رغم النجاح الجماهيري غير المعتاد سينمائيا للفنان رامز جلال مع أحدث أفلامه ” رغدة متوحشة ” إلا إنه أصبح في مأزق، وهو ماذا سيقدم بعد ذلك لجمهوره في السينما بعد أن تأكد أن نجاحه أرتبط بما قدمه في البرامج؟! فالنجاح يُنسب بشكل كبير للكاركتر النسائي الذي جسده بشكل كوميدي خلال الفيلم فهل سيقدم سلسلة أعمال بنفس الكاركتر؟
نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: “Darkest Hour”.. سينما “تبييض” الوجوه!
قدم رامز جلال في الفيلم “حرفته” الفنية المعتادة والتي قدمها بنجاح كببر في برامج “المقالب” الشهيرة واختار في هذا الفيلم التنكر في شخصية سيدة تُدعى “رغدة”، وفي نهاية الفيلم شخصية العجوز الذي ظهر في أحد مواسم برامجه، وبالطبع رامز كان لديه مشكلة عدم تحقيق نجاح مواز لنجاحه الكبير في برنامجه الرمضاني الذي يقدمه في السنوات الأخيرة؛ فجميع أفلامه حققت نجاحا متوسطا حافظ له على التواجد فقط في السينما، وكأنه كان يعلم أن مفتاح سر نجاحه السينمائي يكمن في تقديمه لذلك “القالب” الفني وبالفعل حقق الفيلم حتى الآن أكبر إيرادات في الموسم الحالي خلال أيام عرضه الأولى والتي تقترب من “إجمالي” إيرادات أخر أفلامه! ويبدو أن رامز كانت لديه الفكرة منذ فترة طويلة ولجأ إليها مؤخرا لضمان تحقيق النجاح الذي يتمناه في السينما منذ سنوات، الفيلم “مسلي” وبسيط ويقدم مواقف كوميدية صنعت بشكل جيد مبنية على المفارقة التي تنتج عن شخصية البطل الذي يتنكر في شخصية فتاة الإعلانات “رغدة” في علاقاتها مع من حولها، ويعتبر من أفضل أعمال رامز جلال في السينما، حتى على مستوى فريق العمل حيث أضاف بيومي فؤاد ومحمد ثروت بشكل كبير للمواقف الكوميدية، وقدمت ريهام حجاج عددا من المشاهد الجيدة في حين لم يتم الاستفادة من وجود نسرين أمين؛ فكانت ضيف شرف! وكان من ممكن الاستفادة من وجود خط الزوجة السابقة في السيناريو بشكل أفضل.
اللافت أن أداء رامز في مشاهد “كاركتر” شخصية رغدة يتفوق فيها “تمثيليا” على مشاهده في الشخصية التي يقدمها في الفيلم! ويبدو أنه لا يجيد التألق إلا في التنكر! ولا أعرف هل استنزفت البرامج موهبة رامز جلال “الممثل”؟! فتفاعل الجمهور معه في صالة العرض مختلف تماما عن الكاركترات التي قدمها، حتى أنه بدأ الفيلم بمشهد يقوم فيه “بمقلب” في صديقه وكأنه يذكر المشاهد ببرنامجه! وكان عليه أن يحاول تقديم عمل كوميدي بعيدا عما يقدمه في برامجه ويستعين بالكوميديانات الجدد. حاول رامز بذل جهد واضح في هذا العمل ولكن تجسيده لشخصية رغدة طغى على الشخصية الرئيسة بالعمل وأداءه جاء ضعيفا وكان الجمهور يمل في المشاهد التي لا تظهر بها شخصية “رغدة” ولم تظهر بصمات المخرج على أداء البطل أو سيناريو العمل، فكأنك تشاهده في حلقة طويلة من برامجه الشهيرة.
بيومي فؤاد رغم استنزاف موهبته في المسلسلات والبرامج والأفلام إلا إنه جسد شخصية مخرج الإعلانات بشكل جيد ومعه الكوميديان محمد ثروت، وجودهما ساهم كثيرا في صناعة المواقف الكوميدية وأضافا للفيلم بتلقائيتهما وقبولهما لدى الجمهور..