطاء السبب الرئيسي فيها هو أن من يدخل ماسبيرو يكون على يقين بأنه لن يخرج منه، فلذلك لا يهتم بعمله، مع غياب سياسة الثواب والعقاب في المؤسسة، زادت من حجم الأخطاء بعكس القنوات الخاصة، المخطئ يُدرك أنه لن يستمر فيها، لذلك فالأخطاء قليلة، ويعاقب مرتكبها فورًا.
12- هناك مشكلة كبيرة في ماسبيرو، فقبل الثورة كان حجم الصرف على القنوات الإخبارية جيد، كانت بتجهيزات حديثة، لكن الوضع بعدها قد تغير، فأصبحنا نشاهد مهازل في المؤسسة الحكومية، وكان هناك توجهًا من الدولة لإحياء التلفزيون المصري، لكنهم فشلوا في ذلك، لذلك توجهوا للاستعاضة عن تلك ذلك، فعندما عُهد إلى حمدي قنديل، في فترة ما إصلاح ماسبيرو، فوجد أن الحل الأمثل هو الاستغناء عن نصف المعينين به، وفشلت محاولاته، وكل المحاولات الأخرى، فاتجهت الدولة للإعلام الخاص واعتمدت على جذب المشاهد بشكلٍ أو بآخر، خاصة أن قنوات الأخبار الخاصة تطورت بشكل كبير، حتى في تقنيات التصوير والتكنولوجيا المستخدمة، ولا أدري هل ستفكر الدولة مرة أخرى في إصلاح الوضع في التلفزيون المصري أم لا؟ لكن تبقى حقيقة أن ماسبيرو هو لسان الدولة، وأداء مذيعيه رائع ومحترف.
13- السوشيال ميديا نجحت في خطف الأضواء من القنوات، حتى أن مذيعي مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحوا يحققون نسب مشاهدة عالية من خلال تقنية الـ”لايف”، ما دفع القنوات للتعاقد معهم، فجمهور “السوشيال ميديا” هما القادمون والمستقبل لهم، وهذا ينبأ بضرر على القنوات الفضائية خاصة مع دخول مجال البث المباشر لـ”الفيس بوك”، واذكر أنني طلبت من “السوشيال ميديا” في القناة إزالة فيديو لخطأٍ ما في النشرة، حيث قُلت تاريخًا ليس موجود في الأساس، واستغلته إحدى القنوات التابعة للإخوان، للتنظير عليّ فكان لابد من حذفه، غير ذلك لا أتدخل في عملهم.