محمد حسن الصيفي
يقال طبقًا للعديد من النظريات ووجهات النظر إن الانطباع الأول يُشكّل 70% من الصورة الذهنية والتي تدوم عن الشخص فيما بعد، وإن كُنت على “فيس بوك” فليس لديك خيارًا أهم من صورة الحساب الشخصي “profile picture” وبالتحديد إن كنت مواطنًا عربيًا ومصريًّا على وجه الدقة والتحديد.
المواطن المصري من المعروف أنه دائمًا يلجأ للمحتوى المرئي والمسموع والصور بأنواعها، ويتفاعل معها بشكل أكبر بكثير من أي كلام مكتوب دون محتويات من هذه الثلاثة، وبما أن اللجوء “على عكس المنطقي” يكون لصور الشخص على “فيس بوك” دون النبذة الشخصية أو محتويات الحساب والمنشورات والآراء فنحن نقدم في هذه المساحة كيفية التعرف على الشخص من تلك الصور الشخصية:
1.الكلاسيكي النمطي
صور شخصية قليلة حد الندرة وربما صورة واحدة، بالتأكيد ستجدها الأفضل بين كل الصور الموجودة على حسابه أو الأفضل له في حياته، شخص قد يكون في الغالب موظف، لا يميل إلى التغيير أو المغامرة، يُقدس الحفاظ على صورته في عيون الآخرين حتى لو كانت نمطية.
2. public figure
الشخصيات العامة الحاصلة بالفعل على العلامة الزرقاء في موقع فيس بوك، أو القريبين من تلك المنطقة، وتشمل الفنانين والصحفيين والكُتّاب والعلماء وعديد المشاهير المتخصصين في مجالات مختلفة، وبسهولة شديدة ستتعرف على صاحب الحساب وكونه من المشاهير، وهو طبقًا للعامية وأحكامها يملك صورة بروفايل “نضيفة”، وطبقًا للمهنية وتعبيراتها يملك صورة “احترافية” بجودة مرتفعة وبخلفيات ومقاسات وشروط محددة يملكها المصورين المحترفين جيدًا، وهي الحيلة التي يلجأ إليها الآن مستخدمين عاديين على “فيس بوك” باللجوء للمصورين عن طريق جلسات التصوير المعروفة بـ”الفوتو سيشن” تشبهًا بالمشاهير، وهو ما يثبت أننا نحب “الفُرجة ثم الفُرجة ثم الفُرجة” ثم باقي المعايير خلفها.
3.الشخصيات المجهولة المثيرة للريبة والشك
ببساطة ستعرف هذه الشخصية من أول وهلة، شخص لا يملك أي صورة شخصية، ستجد كل ألوان وأنواع الصورة إلا الصورة الشخصية، تميل تلك الشخصيات إلى استخدام الصور بغزارة ونادرًا ما يكتب منشور أو رأي، ستجد صور ورود وأزهار وأدعية وصورًا للكعبة وكفوف تلجأ إلى الله بالدعاء، وتعد هذه الشخصيات مريبة لكونك لا تعرف إطلالة صاحب الحساب وفي كثير من الأحيان ستجد المعلومات الشخصية هي الأُخرى نادرة، وفي الغالب تكون غير دقيقة بالمرة fake.
لا تملك تلك الشخصيات رؤية محددة فشعارها في الحياة “ربنا يولي من يصلح” في كل الأمور، تشعر دائمًا أنها شخصيات تختبئ في الزحام لا تحب الظهور برأي أو فكرة أو بأي شيء يمكنك الاستدلال عليهم من خلاله، ويدخل في هذا النطاق عديد الشخصيات “تيتا القادمة للتو من الماضي الجميل للفيس بوك، المتدينين بالشكل الذي يحرم ظهور صورة المرأة على مواقع التواصل، الهاربين من كل الأشياء التي لا نعرفها.
وإكمالا للصورة لن تجد لهم اسم شخصي طبيعي، ستجد “رحيق الجنة”، “الزهرة البيضاء”، أو “أم محمد” أو “أبو وليد”… وأحيانًا ستجد أسماء أولادهم “أم محمد وفاطمة وبسنت” وأحيانًا تجد لديهم طفل واحد يتكرر في البروفايل “حمادة حمادة.. ميادة ميادة” وفي النهاية يأتي اسم الأب إن وُجد.
4.الشخصيات المتحررة
عكس الشخصيات السابقة تمامًا، ستتعرف عليها بشكل مُفصّل من الصور فعليًا قبل أي شيء آخر، صور شخصية غزيرة، يشاركون اللحظات الكثيرة المختلفة والمتناقضة عن طريق صور الفيسبوك، أحيانًا لديهم ذاتية زائدة، و”زووم إن” حول أنفسهم، لكنهم لا يعبأون كثيرًا بقضايا العالم ولا يتدخلون في حياة الآخرين، ويسخرون من أناشيد النواح اليومية على مواقع التواصل، في الغالب لن تجد صور هذه الشخص تقليدية، لن تجدهم يهتمون بآراء الناس حولهم، لا يضعون هالة أو قدسية حولها، فمن الضحكات والتعليقات الساخرة تجدهم يشقون طريقهم للحياة والتنفس والاستمتاع.
5.الشخصية العميقة
وكسابقتها، ستعرف بسهولة من صورة البروفايل نفسها قبل أي صورة أُخرى، ستجد الخلفية السوداء والدخان أرضية ثابتة لكل الشخصيات العميقة على السواء مهما اختلفت الخلفية الفكرية أو الأيدولوجية، السواد يعبر ذهنيًا عن المرحلة وسواد العسل وأغنية بالورقة والقلم… إلخ في هذه المنطقة، والدخان هو محاولات التحرر والخروج عن القطيع وكسر القيود من وجهة نظرهم التي لا يعبرون عنها بهذا التجرد بكل تأكيد.
6.المصري الأصلي:
المواطن الطبيعي الذي يقوم بتغيير صورة حسابه في المناسبات، شخص بسيط، يشعر بالفعل بالسعادة بمشاركاته دون النظر لخانة “الإعجابات” التي حصل عليها من خلال المنشور، ودون أي تعقيد وباتساق تام مع طبيعة شخصيته وعمله ودون الدخول في حسابات من أي نوع، يستخدم مواقع التواصل بشكل عملي وطبيعي وفي حدود كونها مواقع افتراضية، هو الأكثر شبهًا بالبعض من مستخدمي فيسبوك في أوروبا، والذين يغلب عليهم العملية والبساطة.