خلال ندوة مقدمي نشرات الأخبار تحدث الإعلامي محمد ترك عن الازمات التي يواجهها التليفزيون المصري، كما تطرق إلى دور مقدم النشرة في طريقة تقديم الأخبار، فيما يلي يرصد “إعلام دوت أورج” أبرز تصريحات محمد ترك، مقدم نشرة بـ”ON LIVE”، خلال الندوة:
نرشح لك : مذيعو الأخبار يتحدثون عن التغطية الإخبارية بالإعلام المصري
1- عملت في عدة قنوات مصرية وعربية منها “on live”، و”mbc”، ولكل منها طريقته في العمل، وإدارة الأمور، فالإعلام المصري غير الإقليمي، وبالرغم من أن “mbc” كانت تجربة مختلفة بالنسبة لي، إلا أن ماسبيرو كان المدرسة الأهم.
2- بدايتي كانت كمحرر في التلفزيون المصري، وكان لنا أساتذة كبار نتعلم منهم، حيث كانوا حريصين على العمل بأيديهم، فانتقلت لنا خبرتهم عمليًا، فماسبيرو هو الأفضل على الإطلاق، هو مدرسة تتعلم بها أكثر من أي مكان آخر، فهو أشبه بنظام الابتدائية القديمة، بها جودة التعليم، لكنها في حاجة أن تواكب العصر والتكنولوجيا الجديدة، لأن تعلمها أصبح أهم من تعلم الإعلام نفسه.
3- تبدأ بالتفكير في آفاق جديدة، بمجرد العمل في الإعلام غير المصري، لأنك تفكر بآذان وعقول مختلفة، لأنك تقدم محتوى لمتلقي مختلف، فحدود كل ما تقرأه وتكتبه وتتعلمه مختلف تمامًا، وتفعل فيها ما لم تفعله من قبل، فمثلًا قبل عملي في “mbc”، كنت أول مراسل لقناة العربية في مصر، ومن أوائل التقارير التي أخرجتها عام 2003، كان عن مظاهرات وقت غزو العراق، وكانت تلك المرة الأولى التي نشاهد فيها مظاهرة في مصر منذ عصر السادات، وبعد ذلك تبين أنه حراك شعبي يدين الغزو، فتعلمت وقتها أن أجمع بين طرح النظرة الحكومية، وفي نفس الوقت لك حرية أكثر في العرض بموضوعية.
4- في الإعلام العربي كنت أيضًا أحرص على تقديم تقارير تلفزيونية عن موضوعات “مسكوت عنها”، مثل تقريري عن الإيدز مثلًا، فقد تحدثت عنه في وقتٍ لم يكن يذكر كثيرًا في وسائل الإعلام، فالإعلام العربي تجربة تثريك أكثر، لكن مازلت عند رأيي بأن التلفزيون المصري الأفضل على الإطلاق.
5- مشكلة ماسبيرو هو أنه لم يواكب تغيير وتطور السوق، واعتمد فقط على أن له تاريخًا عريقًا، لذلك يصعب عليه التعامل مع السوق بشكلٍ ناجح، لكن إذا ما حدث مشكلة في الإعلام الخاص، ستجد كل من يعملون خارج التلفزيون المصرية يعودون له.
6- التغطيات الإخبارية اختراع مصري، غير موجودة في العالم كله، وذلك لأننا في بعض الأحيان نكون بحاجة “أننا نملي هوا”، لكن ليس بهذه الطريقة، فالموضوع بحاجة لتخطيط مسبق، كما أن الارتجال في التغطية يجب أن يكون عن علم أيضًا، لأن مقدم النشرة عندما لا يعلم ما يقوله على الهواء، فتلك مشكلة كبيرة، وإذا نسي أيضًا ما الذي من المفترض أن يقوله فتلك مشكلة، نتغلب عليها عادة بالـ”أوتو كيو”، والـ”آي باد” المدون عليهما الإسكريبت، لكن بالنسبة لي يجب أن يكون الإسكريبت مطبوعًا على ورقة، لكي أطمئن.
7- تعرضت مرة لانقطاع الكهرباء وأنا على الهواء، أثناء تقديمي للنشرة في التلفزيون المصري، وذلك من المواقف التي حدثت لي ولن أنساها.
8- أصعب المواقف التي يتعرض لها المذيع هو عندما يتعامل معه الضيف على أنه طرف، لأنه بذلك يضعك في تحدي بأن تدافع عن كرامتك ومهنيتك، وفي نفس الوقت لا تُشخصن الموضوع، وقد تعرضت لهذا، حيث استضفت ضيفًا، للحديث عن الشأن السوري، في بداية الأحداث بسوريا، فانفعل واتهمني بالتحيز لطرفٍ من الأطراف، فقلت له هذه وجهة نظرك وشكرًا على هذا الدرس في الإعلام، ولكن أرجوك جاوب على سؤالي، وحاولت مرارًا الخروج من أن يصنفني على طرف ما، لأن ذلك يسيء لي وللمحطة التي أعمل لصالحها.
9- أصعب التغطيات التي تكون في الشارع، أتذكر في مرة أثناء محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي، قرر أنصاره أن القنوات الفضائية لن تصور أمام المحاكمة، وكنت بخارج المحكمة، فالتف حوالي كثير منهم، وأصبح كل واحد منهم يجذبني في اتجاه، “اللي ماسك ايدي واللي بيشد في هدومي”، فطلبت منهم الحديث، وعرضت عليهم طرح وجهة نظرهم، وصممت على البقاء على الهواء، حتى بعدما لاحظت المذيعة في الإستوديو ما يحدث معي فأخبرتها أنني مستمر في عرض الأحداث بمصداقية ومن لديه رأي مخالف فليصرح به.