أنس هلال
في واقع صحفي شديد الروتينية والتقليدية ، وأمام مؤسسات “ثقيلة” عُرفت أنها تخنق الابداع وتحارب التجديد ، وفي مكان بسيط يقع غرب البنك المركزي بمنطقة وسط البلد ، وفي منطقه لا يوجد بها أي جرائد ، تخرج جريدة “منطقتي” المحلية ، وأيضاً موقع “زحمة” الإخباري ، في تجربة فريدة ومميزة عنوانها طموح ، وإصرار، وإبداع ، وبصمة شبابية بكل ما في طاقة الشباب من تمرد هادف وتحدي وأحياناً جنون ! ، فور أن تدخل المكان سترى بنفسك “حالة” إبداعية تعبر عن نفسها، وبين نسخ الجريدة وأعدادها المميزة ، وطاولة يوجد عليها مختلف أنواع الجرائد والمجلات العالمية ، ومكتبة صغيرة من كتب في الصحافة والأعلام تناقش الرسالة الإعلامية بشكل أكاديمي وأيضاً مهني ، لا تتخيل قدر المجهود الذي يبذله القائمون على هذا المكان فيكفي أنه من غرفة واحدة وربما أحياناً مكتباً واحداً قد تخرج عشرات الأفكار والموضوعات الصحفية المميزة ، والتي لا تقل في حرفيتها عن أكبر الجرائد في مصر بل ربما تتخطاها في أسلوبها الجديد والخفيف والمميز ، تستشعر وأنت داخل المكان وفي وجوه وحماس المتواجدين فيه أن هناك شعاراً واحداً ليشكل لوحة لا تراها ولكنها تحمل شعار ” هنا يولد الابداع والابتكار “.
يتحدث طارق عطية المؤسس والرئيس التنفيذي للبرنامج المصري لتطوير الإعلام EMDP عن فكرة المشروع الذي تخرج منه جريدة “منطقتي” وموقع “زحمة” مؤكداً أن الشركة كانت تعمل لفترات طويلة في مجال التدريب والاستشارات الاعلامية وقامت بأكثر من فاعلية مع أغلب المؤسسات الصحفية الكبرى في مصر وأيضاً على مستوى الوطن العربي ، وأنه تم تنظيم أكثر من فاعلية لمناقشة “الهايبر لوكال” أو الصحافة المحلية ، ويرى أن الصحف التي حاولت تقديم ذلك لم تقدمه بالشكل المطلوب ، فمن هنا جائت فكرة جريدة “منطقتي” لتكون نموذجاً يستطيعون من خلاله تطبيق الدراسات والأبحاث الخاصة بالصحافة المحلية وإنشاء نموذج حيوي يمكن الرجوع إليه كمثال تطبيقي ، وتقديم وظائف خدمية وتفسيرية لجمهور منطقة وسط البلد.
بينما قال يحيى وجدي ، رئيس تحرير جريدة منطقتي ، أنه برغم أن الجريدة تصدر شهرياً إلا أنه يتعامل مع الأخبار بشكل يومي وأحياناً لحظي للوقوف على كافة التفاصيل وأسبقية نشر الأخبار المهمة حيث يعتبر أن صفحة الجريدة على الفيس بوك هي الموقع الالكتروني للجريدة ، ومن تلك التغطيات اليومية يتم وضع التغطية النهائية في العدد الشهري وذلك بالتعمق في تفاصيل الأحداث وتطوراتها يوماً عن يوم ، كما يؤكد على صعوبة وأهمية هذه التجربة حيث أنه لا مكان إلا لنشر الأخبار بالغة الدقة لأن الجمهور دائماً أمامك ، وهذا المواطن هو مصدر الخبر وهو أيضاً جمهور وممول الجريدة في نفس الوقت.
ويؤكد هذا المعني أحمد يوسف الجمل محرر بمنطقتي ويقوم بأغلب التغطيات والأخبار الخاصة بالمنطقة ، ويؤكد على أهمية دقة الأخبار ومدى ما يتكلفونه من جهد من التوصل للأخبار وتفاصيلها ، ومن أبرز ما قام به أحمد هو تقديم “إنفوجراف”-رسم معلوماتي- عن مجمع التحرير بالأدوار والجهات الموجودة في كل طابق مما كان مجهوداً كبيراً أشاد به القائمون على المجمع ، حتى أنهم قاموا بتعليق الموضوع في صورة كبيرة داخل المجمع ،مما يشعره كصحفي أنه قدم شيئاً يستحق وأن مجهوده لم يضع هباء.
أما علي راشد المسؤول عن التحقيقات والأخبار بجريدة “منطقتي” فيقول:تعتبر “منطقتي” بالنسبة لي مرحلة تحول فارقة، فبعد عمل مكتبي دام لأكثر من أربع سنوات في الملف الثقافي، تحول الأمر إلى ما أريده فعليا وهو أن أكون “صحفي شارع” يعني بكل ما في الشارع من ثقافات مختلفة ومشاكل متنوعة، سمحت لي “منطقتي” بالولوج إلى عالم جديد للتحري والبحث عن المشكلة بكل جوانبها دون الاتجاه إلى وجهة نظر واحدة، ولعل أبرز المشاكل التي تناولتها كانت مشكلة الباعة الجائلين بكل زواياها ومتابعة كل ما يخصها سواء من الباعة أنفسهم أو الجهات المختصة، وعلى نفس الشاكلة كانت أزمة مقاهي البورصة، بينما وجدنا زوايا أخرى ناقشنا بها جراج التحرير الجديد ومشاكل الركن بوسط البلد والحديث مع السياس بالمنطقة وأزماتهم.
ونراعي خلال الموضوعات التي يتم تقديمها في الجريدة أن يكون لنا وجهة نظر في حل الأزمة ووضعها أمام المسئولين لعلهم ينظرون إليها بعين الاعتبار.
بينما موقع “زحمة” الالكتروني يقوم على فكرة مختلفة ، وهو من أول المواقع التي تخصصت في تجميع الأخبار وتلخيصها وتقديمها مباشرة للقارئ ، حيث يقول محمد خير رئيس تحرير الموقع : أن فكرة “زحمة” تأتي أنه أمام زحمة الأخبار كل يوم يقوم الموقع بتجميع أبرز ما جاء فيها وعرضها في وقت لا يستغرق القارئ 30 ثانية للإلمام بأبرز الأخبار اليومية ، كما يضيف الموقع وظيفة تفسير الخبر التي لا تقدمها أغلب المواقع عادة ، وذلك ليساهم في إيصال المحتوى الأخباري بشكل متكامل ، ويضيف قائلاً : “أن الموقع يتطور ببطء ولكن بثبات” وأن هناك أرضية جيدة وقراء للموقع برغم الإمكانيات المحدودة في الأفراد والأجهزة .
ويقدم موقع “زحمة” محتوى واسع يوميا، كما يقوم الموقع بترجمة قصص وتحقيقات وحوارات عن كبرى الصحف والمواقع العالمية، وكثيرا ما يسبق بترجماته العديد من المنصات الإعلامية العربية، وأشادت بدقة وأمانة ترجمات “زحمة” العديد من المصادر التي ينقل عنها الموقع ”
فيما يقول محمد عبد العزيز مدير المبيعات “رغم الصعوبات التي نواجهها على الجانب الإعلاني والمالي والتسويقي في وسط البلد، نظرا للطبيعة الخاصة للمنطقة، استطاع فريق المبيعات والتسويق أن يحقق نجاحا كبيرا، وأهدافا إعلانية قوية حيث استطاع الفريق استقطاب اكثر من 100 معلن للجريدة”
وفي سياق آخر قالت ناريمان شوقي – مسئول إداري بشركة -EMDP- والتي إنضمت للشركة في شهورها الأولى وعاصرت التجربة وتطورها ، أن الأمر في البداية كان محدوداً حيث كانت الجريدة بعنوان “منطقتي البورصة” ومع الوقت تعارف الناس عليها وهم معنا أيضاً طالبوا بالتوسع في التغطية حتى تطور اسمها لتصبح على اسمها الحالي “منطقتي وسط البلد” ليصبح تأثيرها وانتشارها واسعاً بين مختلف الفئات من طلبة الجامعة الأمريكية إلى السايس وحارس العقار مما يعد نجاحاً واسعاً للفكرة ، وشددت على اعجابها الكبير بطبيعة عملها وبالتجربة وبتلك الروح المتعاونة مع جميع المتواجدين هناك.
وهذا أيضاً ما أكدته سمر فتحي -المنسق الثقافي – على أنها أحياناً تفقتد هذا الجو المميز في العمل في يوم الأجازة ، وأنها اكتسبت الكثير خلال التجربة وأصبحت تنظر للمكان والشوارع بنظرة أكثر اختلافاً وثقافة ، وأكدت على أن طبيعة عملها كمنسق ثقافي ساهمت في التعرف على فاعليات وأماكن لم تكن تعرف أنها موجودة بمصر ، كما أن تأثير “منطقتي” أصبح واسعاً للدرجة التي جعلت بعض المسئولين التنفيذيين يطالبوها بضرورة أن يكون لديهم نسخ من الجريدة بشكل شهري.
وفي نفس السياق قالت أميرة محمد “فنانة” المكان ومصممة الاعلانات وأيضاً الشعار الخاص بكل من “زحمة” و”منطقتي” كما تشارك ببعض الرسوم الكارتونية على صفحات “منطقتي” – قالت أنها سعيدة جداً بتواجدها في هذه التجربة فبرغم تكدس المتطلبات والمجهودات التي تقوم بها إلا أن حبها للمكان تجعلها تستمر فيه كما أكدت على إعتازازها الكبير بشعار منطقتي وزحمة التي قامت بتصميمها مضيفة أن هذا يشعرها بالفخر كلما قرأ أحد الجريدة أو خلال اللقائات التليفزيونية لمؤسس الشركة.
وشاركها في الرأي زميلها المصور والمخرج الفني صديق عادل الذي أكد على أن المكان يختلف عن أي مكان شارك فيه وهذا ما يجعله يستمر حتى وإن كان يأتي إليه من مسافة بعيدة من مدينة أكتوبر حيث يسكن ، كما أكد على أن طبيعة عمله كمخرج فني تساعده في التقاط الصور وتسهل من رؤيته الفنية لها.
بينما رامي أشرف تقريباً هو من قادني للتعرف على المجموعة خلال اليوم الذي قضيته معهم وبرغم توليه أكثر من مسئولية حيث أنه يتولى مسئول إداري وحسابات كما يتكلف بالاعلانات والطباعة والتوزيع ، إلا أنه يحرص على التواجد في المكان لأكبر قدر ممكن مضيفاً أنه رغم عدم حبه للصحافة إلا أنه أحب التجربة والجهد المبذول فيها.
اقرأ أيضًا:
مصطفي بكري ضد استقبال السيسي لأمير قطر
السيسي: الإنترنت سلاح الإرهابيين الجديد
الجزيرة ساخرة: “6 أكاذيب لا تعرفها عن القناة القطرية”
حسن الرداد يقلد فيفي عبده في “زنقة ستات”
10 فيديوهات تثبت: على ربيع كوميديان يوتيوب الأول
“مز” و”خسيتي إزاي”.. أبرز تعليقات أولى حلقات “مذيع العرب”
سامح حسين باكيًا: بتخيل نفسي هموت
نقلًا عن القناة الأولى.. الفيديو الأكثر انتشارًا في القمة العربية
آخر النهار: قرية مصر تتكلم اللغة القبطية
7 لبنانيات في 7 سنوات على الحياة