أن تقدم صحافة متخصصة بأي أنواعها فأنت أمام معضلة رئيسية وهي كيفية توصيل تلك المعلومات المتخصصة لكافة الجمهور، بمصطلحات مبسطة وسهلة يمكن لأي قارئ مطلع على ذلك النوع من الصحافة أن يستوعبها، لكن أن تقدم صحافة مخصصة للأطفال، فأنت أمام المعضلة الكبرى، وهي تقديم العالم كله لهم بلغة يستطيعوا فهمها، ودعمهم بكافة القيم بطرق غير مباشرة يستوعبوها ولا يملون منها في نفس الوقت، تلك كانت المعضلة الأهم التي عمل عليها فريق موقع “فارولاند” المخصص للأطفال والذي يقدم لهم المعلومات بعدة طرق أبرزها الرسوم الكارتونية.
نرشح لك: كيف كانت ستبدو أصوات نجوم الغناء إذا شاركوا بـ “The voice kids”؟
خطة “فارولاند” لتطوير المحتوى
انتقل “فارولاند” من خطوة تقديم الكبار للمحتوى بطريقة يستوعبها الأطفال، إلى مرحلة جديدة وهي قيام الأطفال بنفسهم بتقديم تلك المعلومات للأطفال من خلال برامج تعرض على الموقع، وتقدم العديد من الموضوعات المختلفة، وبطرق مختلفة، تبتعد كلها عن التلقين المباشر، وكان أمس هو أول أيام اختبار أداء للأطفال المتقدمين ليصبحوا مذيعين بتلك البرامج.
انتقل موقع “إعلام دوت أورج” إلى موقع “فارولاند” لينقل فعاليات اليوم الأول ويرصد أحلام هؤلاء الأطفال في التقديم، من خلال الدخول إلى كواليس اختبارات الأداء.
“مطبخ كيوت” و “رحالة” .. أبرز أفكار البرامج
“مش عايزين الكبار يقدموا حاجة للأطفال” هكذا بدأت هالة صموئيل، مخرجة برامج الموقع، حديثها حول اختبارات التقديم التي أقيمت اليوم، مؤكدة أن أفكار البرامج التي سيقدموها ستكون مختلفة، مثل برنامج “مطبخ كيوت” الذي يعرض للأطفال وصفات أكل لا يحتاجوا فيها إلى استخدام أية آلة حادة أو يلجأوا إلى استخدام “البوتاجاز” ومن خلال حلقات البرنامج سيستطيع الطفل خدمة نفسه في حال أن ترك وحيدًا.
عرضت “هالة” أفكار أخرى لبرامج سيقدمها الأطفال من خلال الموقع في الفترة القادمة مثل برنامج “رحالة” الذي سيدور في شوارع مصر ويحكي تاريخها وسبب تسمية تلك الشوارع والقصص التي حدثت في الأماكن التي يقوم بزيارتها مقدم البرنامج، وهناك برامج عن الموضة ستكون حلقة وصل بين الأطفال وأمهاتهم.
معايير اختيار المتقدمين
وعن اختبارات الأداء قالت إنها تحدث من خلال تصويرهم حلقات من برنامج “كلام صغار” مع مقدمه “سبع” وهو عبارة عن حوار مع الطفل حول مصطلح معين، يتسم الحوار بالضحك ومحاولة معرفة مواهب الأطفال وفي نفس الوقت يتم تقديم معلومة خلال الحلقة يستطيع الطفل استيعابها بسهولة، وخلال تصوير الحلقات يتم اختبار قدرة الطفل على الوقوف أمام الكاميرات، وقياس سرعة البديهة، ومخارج الألفاظ.
أشارت إلى أن السن المطلوب هو بين 9 سنوات و12 سنة، مضيفة أنه كان هناك جزء أول من برنامج “كلام صغار” لم يكن موجود به مقدم من الكبار، معلقة على الصدمات التي رأوها خلال الجزء الأول من البرنامج بسبب تلقائية هؤلاء الأطفال في حديثهم
صدمات “كلام صغار”
ومن جانبه قال يوسف سامي، المعروف بسبع الليل، مقدم برنامج “كلام صغار”، إن ذلك هو أول جزء يقوم بتقديمه في البرنامج، معلقًا على ما يتلقاه من صدمات في الفقرة التي يقوم الطفل فيها بدور المذيع بسبب الأسئلة التي يوجهوها له، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي من البرنامج إلى جانب تقديم معلومة جديدة بطريقة غير مباشرة ولطيفة هو تعويد الأطفال على التعامل مع الكاميرات.
“الطبخ والفاشون” أبطال برامج البنات
وبالانتقال إلى الأطفال المتقدمين تجد طاقة إيجابية خلال الحديث معهم حول أحلامهم والسبب وراء رغبتهم في تقديم البرامج، فملك محمود، أحد الأطفال المتقدمين، تجلس في انتظار دورها في الاختبار وهي ترسم بعض الفساتين، وعند الحديث معها تروي بشغف حبها الشديد للأزياء وتصميمها، مشيرة إلى أنها تصنع الملابس لعرائسها، وترغب أن تستطيع تصميم “فستان” ترتديه هي وعرائسها، أما حلمها الرئيسي فهو أن تصبح مقدمة برامج حتى تستطيع اكتشاف كل المواهب التي لا يعرفها أحد.
“كان نفسها تبقى دكتورة بس دلوقتي بتحلم تبقى زي سالي فؤاد” هكذا تحدثت مروة خليل والدة الطفلة حنين، راوية أن ابنتها كانت تحلم أن تصبح طبيبة لكن بعد مشاهدتها قناة سي بي سي سفرة أصبحت تحب “الطبخ” وتحلم أن تصبح مثل سالي فؤاد، مضيفة أنها تقف أمام المرايا في غرفتها وتقوم بدور المذيعة لتعرض وصفات الأكل التي تشاهدها في برامج القنوات المختلفة.
منافسة الأشقاء
تواجد خلال اختبارات الأداء العديد من الأشقاء الذين أتوا سويًا بمواهب مختلفة راغبين في تقديم مواهبهم للجميع، منهم عز الدين وشقيقه زين، اللذان تحدثا عن رغبتهما في عرض مواهبهم التي تتمثل في الرسم وعمل الأشكال المختلفة بالصلصال، كما تحدث “عز الدين” عن تميزه عن شقيقه بأنه يستطيع صناعة أشكال مختلفة بالورق منها شخصية “مازنجر”.
الضابط المذيع
وهناك أيضًا يوسف وائل الذي يحلم أن يصبح ضابط شرطة يحمي الناس في الشوارع ويحافظ على بلده وفي نفس الوقت يحلم أن يصبح مذيعًا ليقدم الأخبار للناس بصورة صحيحة، أما شقيقته جودي، فكانت تحلم بتقديم برنامج فني اسمه “أعمال فنية” تقدم من خلاله المواهب المختلفة، مشيرة إلى أنها تحب التمثيل كثيرًا إلى جانب الغناء.
عقدة “الواسطة”
أما علي، أحد الأطفال مقدمي البرامج في الموقع بالفعل، فإنه يتحدث عن حلمه أن يصبح مثل منى الشاذلي عندما يكبر ويستطيع أن يستضيف الناس ويروي حكاياتهم، متفاخرًا بامتلاكه عدد من المواهب مثل الغناء والتمثيل، وتقديمه عدة حفلات في الأوبرا وفي الحفلات الرئاسية في الفترة الأخيرة، وتروي والدته أنه أصبحت لديه عقدة بسبب انتشار الواسطة في كافة المجالات المتعلقة بالأطفال وبسبب ذلك يخسر العديد من الفرص التي كان يستطيع الحصول عليها بموهبته، مشيرة إلى أنه يرغب في تقديم برنامج عن “واسطة الأطفال”