حمدي رزق
نقلًا عن المصري اليوم
مصر كلها باتت فرحانة ليلة الجمعة بولدها محمد صلاح إلا الإخوان والتابعين، كان نفسهم يفوز الجابونى أوباميانج أو السنغالى ساديو مانى، معلوم الجابونى أقرب إليهم من «صلاح» المصرى، وفى رواية أخرى «صلاح» سِيساوى حتى بيسجل الأجوال برجله الشمال، وهذا حرام قطعياً حسبما ورد فى رسائل الإمام الصفراء قبل قرن من الزمان.
ربنا يحميه ويبارك فيه ويمنع عنه كل شر إخوانى، «صلاح» بثبات، واثق الخطوة يمشى ملكا، «صلاح» يحلق عاليا، وإذا استمر على توفيقه بتوفيق من الله سيكتب اسمه فى سجل الخالدين كرويا، «صلاح» يحطم الأرقام المصرية جميعا، محليا وأفريقيا وأوروبيا وعالميا، «صلاح» استثنائى فى تاريخ الكرة المصرية، استحق لقب الأفضل أفريقياً، وينافس على الأفضل إنجليزياً، ولربما نافس على لقب الأفضل عالمياً.. مش كتير ولا بعيد عن طموح «أبوصلاح».
نرشح لك.. صور: زوجة محمد صلاح معه في مدرجات “أنفيلد”
مَن يحبه الله يحبب فيه خلقه، وظاهرة «صلاح» تجاوزت جميع الظواهر الكروية التى مرت بنا، فى إبداعاته الكروية ظاهرة، وفى إخلاصه الوطنى ظاهرة، وفى عطفته الاجتماعية ظاهرة، ولا وجه للمقارنة بين وجوه لمعت وشحبت وظاهرة «صلاح» ذات البريق الخاص والأصيل.. أصيل يا «أبوصلاح».
ظاهرة «صلاح» تستلفت الأنظار عالميا، لم ترَ الملاعب العالمية ظاهرة عربية على هذا المستوى من الإشعاع، «صلاح» يجتذب أنظار الجماهير الإنجليزية، يغنون لـ«صلاح» فى المدرجات: مو مو مو هو صلاح، «أبومكة» بات مطلوبا على العشب الأخضر بأرقام فلكية، نجم «صلاح» عالٍ، فوز «صلاح» بالجائزة الأفريقية نكِّد على الإخوان قوى.. باتوا محزونين.
ألَق «صلاح» مصدره الإحساس الدائم بفضل الله، وسجوده شكرا لله ليس رياء ولا نفاقا ولا ادعاء ولا مغازلة لتيارات أو اتساقا مع استبطان لفكرة تحرفه عن رسالته الكروية، «صلاح» ليس لاعب كرة أصاب هدفا، «صلاح» نموذج مصرى خليق أن يتبعه كثير من النجوم والمشاهير، «صلاح» الذى أكرمه الله، فصار لاعبا عالميا، لم ينسَ وطنه، ولم يغادر قلبه أغلى اسم فى الوجود.
نرشح لك: ماذا قال محمد صلاح عن تتويجه أفضل لاعب في إفريقيا لعام 2017؟
ودوما يعود إلى مسقط رأسه، يكرم الفقير، ويعطف على المسكين، ويسند مَن جار عليهم الزمان، ربنا أكرمه لأنه يكرم الطيبين، «صلاح» الفرعون المصرى الصغير سناً الكبير فناً، يرسم صورة الابن البار بوطنه وأهله وناسه. لم تُسكره خمر الشهرة ففارق أصله، ولم تلعب برأسه الفلوس فنسى نفسه، ولم يبع نفسه بضاعة لجماعة فصار نجمها وكان فى قلب وطنه منيرا، فخفت بريق عينيه، وشاهت الابتسامة على شفتيه، وصار منبوذا مكروها. «صلاح» حفر لنفسه نقشا فى القلوب لأنه مصرى ابن مصرى ولم يفارق وطنه، ويلقب بـ«الفرعون المصرى»، ولم يهمل واجباً وطنياً وإنسانياً ليعين وطنه وأهله وقت الشدة.
«صلاح» دوما عند حسن الظن، فى كل مرة يضرب مثلاً فى حب مصر، «صلاح» يتبرع لتحيا مصر، لهذا يكرهه الإخوان كراهية التحريم، «صلاح» نموذج ومثال لأولاد مصر الطيبين، ولا مجال للمقارنة أبداً بين الأصيل والخسيس، بين مَن يحنو على أهله، ويبر وطنه بما أفاء الله عليه من فضل، ومَن جعل فى ماله واسمه نصيباً لجماعة إرهابية خرجت على المصريين تقتل فيهم وتسفك الدماء.. لا يستويان.