نقلاً عن المصري اليوم
التهمت كتاب الناقدة والكاتبة الكبيرة إيريس نظمى، الذى قدمت فيه مذكرات حبيبة القلوب شادية، من المهم أن ترى الفنان وهو يتحدث على الورق وكأنه يتحدث أمامك، وهذا هو ما نجحت فيه الأستاذة الرائعة إيريس، فلقد كنت أرى شادية رغم أننى لم ألتقها فعليا سوى مرة واحدة فقط فى بيت الموسيقار الكبير محمود الشريف، الذى تعتبره أبا روحيا لها، وطلبت شادية ألا أنشر شيئا عن هذه السهرة، وهو ما ألزمت نفسى به وحتى الآن.
الكتاب وثيقة وسوف يتحول مع الأيام إلى مرجع لكل من يريد أن يستوثق من معلومة، وفى عجالة أقول لكم الحب الحقيقى لشادية هو فريد الأطرش، أما عماد حمدى فهو أقرب أزواجها إلى قلبها، وأنها تعتبر ألحان بليغ حمدى إضافة مهمة لمشوارها.
نرشح لك: طارق الشناوي يكتب: حجاب شهيرة وآذان شيرين رضا
وقعت شادية فى عدد من الملابسات التاريخية، منها مثلا أثناء حديثها عن فضل المنتجة مارى كوينى عليها، ذكرت خطأ أنها والمنتجة الكبيرة آسيا شقيقتان، الحقيقة أن مارى ابنة أخت آسيا، وذكرت أيضا أن حلمى رفلة هو الذى أطلق عليها اسم شادية فى فيلمها (العقل فى إجازة)، رغم أنها فى حديث إذاعى أشارت إلى أنها هى التى أطلقت على نفسها شادية، عندما ذهبت لحضور عيد ميلاد أقامته صديقتها لابنتها واسمها شادية فأعجبها الاسم.
أشارت إلى تدخل الدولة لمنع أغنية (وشوشة) التى غنتها بعد عامين من ثورة 23 يوليو، المعلن وقتها ضعف مستوى الكلمات رغم أن كاتبها هو حسين السيد وملحنها رياض السنباطى، ولم تذكر أن الدولة كانت تتعرض لحملة مغرضة من الأكاذيب السياسية، واعتبرت الأجهزة أن ظلال كلمة وشوشة تعنى الشائعات والنميمة، فكيف تقول شادية أحب الوشوشة بينما الدولة تتصدى لحرب الوشوشة، أغنية أخرى (أنا وقلبى يا روح قلبى حياتنا فيك)، فوجئت شادية قبل الحفل بـ48 ساعة باعتراض الإذاعة لضعف مستوى الكلمات، لم تجد غير أم كلثوم واتصلت بها وهى تبكى، طلبت منها أم كثوم أن تسمعها أولا الكلمات، وتحدثت أم كلثوم مباشرة لشخصية كبيرة نافذة فى الأجهزة الأمنية وعلمت أن المنع سياسى، لأن كاتبها الشاعر نجيب نجم- شقيق الكوميديان محمد نجم- متهم بأنه شيوعى واسمه فى القائمة السوداء، اتضح بعد ذلك أن الأجهزة اختلط عليها الأمر، والمقصود بالمنع الشاعر أحمد فؤاد نجم، واقترحت عليها أم كلثوم أن تستعين إنقاذا للموقف بالشاعر عبدالوهاب محمد ليكتب كلمات على اللحن، وهذا هو ما حدث، لم تذكر شادية مباشرة اسم نجيب نجم ولا أدرى لماذا؟ كما أنها نسبت الأغنية خطأ إلى الملحن خالد الأمير، متعه الله بالصحة والعافية، بينما ملحنها هو الراحل إبراهيم رأفت، الشقيق الأصغر لمحمد الموجى.
ويبقى إصرار شادية الواضح على نفى زواجها العرفى من مصطفى أمين وإصرار مصطفى أيضا على النفى، بينما أسفرت الزيجة عن قصة فيلم (معبودة الجماهير) التى كتبها لها مصطفى، كان ضابط المخابرات الذى كان مكلفا بالتحفظ على الأوراق فى درج مكتب مصطفى أمين بعد إلقاء القبض عليه عام 65 بتهمة التخابر الكاذبة اكتشف ورقة الزواج العرفى، كما أن شادية تعرضت للمساءلة الأمنية من قبل الأجهزة بعد القبض على مصطفى، ولعب صلاح ذو الفقار بحكم علاقته السابقة بأمن الدولة دورا كبيرا فى إغلاق هذا الملف، ما هو سر الإنكار؟ الحكاية ربما تستحق لقاء آخر.