(نقلا عن جريدة المقال)
– لماذا أدلى السيسي بحوار هو الأول لرئيس مصري عبر إذاعة دينية وهل يعد ذلك خلط للدين بالسياسة؟
– هل يدلي الرئيس بحوار مماثل لإذاعة أو فضائية قبطية للدعوة لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين المسيحي؟
كان لافتا أن يجري الرئيس عبد الفتاح السيسي، حوارا مع إذاعة القرآن الكريم.
فالمعروف أن أي حديث للرئيس -أي رئيس- سيكون منصبا على الأمور السياسية والاقتصادية وغيرها من شئون البلاد العامة، إذن فما الذي يجعل السيسي يدلي بحوارا لإذاعة دينية؟
ومما لاشك فيه أن الكثير سيهاجمون الأمر ويرونه خلط للدين بالسياسة في الوقت الذي يطالب فيه الجميع بفصل الدين عن السياسة.
ولكن المؤكد أن دافع السيسي لم يكن سياسيا بالمرة، فالسيسي أمامه الكثير من المنابر الإعلامية المفتوحة له على مصراعيها لتقديم رسالته السياسية عبرها.
فقد يكون الرجل هنا أراد أن يصل لجمهور كبير له طبيعة خاصة قد لا يكون متابعا للمنابر الأخرى.
ستقول إذن الرجل يستغل هذا المنبر ليصل لجمهور لا تصل له المنابر الأخرى ومن ثم يكون هدفه سياسيا، فأقول لك دعنا نناقش مضمون ما قاله لنرى إذا كان استغلاله لهذا المنبر سياسي أم لا.
فمدة الحوار الذي أدلى به السيسي لم تزد عن 15 دقيقة وقالت رئاسة الجمهورية إن هذا الحوار جاء بمناسبة الذكرى 51 لإنشاء إذاعة القرآن الكريم والتي حلت أمس الأول الأربعاء 25 مارس الذي شهد بث الحوار.
السيسي استهل اللقاء بالإشارة إلى تاريخ وعراقة إذاعة القرآن الكريم المصرية باِعتبارها أقدم إذاعة للقرآن الكريم وأقدم إذاعة دينية على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى مارس 1964.
كما أشاد الرئيس بالدور الذي تقوم به إذاعة القرآن الكريم منذ أكثر من نصف قرن لبث آيات الذكر الحكيم بمختلف القراءات القرآنية ولمشاهير وشيوخ القراء المصريين، مستعرضاً السبب الذي أدى إلى إنشاء إذاعة القرآن الكريم بهدف التصدي لنسخة محرفة من القرآن الكريم تم نشرها آنذاك.
كما شدد السيسي على أهمية التصدي لدعوات الغلو والتطرف وكافة الدعاوى المغلوطة والأفكار الهدامة التي يحاول الارهابيون والمتطرفون فكرياً إلصاقها بالدين الإسلامي خلافاً لكافة مبادئ الدين الإسلامي، وأكد الرئيس أن العالم الإسلامي يحتاج إلى وقفة مع النفس وثورة من أجل الدين وليس على الدين لتصحيح المفاهيم المغلوطة وإظهار وتطبيق القيم السمحة والتعاليم الغراء للدين الحنيف.
ودعا السيسي إذاعة القرآن الكريم إلى إعادة بث ما تزخر به مكتبتها من كنوز إذاعية تراثية، والاستعانة ببرامجها المتخصصة لصالح نشر قيم الإسلام السمحة والتعريف بصحيح الدين، بما يساهم في إيضاح وتصويب المفاهيم، ولاسيما لدى الشباب الذي نعول عليه وعلى دوره الوطني المحوري في دفع عملية التنمية الشاملة في مصر.
والواضح هنا أن السيسي اختار مناسبة منطقية لحديثه وهو ذكرى إنشاء إذاعة القرآن الكريم، كما أنه لم يتحدث عن برامج سياسية أو سياسات اقتصادية تخص طريقه حكمه للبلاد، ما يعني أن الرجل لم يلجأ لهذه الإذاعة الدينية من أجل السياسة، فقط تحدث عن عراقة تلك الإذاعة ودورها المهم والتاريخي في التعريف بالدين الإسلامي وهو ما دعاه لاستدعاء هذا الدور حاليا لمحاربة التطرف الذي يهدد الدولة.
ودعنا نؤكد أن اهتمام رئيس الجمهورية بإذاعة القرآن الكريم يعطيها دفعة واهتمام كبير من جانب المسئولين باتحاد الإذاعة التليفزيون، والمحطة في أمس الحاجة لهذا الاهتمام بعدما عانت سنوات من الإهمال رغم شعبيتها الكبيرة ودخولها كل بيت مصري وقد يكون كل بيت عربي.
أما عن هدف السيسي هنا فواضح أنه أراد أن يعول على تلك الإذاعة ذات الشعبية الكبيرة والانتشار الواسع لتحقيق ما يطمح فيه من تصحيح للأفكار الدينية المغلوطة التي يعمل المتطرفون على بثها في عقول المصريين وخاصة الشباب.
ونشير هنا إلى أن السيسي هو أول رئيس مصري يجري حوارا مع إذاعة القرآن الكريم، ونؤكد على أنه لا عيب مطلقا في أن يلجأ المسئول الأول عن مصير الشعب إلى منبر ديني ذات ثقة وجماهيرية ليتحدث منه إلى شعبه – لا سيما وقت الإخطار- ويقول ما يريده وما يجب أن يتم فعله خاصة إن كان حديثه في أمور تتعلق بالدين، وهي التصدي لتحريف الدين الإسلامي خاصة وأن إذاعة القرآن أنشأت بالأساس للتصدي لنسخة محرفة من القرآن الكريم في الستينات.
ولكن ما فعله الرئيس قد يوحي بأنه لم يعد يعول على شيوخ الأزهر والأوقاف في القيام بتلك المهمة التي طالبهم بها منذ يناير الماضي حيث طالب بثورة دينية لتصحيح المفاهيم والأفكار المغلوطة، فالرئيس هنا يكاد يكون قام بدور الداعية عبر إذاعة القرآن الكريم وهو الدور المنوط بعلماء الأزهر وشيوخ الأوقاف.
إلا أننا نوضح أنه يجب على الرئيس أيضا أن يدلي بحوار مماثل لأي إذاعة أو محطة تليفزيونية قبطية من أجل الدعوة أيضا لتصحيح المفاهيم المغلوطة أيضا عن الدين المسيحي، وذلك في المقام الأول حتى لا يتم تفسير الأمر على أنه تحيز من الرئيس للمسلمين بأن خص إذاعة المسلمين بحوار دون الأقباط، وأيضا لأن هناك مفاهيم مغلوطة صدرها بعض المتطرفين عن الدين المسيحي أيضا وتتسبب في فتن ولا تقل خطورة عن المفاهيم المغلوطة التي ألصقت بالإسلام.
فيفي عبده تحقق الأحلام بالنقاب
صحيفة يومية شهيرة تتهم مسئول في محافظة الإسكندرية بالشذوذ
متصلة لريهام سعيد: انتي علم من أعلام مصر
جابر القرموطي: قطر “خازوق” الوطن العربي
هبة الأباصيري تعود للشاشة بـ”السم في العسل”
هذه الإذاعات تحيي ذكرى العندليب
تامر أمين عن حواره مع بسمة وهبة: قامت بدرو محامي الشيطان
كاظم الساهر ضيف أولى حلقات “تاراتاتا”
لوك جديد لمعتز الدمرادش على “mbc مصر”
رسالة من ياسمينا العلوانى لأهل الإسماعيلية
تعرف علي القنوات الثلاثة التي تعارض “عاصفة الحزم”
القنوات الفضائية بين “عاصفة الحزم” والضربة المصرية ضد داعش
الجزيرة القطرية.. وجه إيران الأخر