في حياة كثير من الفنانين العديد من قصص الدراما، سواء في قصص الحب، الحياة، الوفاة، أو حتى تعرض البعض للدخول إلى السجن، سواء كان بسبب المخدرات، أو قضايا أخلاقية، أو سياسية وغيرها، وفي سلسلة “نجوم دخلوا السجن” يستعرض “إعلام دوت أورج” أبرزهم.
اجتمعت في حياته العديد من التناقضات؛ فذاع صيته بإدمان المخدرات، خاصة الهيروين، بجانب ما عُرف عنه بحبه لعمل الخير، أكثر الأدوار التي جسدها في أعماله الفنية، كانت شريرة، لكنه كان على المستوى الإنساني أكثر القلوب محبةً وطيبة، كان أكثر الممثلين الشباب انتشارًا في الثمانينات، لكنه توفي وحيدًا ولم يحضر جنازته سوى ثلاثة ممثلين فقط، بالرغم من سطوع نجمه كفنان، كان أحد الذين دخلوا السجن، فهو حاتم ذو الفقار “قليل الحظ” كما وصفة أخيه المهندس ماهر راضي بعد وفاته.
ألقت مباحث مكافحة المخدرات القبض على الفنان حاتم ذو الفقار ثلاث مرات بتهمة تعاطيه المخدرات وحيازتها، كانت المرة الأولى في نوفمبر 1987، أثناء تواجده بأحد أوكار المخدرات، وبحوزته 113 جرامًا من الكوكايين و6 جرامات من مخدر الهيروين، وقطعة من الحشيش و5 أقراص إسكونال و3 سنتيمترات من مخدر الماكستون فورت، وقضت محكمة الجنايات بحبسه لمدة عام، وتغريمه دفع 500 جنيهًا.
نرشح لك: نجوم دخلوا السجن (4).. غادة إبراهيم قضية “هاند ميد”
رغم مرارة التجربة، لم يتراجع “ذو الفقار” عن طريق الإدمان، ليتم القبض عليه للمرة الثانية بعد مرور سبعة أعوام من حبسه؛ حيث تم ضبطه في مايو 1994 وبحوزته 5 تذاكر هيروين ولفافة أفيون، لكن صدر حُكم في يوليو من نفس العام بالبراءة من تهمة الإتجار في المخدرات المنسوبة له في تلك المرة.
أما المرة الثالثة كانت بعد أشهر قليلة من تبرئته مما نُسب له المرة الماضية، حيث تم إلقاء القبض عليه في فبراير 1995 بتهمة تعاطي المخدرات أيضًا، ولكن تم تبرئته منها كذلك، ما دفع ضُباط مكافحة المُخدرات أم يبتعدوا عن ترصده، ويقرر التعافي من الإدمان.
لم تؤثر وقائع الضبط الثلاث وحبسه، على نجومية “ذو الفقار” حيث شهد عامي سجنه (1997-1998) عرض أفلام (عودة الماضي، وشاءت الأقدار، من الليل شروق، الخرتيت، جواز مع سبق الإصرار، لعنة المال، طبول في الليل، رجل في عيون امرأة) التي شارك في بطولتها، قبل سجنه.
وبعد خروجه من السجن عام 1988 استأنف عمله الفني من جديد؛ فلم يتراجع عنه المخرجين أو المؤلفين، فكان فيلم الأوهام مع المخرج أحمد النحاس أول أعماله الفنية التي شارك البطولة فيها مع الفنانين إلهام شاهين، مصطفى فهمي، محسن سرحان، صلاح نظمي، رجاء يوسف.
وخلال الفترة من عام 1988 حتى عام 1994 شارك في عدد من الأفلام السينمائية منهم: قاتل مغاوري، فتوات السلخانه، مذبحة الشرفاء، جزيرة الشيطان، مراهقون ومراهقات، امرأة وظل رجل، مسجل خطر، آه وآه من شربات، المشاغبون في البحرية، الثعالب، وفي عام 1995 شارك في بطولة فيلم المعلمة والأستاذ، أما آخر فيلم شارك فيه “ذو الفقار” ليبتعد بعده عن شاشات السينما، فيلم كرامة امرأة مع المخرج محمد مرزوق، وسيناريو وحوار منى حجازي وصلاح عمران، شاركة البطولة الفنانين شيرين، سعيد عبد الغني، ميرفت منجي، أمل إبراهيم، هدى زكي.
لم تقتصر أدور “ذو الفقار” على السينما فقط، فقد كان له مشاركات مميزة في مسلسلات الدراما على الشاشة الفضية، ومن المسلسلات التي شارك فيها مسلسل: طريق السراب، بريق منتصف الليل، عائلة الديناصورات، طيور الحب، رائحة الورد، صيف ساخن جدًا، دقات الساعة، نساء في الغربة، خالف تعرف، فلاح في بلاط صاحبة الجلالة، دموع القمر.
وآخر أعماله الفنية كان دوره في مسلسل الرجل والطريق الذي عرض عام 2009 من إخراج إبراهيم الشوادي، وتأليف سعد مكاوي، وسيناريو وحوار مصطفى إبراهيم، وشارك البطولة مع الفنانين محمد رياض، طارق عبد العزيز، ياسر جلال، هادي الجيار، داليا مصطفى.
حاتم محمد محمود راضي، ولد في 5 يناير 1952، ولد بمحافظة المنوفية، لكنه انتقل للعيش مع أسرته بمنطقة العباسية بالقاهرة، لم تتعدى دراسته بالحربية العامين، ليخالف بعدها رغبة والده في دراسة الحربية وينتقل للالتحاق بمعهد التمثيل، حصل على بكالوريوس في قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
اشتهر “راضي” بـ “حاتم ذو الفقار”، وترجع تسميته بـ “ذو الفقار” نسبة إلى الفنان صلاح ذو الفقار الذي كان يشاركه في السكن بالعباسية، واختار اسمه الفني نسبة إلى حُبِه له. بدأ مشواره الفني عبر المسرح القومي ثم استقال منه عام 1986، اشتهر بتجسيده لأدوار الشر والنصب والاحتيال والخداع، تزوج ثلاث مرات أشهرهم زواجه من الفنانة نورا، لكن الزواج لم يستمر سوى فترة قصيرة بسبب إدمانه للمخدرات، وسرعان ما تم الانفصال بينهم سريعًا.
توفي يوم 15 فبراير 2012، بمنزله بالقاهرة وحيدًا، ولم يُكتشف موته إلا بعدها بحوالي ثلاث أيام، ودُفن بمسقط رأسه بمحافظة المنوفية، لم يحضر جنازته سوى ثلاثة فنانين فقط هم: أشرف عبد الغفور نقيب الفنانين، محمد أبو داوود، حمدي شرف الدين، فرحل “الشرير” في هدوء دون أن يُحدث أي صخب، أو يُشيّعه كثير من الفنانين.