والحكاية أننى كنت فى (فيرجن سيتى ستارز)، أمارس هواية كل محدودى الدخل فى البحث عن (تيكيت) سعر أى منتج أكثر من المنتج نفسه، وأكافئ عينى بالنظر إلى ما خف حمله وغلا ثمنه وتزهزه شكله واستحال شراؤه.. وإذ بى فجأة أمام عجيبة العصر والأوان، فقد رأيت جهاز تليفزيون مترامى الأطراف، وقد لطعوا عليه سعر ثلاثمائة ألف جنيه.. أينعم حضرتك.. ثلاثة وبجوارها خمسة أصفار فى عين العدو.. ولولا أننى تأكدت أكثر من مرة من كلمة (TV) الملطوعة عليه لحسبته جهاز انتقال آنى من بتاع (ملف المستقبل)، أو جهاز انتقال فى الحاجز الزمكانى الذى لا أعلم ما هو، فإن لم يكن كذلك، فما قولك فى جهاز سعره 300 ألف جنيه؟.. ومَن الفايق الرايق الذى سيشترى جهازا واحدا من أجهزة بيته بهذا المبلغ؟ لا تقنعنى أن هذا الجهاز يختلف عن أى جهاز تليفزيون يعرض لك مئات القنوات التافهة، وربنا هُوّه هُوّه، دعك من كمية الأرقام والحروف المتشابكة على حامل العرض، التى تبين كيف أنه معجزة المعجزات، فحتى لو استطاع هذا التليفزيون أن يخرج لى الممثلين ليجلسوا معى على الكنبة لنتناقش فى أدوارهم ونقترح نهاية للمسلسل لما استحق هذا المبلغ بالنسبة لى.. 300 ألف جنيه ياظلمة! يعنى شقة فى الحلمية أو المطرية بلكونتها ع الشارع.. يعنى مرتب مدرسة كاملة بمدرسيها بمشرفيها بعد تطبيق الكادر.. يعنى مفردات مرتب طبيب حديث التخرج لمدة ثلاثين سنة قُدّام.. يعنى شقة إسكان شباب فى الشتاء ومعها فى نفس (الباكدج) شاليه فى مرسى مطروح فى الصيف.. يعنى لو كانت كل قناة فيه بفلوس، فسأموت حتما قبل أن أجمع باقة الـ (إم بى سى).. حاشا لله أن أكون حاقدا على صاحب هذا التليفزيون المنتظر.. ولكن كل ما أتمناه أن أشوفه.. أشوووووفه!
نقلاً عن جريدة التحرير
اقـرأ ايضـا :
أول قضية ضد قناة TeN والسبب سمير صبري
طارق الشناوي: عبد الحليم وأنا أول وآخر مرة!!
مشادة حادة بين مراسلة cbc و بدرية طلبة
تهديدات بالقتل لمدير عام الـ “BBC” بسبب “كلاركسون”
محمود سعد يقارن بين موقف تميم وجولدا مائير
داعية مغربي يسئ لمصر وفاطمة ناعوت تهدد بالانسحاب
وزير خارجية العراق ينفعل على وائل الإبراشي