كيف خلد أبناء السيد بدير ذكرى والدهم بعيدًا عن الفن؟

شروق مجدي

دائمًا ما يتذكره الجمهور بالفنان الكوميدي، الذي قدم العديد من الأدوار التي أدخلت البهجة على قلوب الجماهير، كان بها من البساطة والتلقائية ما قدر لها أن تبقى في عقول الجماهير، فمن من المشاهدين لا يتذكر شخصية “عبد الموجود” بن عبد الرحيم كبير الرحيمية قبلي، الذي جسده الفنان السيد بدير، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم.


في القاهرة بدأ الحلم

السيد بدير الذي ولد في أبو شقوق مركز كفر صقر، بمحافظة الشرقية، في 11 يناير عام 1915، استقرت أسرته في القاهرة، وبدأت علاقته بالتمثيل أثناء دراسته المدرسية، حيث قام بالانضمام لفرقة التمثيل، وفور حصوله على البكالوريا التحق بكلية الطب البيطري.

الفنان يهزم الطبيب

عشقه للتمثيل دفعه لترك مهنة الطب، وبدأ مسيرته الفنية عام 1937، من خلال تأليف فيلم (تيتاوونج) وكذلك قام بالتمثيل فيه، وتتابعت بعد ذلك أعماله السينمائية والمسرحية كممثل، ولكنها كلها لم تقرب من البطولة، ومع ذلك ارتبط بها الجمهور.

كان للمخرج الكبير صلاح أبو سيف دورًا كبيرًا في مسيرته الفنية حيث أنه أول من التفت له فطلب منه أن يكتب له سيناريو وحوار فيلم ”دايما في قلبي”، ومن أشهر الأفلام التي شارك فيها كمؤلف ”بائعة الخبر”، ”بين السماء والأرض”، ”الملاك الظالم”، ”القلب له أحكام”، ”رصيف نمرة 5”، ”شاطئ الذكريات”، و”إسماعيل ياسين في البوليس”.

تنوعت أعمال “بدير” بين التأليف والتمثيل فقدم أعمالًا مثل (جعلوني مجرما، تحيا الرجالة، حميدو)، وبدأ عمله كمخرج عام 1955 من خلال المسرح في مسرحية (صاحب الجلالة)، لتتوالى أعماله الإخراجية بعدها بين المسرح والسينما وكان أبرزها (سكر هانم، أم رتيبة، نصف عذراء، حب وخيانة)، وأخرج العديد من التمثيليات الإذاعية.

الزوجة الثانية

أما في حياته الشخصية فقد تزوج “السيد” مرتين، المرة الأولى كانت من خارج الوسط الفني، وأنجب في تلك الزيجة عدد من الأولاد، أما الثانية كانت من الفنانة شريفة فاضل، وكانت تصغره في السن بأعوام كثيرة، لكنها وافقت على الزواج منه رغبة في أن يساعدها في مسيرتها الفنية، لكنه كان شديد الغيرة عليها وكان يحاول إبعادها عن الساحة الفنية.

بدير أبو الشهيد

شهد الفنان خلال حياته وفاة ابنه من الفنانة شريفة فاضل شهيدًا في حرب أكتوبر، وكان لذلك أشد الأثر عليه صحيًا حيث تدهورت صحته وفقد الكثير من وزنه، حتى أصبح نحيفًا جدًا بصورة مغايرة عن التي عرفه الجمهور عليها.

بدير أبو العالم

كان للفنان ابن آخر من زوجته الأولى، وقد توفي هو الآخر، ولكن بعد وفاة والده، إلا أنه أحيى ذكر اسم السيد بدير، فسعيد السيد بدير، عالم الأقمار الصناعية الشهير، قد لمع اسمه، وحقق نجاحات متعددة في مجاله جعلت أنظار الدول الأجنبية تطالبه بأن تكون أبحاثه لصالحها وتهدده بالقتل لو لم ينصاع لها، ورفض ذلك تمامًا وقرر العودة من ألمانيا خوفا على حياته إلى مصر، وبعدها بفترة وجيزة وُجد ملقى من الدور الرابع، وأشارت زوجته إلى أن أوراقه البحثية سُرقت، مما يؤكد وجود شبهة جنائية في الحادث.

نهاية المسيرة

وخلال مسيرته الفنية التي اقتربت من الأربعين عامًا أخرج “بدير” 36 عملًا، وشارك كمؤلف في 93 عمل فني، ومثل في 68 فيلم ومسرحية، وتوفي “بدير” عن عمر يناهز 71 سنة عام 1986.