نرمين حلمي
خلال أيام تنطلق المحطة الإذاعية الجديدةDRN على موجة93.7 إف إم، المحطة الوليدة جذبت العديد من الأصوات الشابة بنسبة تفوق بكثير الإذاعيين المخضرمين، من بين هؤلاء مصطفي خضر أحد الأصوات الإذاعية التي تميزت في الأونة الأخيرة، بجانب الخبرة التي اكتسبها سريعًا في الإنتاج والتدريب الإذاعي من خلال شركته Povo Studios .. عن الشركة والمحطة وكتابه الجديد ومشروعاته في 2018 قال خضر لـ “إعلام دوت أورج” ما يلي :
1. شاركت في تأسيس Povo Studios مع مجموعة من أصدقائي الموهوبين في مجال التقديم الإذاعي، وهم خليل جمال، الشهير “بمذيع العرب”، والمذيع في قناة “روتانا” و“DRN”، ومحمود ربيعي مذيع النشرة في قناة “DRN” ، ولم يعتمد أحد منا على شهرته الخاصة لجذب الإنتباه للشركة الوليدة، بل اعتمدنا على تقديم محتوى جيد ودورات تدريبية ومسابقات مختلفة، تُقدم إلى الشباب الهواة والمحترفين، الراغبين في الالتحاق بالمجال الإعلامي وتحديدا مجال الراديو.
2. “بوفو ستديو “انطلقت من محافظة بنها، في إبريل من العام الماضِي، ومن ثمّ اتجهنا إلى القاهرة لإنشاء المقر الثانِ لها، فنحن شركة تفضل فكرة “اللامركزية”، ولا نحبذ الارتكاز في صناعة الميديا في مكان واحد، ونحب توفير الفرص للجميع، وخاصة الموهوبين، ونعمل حاليًا على تجهيز المقر الثالث في الإسكندرية.
3. تسعى الشركة دومًا، لتوفير فرص عمل للمتدربين أو المتقدمين لمسابقاتها الرسمية، فهذا هو الأمر الذي نضعه في أولوياتنا؛ لأننا نريد أن نأخذ المتميزين والموهوبين من جميع المحافظات، للانضمام إلى فريق عمل“Povo Studios”، وهو الأمر الذي حدث بالفعل مؤخرًا في أخر مسابقتنا “لون صوتك”، والتي فازت فيها “نور عزام”، والتي تسكن في الوادي الجديد، كما أننا نأمل أن نُجمع الموهوبين، غير المصريين، الذين يعيشون في مصر، ذوات الصوت السوري أو التركي أو السعودي أو الإنجليزي، وليس المصري فقط؛ فأطلقنا مسابقة“The Big Audition”، التي قد أطلقناها منذ أيام قليلة، وهي أول مسابقة من نوعها تتجه لتلك الفئة الخاصة من الشباب في مصر.
4. قدمنا عدة ورش تدريبية في جامعات مختلفة، بمختلف المحافظات، مثل الورشة التي أقيمت داخل أروقة جامعة الزقازيق، وقريبًا سوف أعين، مع زملائي: محمود ربيعي، وخليل جمال، كمدرسين منتدبين من أول الفصل الدراسي الثانِ، المقبل، لهذا العام، في كلية الإعلام بجامعة القاهرة؛ لتدريس وتدريب طلبة الإعلام على المهارات الإذاعية سواء تقديم أو إعداد، فضلاً عن تعيين المذيع رشدي سيد، مذيع“fm 95”، كمدير للأكاديمية التدريبية الخاصة بـ“Povo studios”، والتي ستعلن عن فتح باب التقديم لورشة جديدة بعد عشرين يوما.
5. من خلال خبرتي التدريبية، أرى ما ينقص المتدربين كافة، الذين ألتقيت بهم وقمت بتدريبهم، هو ثقافة “المعايشة”؛ أي الممارسة والتمرين المتواصل للمجال الذي يرغبون العمل فيه، أما عن بقية العناصر الفنية، فالحقيقة أن الوضع يختلف من محافظة لأخرى؛ وفقًا لاختلاف البيئة والثقافة والظروف المحيطة بشرائح المتدربين من مكان لأخر، وهذا يلزمنا لإنشاء برامج تدريبية متخصصة، تجعلنا نفرق في التعامل معهم وفي طريقة تلقين الدروس وشرحها؛ فمثلاً المتدربين المنتمين لشريحة طلبة الجامعات الخاصة، يحبون أن يشاهدوا المحتوى أكثر من سماعه، بينما طلاب المحافظات على النقيض تمامًا، فضلاً عن “اللكنة”، وطريقة نطق اللغة و مخارج الألفاظ، فمثلاً طلاب محافظات الصعيد، يحتاجون التمرين على نطق اللغة بطريقة عادية، لا ترمز إلى بيئة أو ثقافة موطنه الأصلي؛ كي يبقى بأكثر صورة حيادية ومهنية ممكنة خلال تأديته للعمل الإذاعي المحترف.
6. يؤسفني أن أقول أن التدريب الإذاعي في مصر، في وضع مؤسف للغاية؛ فمَن يقوم بالتدريب، ليس على خبرة كافية ووعِ كامل بعملية التدريب ذاتها؛ فليس كل مذيع يستطيع أن يُدرب، بل هناك دورات متخصصة لتعليم كيفية القيام بعملية التدريب ذاتها، والتي تعمل على صقل المهارات المطلوبة للقيام بتلك العملية، وكيفية إدارتها وتنفيذها، ولذلك نجد انتشارًا كبيرًا لأماكن تدريبية، “بير سلم”، لا تفيد متدربيها في أي شيء سوى استنزاف لأموال المتدربين ولأوقاتهم، وهذا هو السر وراء فشل كثير من المذيعين الشباب حاليًا.
7. نتبنى فكرة نشر ثقافة “الكتاب الصوتي”، ليس على المستمع فحسب، بل على صانع الميديا أيضًا؛ ولذا طلبنا من المشاركين في مسابقة “لون صوتك” تسجيل بعض المقاطع الصوتية المقتبسة من كتب أدبية؛ ترويجًا للخدمة التي نوفرها، في تسجيل الكتب صوتيًا، فضلاً عن دعمنا المتجه نحو نشر ثقافتها، فنحن نعد المُنتج الوحيد للكتب المسجلة صوتيًا لمنصة”كتاب صوتي-”Audio Book في مصر؛ ونتعامل معها بشكل حصري.
8. مصر هي الدولة الرائدة في سوق الإنتاج الصوتي، وبالطبع أرى زيادة واضحة في الإنتاج الصوتي لدرجة أكبر من الإنتاج التليفزيوني في مصر مؤخرًا، وذلك نسبة إلى التطور التكنولوجي الحالي؛ فمنذ عدة سنوات، كان توزيع الإنتاج الصوتي مقتصرًا فقط على الإذاعات، ولكن حاليًا قد زادت أهمية الإنتاج الصوتي، وتوسع انتشاره؛ حيث إننا نرى الأن بعض المواقع المتخصصة في التواصل الاجتماعي عبر الصوت فقط، مثل موقع“Allmuze”، ونجاح تطبيقات كثيرة متخصصة في الإنتاج الصوتي مثل “أنغامي”، وهذا يعكس احتياج المستهلك لهذا النوع، والمكانة الكبيرة التي أصبح الإنتاج الصوتي يحتلها في زمننا الحالي.
9. تراجع الإقبال على تجربة إذاعة الإنترنت؛ أي “راديو الإنترنت”، في أخر ثلاث سنوات؛ وزادت نسبة استخدام المستهلك لإذاعات الـ“”fm، فضلاً عن وجود نقص في نوعية البرامج الكوميدية في أغلب المحطات الإذاعية، فلم أرَ قط أي برنامج إذاعي كوميدي، ولا أقصد البرامج الساخرة، بل أقصد البرامج الكوميدية، فحاليًا لا يوجد سوى مسلسلات إذاعية كوميدية فقط، ونحتاج بالفعل إلى تلك الأنواع من البرامج.
10. أعتبر الدكتور خالد حلمي، مؤسس “Radio One”، والمسئول عن راديو “DRN”، وهو بمثابة أهم صانع للصوت في مصر من وجهة نظري، فيما الأستاذة إيناس جوهر شخصية مؤثرة في تاريخ إذاعة الوطن العربي ككل، وممن لهم بصمات إذاعية متميزة، طارق أبو السعود ، وعايدة سعودي، ووالأستاذة هالة فاروق، إلى جانب الأستاذ حازم ضياء الدين في الإدارة المهنية والتنفيذية، والأستاذة إيناس الشواف في مجال الإعداد الإذاعي، والأستاذ مصطفى ياسين في الإعداد الفني، فهناك الكثير من رواد صناعة الإذاعة المصرية؛ وهذا ما دفعني لتدوين كل هذا التاريخ المتميز في كتابي الجديد “#من_وراء_المايكروفون”، الذي استغرق سبع سنوات في كتابته، وسينشر العام المقبل، وهو يجمع حكايات وحوارات متنوعة، والتي تتحدث عن سوق الصوت في مصر.
11. أقدم برنامجين على محطة راديو“DRN”؛ الأول سيناقش مواضيع متنوعة خاصة بفئة المراهقين، وهو ما سوف يُبث يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع، من الساعة الثانية عشرة، إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ويقوم على إعداده، أحمد شيكو، المعد في العديد من البرامج الساخرة الشهيرة، مثل: برنامج “سيد أبو حفيظة” و “أبلة فهيتا”، فضلاً عن البرنامج الثانِ، وهو برنامج متخصص للحديث عن ثقافة الأغانِ الشعبية، والتي ساهمت في تأريخ العديد من التراث المصري، وسأشترك في إعداده مع الصحفي ماجد تمراز، ولكننا لم نستقر على اسامي البرامج النهائية حتى الاَن.