لم يكن مجرد شاعرا موهوبا أو كاتبا متميزا أو رسام كاريكاتير مبدعا وخفيف الظل فحسب، بل كان فنانا موسوعيا وإنسانا عاشقا للحياة وفيلسوفا بامتياز، صلاح جاهين هو صانع البهجة وأحد رواد العامية الأوائل، أو إن شئت قل “معجون فن”.
ولد “جاهين” في 25 ديسمبر 1930، لعائلة لا تنتمي للطبقة الفقيرة، إلا أنه استطاع بفنه أن يصل للفقراء ويتحدث بلهجتهم، ويبرز مشاكلهم، بل وونيسهم الأشهر، واحتفاءً بمرور 87 عاما على ميلاد الطفل المعجزة، تواصل إعلام دوت أورج مع عدد من شعراء العامية الحاليين، للحديث عن صلاح جاهين وتقديم رسالة له في عيد ميلاده. من بين هؤلاء الشعراء الشاعر وليد عبد المنعم، والذي قال:
اعتاد والدي على إعطائي ضعف ما أقوم بادخاره نهاية كل عام، لأقوم بشراء أكبر قدر ممكن من الكتب بمعرض الكتاب، وهذا كان بداية تعرفي على جاهين كشاعر، بعد شرائي لأعماله الكاملة، وكان ذلك في المرحلة الإعدادية.
أرى أن صلاح جاهين من أوائل من وضعوا العامية المصرية في مكانة تليق بها، بعد أن كان شاعر العامية ينظر له نظرة أدنى من شاعر الفصحى، وكان له دور عظيم في ترقية شعر العامية.
بالتأكيد جاهين قدم الكثير من القصائد المميزة، إلا أن أكثر القصائد التي أحبها له قصيدة “دموع ورا البرقع”، والتي كتبها بعد حريق القاهرة، وأرى أنها من أكثر ما أبدع جاهين خلال مسيرته.
نرشح لك – أشرف توفيق: صلاح جاهين انحاز للفكرة وليس للنظام
للأسف وجدت الكثير من الشعراء الشباب يستخفون بصلاح جاهين وبسساطته، ويعتقدون أن الشاعر يكون مميز ومختلف كلما كان أكثر عمقا، وهذا غير صحيح، فلو كان هذا الجيل لم يدرك قيمة جاهين، فمن الصعب أن يقيم أو نرى مدى تشابهه مع جاهين.
في عيد ميلاد صلاح جاهين، أدعو الشباب لقراءة قصائده وأعماله لأن هذا سيكون له أثر رائع على تنمية موهبتهم، وألا يتعلمون فقط من تجارب شعراء السوشيال.