مرة أخرى يعود حزب “هوليوود” بعد أن ظهر بقوة في حفل الأوسكار العام الماضي ليعلن بقوة رفضه لأوضاع سياسية بعد إنتخاب ترامب، عاد هذه المرة في جوائز جولدن جلوب المناسبة الثانية من حيث الأهمية بعد جوائز الأوسكار التي يجتمع فيها أبناء هوليوود من السينمائيين وتحظى باهتمام العالم، قرر أبناء هوليوود ارتداء لون موحد وهو “الأسود” تعبيرا عن تضامنهم مع ضحايا جرائم التحرش “الهوليودية” والتي أصابت ممثلات كثيرات! لينتصر مرة أخرى حزب هوليوود للقيم الإنسانية ويعلنها بقوة أمام العالم أنه ضد هذه الجرائم.
نرشح لك : الاوسكار ..وحزب هوليوود
هذه المرة النقد كان “ذاتيا” أو كما أشارت أوبرا وينفري “أصبحنا نحن القصة” فما حدث في”هوليوود “قدس أقداس السينما العالمية” خلال الأشهر الأخيرة في عام 2017 جعل أبناء هوليوود “فرجة” أكثر من أفلامهم التي تغزو العالم! كم الفضائح يفوق خيال مؤلفي السينما فالأسماء طالت الكثيرين الكبار قبل الصغار وعنوانها الكبير “التحرش الجنسي” وهي التهمة الأخلاقية التي التصقت بعمالقة في صناعة السينما هناك ! واللافت أن بعض تلك الحكايات التزم أصحابها الصمت لسنوات طويلة جدا! قبل أن ينفجر الجميع في “البوح” باسرارها ! وأكثرها كان ضد المنتج الأكثر نفوذا في هوليوود “هارفي واينستين” حيث تحدثت 30 فنانة إنهن تعرضن للتحرش الجنسي من قبله بينهم “انجلينا جولي” ! واللافت إن الأمر تحول إلى ما يشبه كشف جماعي للفضائح حيث توالت اتهامات على أسماء عديدة ومهمة من بينها المخرج جيمس توباك، الذي تتهمه 200 إمرأة في هذه القضية ! ولكن هوليوود التي قالت عنها مارلين مونرو في مذكراتها إنها “بيت دعارة مكتظ” قررت محاسبة المخطئين أخيرا!
وداعا للعنصرية
وفيما يبدو أن التغيير قادم بقوة فجاء حفل الجولدن جلوب بمثابة تحسين صورة هوليوود من العنصرية بجانب صرختها ضد التحرش، فصعد على المسرح أصحاب البشرة السمراء لنيل عدد من جوائز الجولدن جلوب أشهرهم على الإطلاق “أوبرا وينفري” التي أخذت التحية الأكبر من الحاضرين فور ظهورها لتتسلم جائزة “سيسل بي دوميل” وكأن ذلك زاد من حماسها فالقت كلمة ولا أروع هزت قاعة الاحتفال ووصل صداها إلى جميع أنحاء الكرة الأرضية، لما لا فهي “ملكة الكلام” وتعرف ماذا تقول ونجحت أوبرا في أن تكون ليلة الجولدن جلوب ليلتها بجدارة ولن ينساها أبناء هوليوود بسهولة وسريعا كان رد الفعل بعد الحديث عن نيتها للترشح لرئاسة الولايات المتحدة في 2020 وهو الأمر الذي قوبل بترحيب كبير!
أما الممثل ستيرلينج براون أول ممثل صاحب بشرة سمراء يحصل على الجولدن جلوب كأفضل ممثل فقال “أتمنى ألا نضطر للإننتظر 75 عاما أخرى لرؤية ذلك يتحقق”!
الكبار يتراجعون
الأمر الأخير اللفات في حفل الجولدن جلوب أن كل ترشيحات الإعلام توجهت قبل الحفل لصالح فيلمي كريستوفر نولان dunkirk وسبيلبرج the post خاصة لحصد جائزتي أفضل إخراج وأفضل فيلم على حساب منافسيهم ولكن المفاجأت لا تنتهي دائما فلم يحصل أيا من المخرجين على جوائز وأيضا أبطالهم الكبار “جدا” توم هانكس وميريل ستريب!
فأقتنص جائزة الإخراج المكسيكي “جييرمو ديل تورو” عن فيلمه The Shape of Water وهي الجائزة التي انتظرها نحو 25 سنة !أما أفضل فيلم فكانت من نصيب Three Billboards outside Ebbing والذي أقتنص ثلاث جوائز أخرى للكاتب “مارتن ماكدوناه” أفضل سيناريو، وأفضل ممثلة في عمل درامي لـ “فرانسيس ماكدورماند” وأفضل ممثل مساعد “سام روكويل”. الأن العالم على موعد جديد مع حزب هوليوود في حفل الأوسكار القادم، فماذا سيفعلون؟ هل سيوجهون نقدهم ضد ترامب وسياسته المثيرة التي لا تنتهي مرة أخرى؟