ومعظم فصول هذه المجموعة يناقش تفسيرات متعددة لأزمة الضمير المصري تلك من خلال رصد لعدد من أوجه قضية الحرية وعلى رأسها قضية التحرر الوطني نفسها.
3- كتاب “حكايات من دفتر الوطن”
يعد هذا الكتاب استكمالا للمجموعة القصصية “حكايات من مصر”، وصدر في أواخر التسعينات، ويحتوي على مجموعة من الحكايات المتناثرة في كتب التاريخ والصحف جمعها “عيسى” ليصنع بها كتابا شيقا وممتعا، ومن هذه الحكايات “الموت على تل العقارب” و”جلاد دنشواي”، و”رصاصات الأمير سيف الدين”.
نرشح لك – ننشر آخر مقال للكاتب الراحل صلاح عيسى
وتعالج الدراسة “الثورة العرابية” من خلال عدة فصول رئيسية رصدت الاحتكارات الأوربية من الاحتلال السلمي إلى الغزو المسلح والخريطة الاجتماعية والفكرية للثورة ومسألة السلطة وأخيرا الجبهة الثورية من الوحدة الى التفتت.
الكتاب هو محاولة لرواية السيرة الحقيقية لـ “ريا” و “سكينة” ولكل من أحاط بهما من رجال ونساء وظروف سياسية واقتصادية عامة وهو يستند إلى وثائق التاريخ وليس إلى مرويات الخيال الشعبي الذي أسقط عليهما كل كراهيته وازدرائه لمن يخون علاقة العيش والملح التي يقدسها المصريون.
الكتاب يقدم فيه الصحفي والكاتب صلاح عيسى تجاربه وشهاداته عن حالة المثقفين في ظل حكم عبد الناصر والسادات.. يرويها بتفاصيلها الحية في ذاكرته وذاكرة من شاركه أحداثها. فيبدأها من المقدمة حين كان طفلا صغيرا في القرين عام 1948 متأثرا بمشهد هذا الرجل العجوز الذي أتى طالبا العطف والإحسان من بلاد تسمى “فلسطين” وحتى بقية المشاهد والتجارب في قاهرة الخمسينيات والستينيات والسبعينات، إنه مجلد يروي تاريخا لا زال ينبض بالحياة حتى بعد أن تحول إلى ماض.. يروى قصة مثقف عاش النضال كما عاش الاعتقال.. كما عاش الذهول بعد هذا كله.
ومما جاء في مقدمته “ذلك الرجل الأسطورى الذى كان القطار يقف له؛ حيث لا يقف لأحد فى محطات صغيرة أو على مشارف المدن الكبيرة، والذى قام قطار خاص لكى يقله إلى جلسة فى إحدى المحاكم. طلب ملوك وأمراء ودّه، وكسب مئات الألوف من الجنيهات، وخسرها كلها؛ حتى عاد كما بدأ فقيرًا لا يملك شيئًا؛ لكنه مع ذلك بدأ من جديد.. ومات وهو مستور أو يكاد”.
8- كتاب “البرنسيسة والأفندي”
الكتاب يتناول قصة زواج البرنسيسة فتحية شقيقة الملك فاروق، من شاب مصري قبطي يدعى “رياض أفندي”، وما أثير وقتها من أزمات دينية وسياسية ودبلوماسية، كذلك كواليس مقتل البرنسيسة”فتحية”.
عام 1999 ذكر “عيسى” أنه عثر على مسودة دستور 1954 في صندوق للقمامة، وقام عام 2001 بنشرها والتأريخ لها وتحليل نصوصها، داعياً لاتخاذها راية للمطالبة بإصلاح النظام الدستوري المصري، ويحاول تحليل ومناقشة التعديلات التي جرت على الدستور المصري بعد ثورة يوليو وحتى ثورة يناير.
يقول صلاح عيسى في مقدمة كتابه “في هذه التباريح شيء من السياسة . وبعض من الفكر، ونماذج من البشر.. ،وشظايا من الذكريات، ونتفت من القهقهات وسحابات من الدموع والأوجاع معظمها مما يُضحك حتى تطرق الدموع أبواب العين ويُبكي حتى يذوق اللسان ملوحة الدمع.. وقد يراها البعض سياسة خالصة، وقد يعتبرها آخرون أدبا خالصاً وقد لا تُرضى هؤلاء، ولا أولئك .. وهذا حقهم الذي لا أنازعهم فيه! وفي هذه التباريح شئ من المرارة، وكثير من الغضب، واحتجاج بمساحة العمر.. وحزن بعمق الجراح الطرية التى ما زالت تستعصى على الاندمال ، أعلق فأسها جميعاً في رقبة الذين طاروا بأشواق جيلنا إلى ذُرى الجبال، ثم ألقوا بها بقسوة جلفة إلى جُب الهزيمة والإنكسار لكنها -هذه التباريح – تستقطر الضحكة، من زمن الكوميديا السوداء الذي نعيشه، لذلك أهديتها لذكرى ناجي العلى ضحكتنا التى تشرق بالدموع.. ووجعنا الذي لن ينتهي..”.
مجموعة من القصص كتبها “عيسى” بين عامي 1964 و 1971 على مشارف وفي أعقاب هزيمة يونيو 1967 فجمعت بين النبوءة والمرثية وجاءت صرخة ضد القهر الذي يطارد كل أبطالها في الشوارع والأزقة وفي الزنازين وغرف النوم وفي الصحف والإذاعات فهم منفيون في جلودهم, تحيط بهم من داخلهم ومن حولهم مشانق متينة الصنع.