إيمان مندور
11 مليون مشاهدة لكليب “وقفة ناصية زمان” للفنان أحمد مكي خلال أسبوعين تقريبًا من طرحه على موقع “يوتيوب”، حيث ظهر فيه بـ”نيولوك” مختلف وبنيان قوي، بعد تعافيه من الإصابة بفيروس في الكبد والطحال، والذي كشف تفاصيل محنته المرضية معه مؤخرًا.
نرشح لك.. تعليق طارق الشناوي على كليب “وقفة ناصية زمان”
اختفاء “مكي” عن الساحة الفنية لفترة طويلة بسبب ظروفه الصحية، لم يأت عقب سلسلة نجاحات متواصلة، بل كان آخر ما قدمه قبل محنته هو مسلسل “الكبير أوي”، والذي فشل الجزء الأخير منه بشدة مقارنة بالأجزاء السابقة له. لكن العودة لم تكن على قدر التوقعات بالنجاح، فلم يحقق مسلسل “خلصانة بشياكة” الذي عُرض في رمضان الماضي، التوقعات المرجوة منه، بل تم رصد العديد من السلبيات التي وجهت له.
رحلة أحمد مكي الفنية سواء في الإخراج أو التمثيل أو الغناء لم يوجد بها مراحل وسط، فإما نجاح كبير وإما فشل أكبر والعكس. لكن ما يجب أن نتساءل حوله الآن هو هل سقط مكي ولم يعد قادرًا على النهوض مرة أخرى؟، ولماذا بدا خلال الآونة الأخيرة وكأنه “يُكسر قواعده” التي طالما تمسك بها؟
نرشح لك.. متى يتخلص “مكي” من نحت نفسه؟
مكي في بداياته لم يكن يظهر كثيرًا في البرامج التليفزيونية، وعندما سأله أحد الصحفيين عن ذلك ذات مرة، أجاب: “أنا مبعرفش أجي كـ أحمد مكي”، لكنه تغلَّب على ذلك وظهر في لقاءات تليفزيونية محدودة خلال السنوات الماضية، أما بعد أغنيته الأخيرة فظهر خلال أقل من أسبوعين في ما يقرب من 10 منصات تليفزيونية وإذاعية، فضلًا عن مؤتمرات وحوارات صحفية عديدة أيضًا، وهو ما كان أولى به فعله عند عودته الأولى في “خلصانة بشياكة”، بل إنه وقتها لم يرد حتى على الانتقادات التي وجهت للمسلسل، لذا ظهوره “الغزير” خلال فترة وجيزة بسبب “كليب” رغم كونه ممثلًا بالدرجة الأولى، ليس في صالحه أو دليل نجاح كما يظن البعض، لأنه “بيحرق نفسه على مفيش” لو صح القول.
قواعد “مكي” التي يكسرها لم تكن فقط في ظهوره المتكرر مؤخرًا، أو عدم تحقيقه لنجاحات قوية كما كان في السابق، لكن أيضًا في تواجده على مواقع التواصل الاجتماعي، فبخلاف أنه كان يؤكد دومًا أن لا يمتلك أية صفحات على السوشيال ميديا، مطلقًا أغنيته الشهيرة “فيسبوكي”، إلا أنه قبل أشهر قليلة عاد ليدشن حسابات رسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
نرشح لك.. مينا عادل جيد يكتب: شيما ومكي وسابع جار
أوضح مكي أنه واجه أزمة حينما حاول تدشين صفحته على “فيس بوك”، بعدما وجد أن كافة الأسماء الخاصة به مستخدمة بالفعل، وهو ما دفعه إلى تدشين صفحة تحمل اسمه بلغة مختلفة هي الـ”سغه لمبه”، مؤكدًا أن هذه اللغة لن يعرفها سوى من كان على صداقة به قبل سنوات طويلة، خاصة أنها اللغة التي كان يتحدث بها في منطقة الهرم.
مكي قال وقتها إنه دشن الصفحة عندما وجد قطاعًا كبيرًا من الجمهور يسأل عنه أثناء غيابه، لافتًا إلى أن هذا السؤال كان يحتاجه بشكل نفسي، وبالفعل تواصله مع الجمهور تطور إيجابي للغاية، لكن منذ متى نجاح أعمال مكي يعتمد على الإعلانات المدفوعة عبر فيس بوك والمستمرة حتى الآن كما يحدث مع “ناصية زمان”؟، فتحديدًا أغنياته السابقة حصدت كل منها منفردة على ما يزيد عن 10 ملايين مشاهدة عبر “يوتيوب” حتى الآن، دون إعلانات، وهو ما يتساوى تقريبًا مع مشاهدات أعماله المدفوع فيها مؤخرًا.
قاعدة الاختفاء والاعتماد على بناء العلاقة مع الجمهور من خلال شخصياته الناجحة في الأفلام والمسلسلات، لم يعد ما ينتهجه مكي، حيث تقرَّب للجمهور بشخصه الحقيقي وليس ما تعلَّق به الناس فنيًا؛ لذلك لم يعد بإمكانه التراجع الآن أو “الاختباء”، لأن ظهوره للجمهور إن لم يتبعه نجاحات أقوى من فترة الاختفاء، كان حُجةً عليه وليس معه.
الوصف الدقيق لأحمد مكي هو أنه “فنان تقيل” لكن كبواته عاتية، والنهوض منها أصعب من تحقيق النجاح السابق لها، لكنه مؤهل فنيًا لما هو أقوى من ذلك؛ شرط أن يُحسن استغلال أخطاء الماضي تأهبًا لما هو أفضل في المستقبل، وأن يكف عن “كسر قواعده” إلا فيما يعيد قدميه لجادة الطريق كما عهده جمهوره.