لم يكن هناك لاعب مصرى منذ فوز محمود الخطيب عام 1983 بجائزة أفضل لاعب فى أفريقيا، أقرب من محمد صلاح إليها، بات الطريق مفتوحا أمام “صلاح” للفوز باللقب الأفريقى إلا إذا حدثت مجاملات فاضحة، صحيح إن فوزه بجائزة البي بي سي اعتمدت على آراء الجمهور والتي تختلف عن جائزة الأتحاد الأفريقي التى تعتمد على آراء الخبراء، إلا أن “صلاح” موقفه مطمئن ولأول مرة ندخل مسابقة ولا يسبقنا أغنية (مدد .. مدد .. مدد … شدى حيلك يا بلد).
نرشح لك: الأبراج تكشف مستقبل محمد صلاح في 2018
ولكن قد يتسائل البعض لماذا نشعر بكل هذه الطمأنينة تجاه “صلاح”؟ والإجابة أن بعض اللاعبين المصريين الذين اقتربوا من اللقب كانت تنقصهم بعض المميزات، فمثلاً العميد “حسام حسن” لم يكن وقت تألقه محترفًا، والمايسترو “أبو تريكة” لم يحترف اساسًا فى أوروبا، بينما “ميدو” كان صغيرًا وتنقصه الخبرة الدولية، والمدافع إبراهيم يوسف كان جيدً،ا ولكن ليس لدرجة أن يفوز باللقب فى ظل تألق لاعبي الكاميرون، والمغرب، والجزائر.
أما “محمد صلاح” وبالنظر إلى تاريخه، وحاضره خصوصاً فى عام 2017 نكتشف إنه يستحق اللقب بلا منازع.
ويضم السجل الذهبى للمصريين فى الترشيحات الثلاثية لأفضل لاعب فى أفريقيا كلاً من: على أبو جريشة فى المركز الثالث عام 1970.. حسن شحاتة فى المركز الثالث عام 1974 .. إبراهيم يوسف فى المركز الثاني مشاركة مع الكاميرونى “انطوان بل” عام 1984 والمركز الثالث منفرداً عام 1985.. ميدو فى المركز الثالث عام 2002.. واخيراً محمد أبو تريكة فى المركز الثانى عام 2008.
https://www.youtube.com/watch?v=hT1zZIdz4gY
على مستوى الأندية لعب “صلاح” لنادي المقاولين المصرى فى بداية حياته الإحترافية لمدة عامين، وشارك فى 38 مباراة فى الدورى المصرى، وسجل 11 هدفاً، ثم انتقل إلى بازل السويسرى في صفقة قياسية فى ذلك التوقيت بلغت 2 مليون يورو، واستمر معه من 2012 حتى 2014 وشارك فى 79 مباراة فى كل البطولات وسجل 20 هدفاً وحصل على الدورى السويسرى عامى 2013/2012، 2014/2013.
https://www.youtube.com/watch?v=cLCHivPy7Mk
وانتقل إلى تشيلسي الإنجليزى في يناير 2014 واستمر حتى فبراير 2015 ولم يشارك سوى فى 13 مباراة فى الدورى الإنجليزى وسجل هدفين فقط وهى الفترة الأسوء في مسيرته الإحترافية.
ثم انتقل إلى فيورنتينا الإيطالى على سبيل الإعارة من تشيلسي لمدة 6 شهور، وشارك فى 16 مباراة فى الدورى الإيطالى وسجل ستة اهداف، ثم انتقل موسماً على سبيل الإعارة لنادى روما الإيطالى وبعدها انتقل رسميا موسما آخر فى أغسطس 2016 فى صفقة بلغت 15 مليون يورو، وفى موسمه الأول حصل على لاعب الموسم فى إيطاليا وسجل خلال مسيرته فى روما فى الدورى الإيطالى فى موسمه الأول 14 هدفاً فى 34 مشاركة ثم فى الثانى سجل 15 هدف فى 31 مباراة.
https://www.youtube.com/watch?v=8RljVahIYs8
وانتقل هذا العام إلى ليفربول الإنجليزى في صفقة خيالية بلغت 42 مليون يورو وبذلك أصبح أغلى لاعب أفريقي حالياً بينما أصبح أغلى لاعب عربى فى التاريخ وأحرز حتى الآن 15 هدف فى البريميير ليج، وكذلك سجل فى إجمالى مشاركاته فى دورى أبطال أوروبا (مع مختلف الأندية) ثمانية أهداف وأربعة فى التصفيات.
https://www.youtube.com/watch?v=9-4v9KLjsV4
ولكن المستوى الدولى هو ما يدعم حظوظ “صلاح” فى نيل الجائزة لأنه ساهم فى وصول مصر للمباراة النهائية فى بطولة أمم أفريقيا بالجابون فى مطلع هذا العام، وكان الفراعنة قاب قوسين أو أدنى من إحراز اللقب قبل الخسارة أمام أسود الكاميرون، وسجل “صلاح” هدفين من أصل خمسة أهداف سجلتها مصر فى البطولة وكان هداف الفراعنة، ثم ساهم بقوة فى وصول مصر لمونديال روسيا لأول مرة منذ 28 عاما، وسجل خمسة أهداف تاريخية فى تصفيات المونديال منها هدفى الحسم فى مبارة الكونغو المصيرية، وسجل بثبات أعصاب ضربة جزاء درامية وصلت بمصر إلى مونديال روسيا وأصبح هداف القارة بالكامل فى التصفيات بالمشاركة مع “ناكولما” من بوركينا فاسو.
https://www.youtube.com/watch?v=zvTri-6ghNM
وكذلك فإن تاريخ “أبو مكة” مع المنتخبات تاريخ مشرف بدرجة كبيرة فقد شارك مع منتخب شباب مصر فى كأس العالم 2011 فى كولومبيا، وساهم فى وصول مصر للدور الثانى بفارق الأهداف عن متصدر المجموعة البرازيل، وخسر المنتخب بصعوبة أمام الأرجنتين وسجل “صلاح” هدفاً من ضربة جزاء فى تلك المباراة، وعاد “صلاح” ومعه هذه المرة أمير القلوب “أبو تريكة” لقيادة منتخب مصر الأوليمبى فى أولمبياد لندن 2012 بعد غياب 10 سنوات منذ أوليمبياد برشلونة 1992، ووصل كذلك مع الفراعنة للدور الثانى وخسر أمام اليابان (0-3)، وسجل “صلاح” خلال البطولة هدفاً فى كل مباراة فى الدور الأول، ومع المنتخب الأول قاد المصريين ايضاً للمرحلة الختامية لتصفيات كأس العالم 2014 فى جولة فاصلة أمام غانا، ولكن الخسارة الغريبة (1-6) أمام غانا فى كوماسى أحبطت كل آماله فى الوصول مع مصر لمونديال البرازيل.
وبعيداً عن الجائزة الكبرى الأفريقية فإن “صلاح” (فقط من كل اللاعبين المصريين) أمامه فرصة لكسر مزدوج لأخر ميزتين يحتفظ بهما البلدوزر “مجدى عبد الغنى” ويذل بهما المصريين، لأنه عندما سجل هدف مصر اليتيم من ضربة جزاء فى مونديال ايطاليا 90، وقتها أصبح آخر لاعب مصرى يسجل فى المونديال والأهم أنه اللاعب الوحيد فى تاريخ الكرة المصرية الذى سجل فى أهم ثلاثة بطولات بالنسبة لمصر، وهم كأس الأمم الأفريقية، وكأس العالم، والأوليمبياد، ولذلك “صلاح” الوحيد الذى لو سجل هدف واحد فقط فى المونديال سوف يكسر الميزة الأولى ويعادل الميزة الثانية ودعواتكم أن يتخلص المصريون من لعنة البلدوزر.. وقبلها دعواتكم أن يفوز”صلاح” بالجائزة الأفريقية لكى تكون بداية ممتازة لعام المونديال.