سامح عيد: عزيزى إسلام بحيرى

من المؤكد أنك أثرت جدلا كبيرا ازداد وارتفع فى الآونة الأخيرة إلى آفاق أخرى، وأنا أتفق معك فى الجزء الأكبر من المضمون المقدم، ولكن أختلف معك فى مستوى الحدّة التى تصل إلى السخرية فى كثير من الأحيان، وربما تعرف أن كثيرين يتحركون من نفس المساحة، وهى أن التراث فى حاجة إلى المراجعة والنقد، ولكن المعركة بدأت تأخذ أبعادا شخصية أكثر منها موضوعية.

فمقابل سلاح الحدة والسخرية منك ومن بعضنا أحيانا، فلا أعفى نفسى من استخدام بعض الألفاظ الحادة أحيانا، وربما يؤثر هذا على النتائج المرجوة، وخصوصا أن حديثنا نخبوى بدرجة كبيرة، وحديثهم موجّه إلى الدهماء والغوغاء وهؤلاء هم من قتلوا النسائى ضربا بالأحذية والنعال، وحاصروا الطبرى وقذفوه بالحجارة وحاصروه فى بيته ورفضوا دفنه فى مدافن المسلمين، وهم من قتلوا فرج فودة وحاولوا قتل نجيب محفوظ ومكرم محمد أحمد وغيرهم، وهذا الكلام ليس خوفا أو جُبنا، فالأعمار بيد الله، ولكن حتى لا يضيع الهدف فى معارك جانبية، ويأتى عدد من الدهماء ربما كانوا بعيدين عن معركة الإرهاب الحالية وينزلقوا إلى الإرهاب، وخصوصا أن بعض المشايخ لا يتورعون عن هذا التحريض، بل إن بعض مقالات مجلة «الأزهر» هذا الشهر كانت فى اتجاه التحريض المباشر، رغم تصريحات الرئيس بأن الجنة ليست للمسلمين وحدهم.

ولكن الطرف الآخر يقاتل بشراسة، وفى الخناقات من هذا النوع لا يخرج أحد سالما، هل نستطيع الدعوة لمبادرة للجلوس معا؟ عدد من شيوخ الأزهر الممثلين لشيخ الأزهر أو شيخ الأزهر نفسه، وعدد من الباحثين أنت على رأسهم، والدكتور سعد الدين الهلالى كأزهرى تنويرى، ولا مانع من بعض قادة التيار السلفى، وهذه الجلسة ليست للاتفاق الفكرى، فهو بعيد المنال فى تلك اللحظة، لأن بون الاختلافات ما زال شاسعا، وإن كان من الممكن تضييق المسافة فى بعض المحاور، ولكن نتفق على مبادئ عامة فى النقد نلتزم بها، الالتزام من جانبنا بعدم التجاوز أو الحدة فى الألفاظ، أو السخرية، وأن يتجنبوا هم التكفير والاتهام بمعاداة الدين وأنها حرب على الإسلام وهذه المترادفات جميعا، وعدم تحريض الدهماء بأى لفظ كان، وأن نحقق درجة من التواصل الإنسانى تمكننا من التواصل لاحقا، إذا حدث تجاوز من أحد الأطراف، وخصوصا أن الكاتب الكبير حمدى رزق دعا فى مقاله فى «المصرى اليوم» إلى هذا، وأنا معه فى هذا الاتجاه، وخصوصا أنك قلت فى إحدى حلقاتك إنك لا ترفض البخارى كلية ولكن 40 و60، وقلت «وحنمشيها 50 و50» ولكن تحت ضغط الهجوم الشديد، وهو أقوى مئات المرات دون مبالغة من الهجوم الذى ناله فرج فودة أو عبد الرازق أو غيرهم، تحت هذا الضغط تحدثت عن الحرق والدفن الكلى.

«قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)» سورة آل عمران. هذه الآية تناشد أهل الكتاب جميعا على أساس أن المشترك هو عبادة الله، فما بالك أن المشترك هو عبادة الله وأن محمد رسول الله؟ وخلافنا على البخارى وابن تيمية وابن حنبل. أتمنى أن يوافق الأزهر وجميع الأطراف، إذا كنا فعلا نأخذ بالقرآن وتعاليم الإسلام.

نقلًا عن “جريدة التحرير”

 

 

اقرأ أيضاً

6 إبريل.. الحكم علي موسي في سب هشام عبد الله

“ده بجد” …. إهداء لـ “كذابين” السوشيال ميديا  

 الحسيني عن أمير قطر: لا يحمل أي مبادئ  

 أميتاب باتشان بين شريف عامر ومنى الشاذلي ..الإنفراد لمين؟   

الأمير: إيقاف هناء حمزة عن العمل لحين انتهاء التحقيقات

وفاة والد الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى

أبو حفيظة في لقاء مفتوح مع طلاب “أكاديمية الشروق”

إبراهيم عيسى عن استقبال السيسي لتميم: اللي يعمل غير كده يبقى قليل الأصل

محمد عطية: بعد الرقصة دي مش هعرف ادخل مصر

المسلماني عن علي عبد الله صالح: تموت اليمن وهو لا يموت

عمرو أديب: يلعن الأنبوبة اللي وصلتنا لمركز 130 في السعادة

رانيا بدوي: السيسي ينحت شرعيته