8 سنوات مرت منذ الإعلان عن وجود العملة الالكترونية المشفرة “بيتكوين”، وربما أكبر سر أحاط بها على مدى هذه السنوات، هو الهوية الحقيقية لمؤسسها، المعروف تحت الاسم المستعار ”ساتوشي ناكاموتو”. الآن يقول قراصنة روس إنهم كشفوا الهوية الحقيقية لرائد العملة الرقمية، ونشروا على الإنترنت صورة لشخص غير معروف يقولون إنه “ناكاموتو”، والذي تشير تقديرات إلى أنه أصبح أغنى شخص على الكوكب.
وشهدت العملة الرقمية خلال الفترة الماضية صعودًا كبيرًا، تلاها انهيار مذهل على مدى الأسابيع القليلة الماضية، فتراكمت وبُددت ثروات في لحظات، ما دفع محللون إلى القول إن “جنون بيتكوين هو مجرد فقاعة كبيرة للمضاربة”.
وأوردت وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية أن قراصنة معنيين بالبحث الذاتي قالوا إنهم اكتشفوا الهوية الحقيقية لمؤسس “بيتكوين”، ونشروا صورته، مما أطلق موجات من التخمينات حول هوية صاحب الصورة، ذهبت غالبيتها إلى نسبها لـ”سيرجي مافرودي”، المحتال الروسي سيئ السمعة، مؤسس أسلوب “التسويق الهرمي” الذي دمر مدخرات ملايين الروس في منتصف التسعينيات.
نرشح لك: كيف بدأت عملة البيتكوين؟.. البعض وصفها بأكبر عملية نصب
وأنشأ مافرودي، عالم الرياضيات والمبرمج، في عام 1989 شركة لاستيراد المعدات المكتبية، ثم تحولت شبكة “تسويق هرمي” في عام 1994، بوعود بأرباح سنوية خيالية تصل إلى 3000 بالمائة، مما أغرى ما يزيد عن 10 ملايين روسي، لضخ مدخراتهم في هذا المخطط.
وجذبت شبكة “مافرودي” ما يقدر بنحو 15 مليار دولار نقدا من مستثمرين غير محتملين ومضاربين على المدى القصير قبل أن تتدخل الحكومة الروسية، حيث أدرجت المخطط كمصدر غير قانوني للأوراق المالية غير المسجلة، واتهمت الشركة بالتهرب الضريبي.
وأدت الفوضى في أعقاب سقوط الشركة إلى احتجاجات جماهيرية، ودعاوى قضائية، وحتى تهديدات بالانتحار. وأعلنت الشركة إفلاسها في عام 1997، واختفى مافرودي عن الأضواء، وقام بإنشاء العديد من المخططات الهرمية، بما في ذلك مخطط على الإنترنت يسمى “توليد الأسهم”، حتى تم اعتقاله في عام 2003، حكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف في عام 2007، وأطلق سراحه في عام 2011، وبدأ العديد من المخططات الهرمية الكلاسيكية الجديدة، في روسيا والهند والصين، وحاول التوسع في أوروبا ونصف الكرة الغربي.
وفي الفترة التي سبقت الارتفاع الجنوني للعملة الرقمية “بيتكوين” والسقوط المدوي هذا الشهر، حاول العديد من كتاب المدونات ربط الـ(بيتكوين) بمخطط مافرودي، كما ألمحوا إلى أن الارتفاع السريع للعملة في وقت سابق من هذا الشهر كان مدفوعا بجهود المحتال الروسي.