لقد أصبحت المعلومة كلها في قبضة يدي – بصوت هنيدي في مسرحية عفروتو – عن طريق هاتف مشترك بباقة في الإنترنت ماحاجتي للحفظ أصلا .. ؟
الحقيقة أن جيلنا منذ الصغرو هو يقرأ … حتى لو كانت بالنسبة لك قراءات ساذجه و ضحلة ولكنه أحب القراءة .. حتى مشروع القراءة للجميع .. حسنة سوزان مبارك التي لا ينكرها إلا جاحد كانت مصدر سعادة للمراهقين أكثر من الكبار..
الآن يمكنك أن ترى في المقاهي و في عربات المترو شباب جاهل كما تروه.. يقرأ ومهتم بمتابعة كل إصدار جديد …
كواحد من هذا الجيل .. جيل التمانينات .. و في دائرة الأقارب و الأصدقاء و زملاء الدراسة بمراحلها و العمل و القهوة سأحكي لك مراحل محبة جيلنا للقراءة…
مرحلة إبتدائي: .. من مننا لم يقرأ ميكي كل خميس و ينتظر عدد سوبر ميكي للحصول على الهدية ؟ من مننا ينسى مجلة بلبل المصرية الخالصة .. أو ماجد الخليجية .. و سلسلة فلاش لماجد الصفتي ؟ كانت قمة سعادتي و أبي يحضر لي مجلة ميكي مع جريدة الجمهورية كل خميس… – نادرا ما كنت أرى من يقرأ سمير- و مع كل مجلات الأطفال هذه و مع بداية حبنا للرياضة كنا دائما ما نقرأ صفحة الرياضة و أخبار حسام حسن و أحمد فليكس…
مرحلة إعدادي و ثانوي : بدأت القراءة تأخذ منحنى آخر … روايات مصرية للجيب .. سلسلة رجل المستحيل و ملف المستقبل لدكتور نبيل فاروق التي سببت لنا هوس ما بهم.. و في نهاية هذه المرحلة بدأنا نتعرف على سلسلتين هما ما وراء الطبيعة و سفاري للرائع أحمد خالد توفيق .. أحيانا كنت أشعر أن الهدف الرئيسي من صغر حجم الكتاب أن نضعه وسط كتب المذاكرة حتى إذا دخل علينا أحد يكون مختفي .. كنت أظنه سرّي الخاص و فوجئت بأنه شعار مرحلة … بالنسبة للبعض و خاصة البنات كانت كتب زهور الرومانسية ملجأ بديل للمسلسلات التركية حاليا….
مرحلة جامعة : بدأت مداركنا تنفتح لروايات نجيب محفوظ و يوسف السباعي … أتذكر أنني جرّبت كتاب لطه حسين لم أفهم منه شيئا .. بالتوازي كانت كتب دكتور مصطفى محمود يتبادلونها في المحاضرات .. لأغلبنا توقفنا عن رجل المستحيل و ملف المستقبل و المكتب رقم 19 و إستمر معنا أحمد خالد توفيق في ماوراء الطبيعة … مرحلة بداية محبة الصحف .. مغامرة المصري اليوم و صوت الأمة و الدستور .. لازلت أذكر صفحة ضربة شمس بها و سلسلة مقالات السكان الأصليين لمصر لبلال فضل و مع بداية معرفتنا بالعلمانية بدأنا نقرأ لفرج فودة..
مرحلة العمل : من لم يقرأ طوال حياته بدأ يقرأ .. البداية كانت مع روايات نجيب محفوظ أيضا .. ثم عرفنا باولو كويلهو و أحلام مستغماني.. ثم بدأنا نسمع عن علاء الأسواني و كتبه التي تحتوي على عدد لا نهائي من سياريوهات أفلام البورنو و زادت شهرته بعد فيلم عمارة يعقوبيان .. ثم ظهر من أبناء هذا الجيل كتاب مثل أحمد مراد لو كنت تحبه أو تكرهه أحمد مراد تسبب في معرفة مئات الآلاف بسببه فقط لحب القراءة .. أحمد مراد الذي ينتظرون كتبه بفارغ الصبر في المكتبات و يحجزونها قبل صدورها .. لا يسعك إلا أن تخترم تجربته ..و بدأنا نجرّب سويا يوسف زيدان و ظهر كتاب عديدين آخرين .. ثم إنفتحنا أكثر و بدأنا نقرأ لدان براون صاحب شفرة دافنشي و الجحيم .. و ظللنا نقرأ للعظيم أحمد خالد توفيق خارج إطار سلسلته ما وراء الطبيعة …
لمشكلة .. أن جيلنا أحب القراءة عن طريق الروايات .. فقط الروايات .. أما الكتب العلمية ظلت بعيدة عن قلوبنا .. هناك بعض الكتاب إستطاع فتح مداركنا عن طريق إعطائنا معلومات في إطار الروايات و لكنني قليلا ما رأيت كتاب علمي أو بحثي في أرفف الأكثر مبيعا بالمكتبات ..
لماذا لا نقرأ الكتب العلمية ؟ و لماذا نقرأها و نحن تحت أيدينا كل المعلومات في ثواني .. في السابق كان عليك أن تكون باحث متمرس في محراب العلم لتجد المعلومة حاضرة في ذهنك و إلا فيجب عليك البحث في المراجع و الكتب .. نحن نملك ويكيبديا و جوجل و لو طلبت من أي مننا أن يعطيك محاضرة في أي مجال ما كل ما يحتاج له هو هاتف و ساعتين ليقوم بتزويدك بكل ماتريد ..
جيل 1980 و إنت طالع ليس جاهلا .. هو فقط لا يحب لعبة الكلمات المتقاطعة كما كنتم تحبونها…
اقرأ أيضاً
مينا فريد : سلاح الدمار الساخر
مينا فريد : الفيلم القبطي “نسر البرية” ..أنا كمينا انبهرت
“الجزيرة” تتهم الحوثيين باقتحام مقرها في صنعاء
صحيفة يومية شهيرة تتهم مسئول في محافظة الإسكندرية بالشذوذ
متصلة لريهام سعيد: انتي علم من أعلام مصر
جابر القرموطي: قطر “خازوق” الوطن العربي
هبة الأباصيري تعود للشاشة بـ”السم في العسل”
هذه الإذاعات تحيي ذكرى العندليب
تامر أمين عن حواره مع بسمة وهبة: قامت بدرو محامي الشيطان
كاظم الساهر ضيف أولى حلقات “تاراتاتا”
لوك جديد لمعتز الدمرادش على “mbc مصر”
رسالة من ياسمينا العلوانى لأهل الإسماعيلية
تعرف علي القنوات الثلاثة التي تعارض “عاصفة الحزم”
القنوات الفضائية بين “عاصفة الحزم” والضربة المصرية ضد داعش