أحمد عدلي
بانتهاء التحقيقات مع الشيخ وليد آل إبراهيم رئيس مجلس إدارة قنوات mbc وعودته إلى منزله ومباشرة عمله، تبددت مخاوف كثيرة بشأن مستقبل مجموعة قنوات mbc، المجموعة التي تستحوذ على حصة الأسد في الإعلانات خليجيًا وتنافس مصريًا بقوة؛ صحيح أن هناك حالة من الترقب لمعرفة ما إذا كان “آل إبراهيم” سيتبع نهجًا مختلفًا في التعامل مع قنواته الأنجح والأشهر والأوسع عربيًا أم لا، إلا أن جميع المؤشرات تشير إلى أن العمل بـ mbc يسير كالمعتاد، حتى خلال فترة غيابه لم يكن هناك تأثير ملحوظ على المجموعة على مختلف المستويات.
نرشح لك – من أعلن خبر الإفراج عن وليد آل إبراهيم؟
الشيخ صاحب الـ57 عامًا هو رائد حقيقي من رواد الإعلام والتليفزيون في آخر 3 عقود؛ ريادة حملت مغامرة كبيرة في توقيت لم يكن هناك اهتمام سوى بالتليفزيونات الرسمية للدول، مع انطلاقة على استحياء للشبكات المشفرة. استفاد من دراسته في الولايات المتحدة للإعلام وكوَّن رؤية مستقبلية حملت استشرافًا للمستقبل؛ فكانت سببًا في نجاحه في التحول من مالك لشاشة قناة واحدة باسم مركز تليفزيون الشرق الأوسط، إلى شبكة إعلامية تعد الأهم والأعلى سعرًا على المستوى العربي، حيث تصل قيمتها المالية بحسب تقديرات مواقع اقتصادية متخصصة إلى ما يناهز 3.5 مليار دولار.
نرشح لك: استطلاع: من تتوقع فوزه بلقب الموسم الثاني من the voice kids
“آل إبراهيم” الذي يمتلك علاقات جيدة مع العائلة المالكة في السعودية، كان مبادرًا على الانفتاح، كانت رؤيته تسبق ما تحقق مستقبلاً بالمنطقة العربية وليس السعودية فقط، فعند إطلاقه لـ mbc اختار لندن التي كانت ولا تزال وجهة المحطات العربية. استعان بكوادر من هيئة الإذاعة البريطانية لبناء المجموعة قبيل ظهور أي منطقة إعلامية حرة في الشرق الأوسط، ومع بداية المدينة الإعلامية والاهتمام بالأستوديوهات والبث المباشر كان قراره بتحويل مقر الأستوديوهات لتكون بين دبي والقاهرة ويتحول المركز الرئيسي للمجموعة إلى الإمارات، في خطوة زادت من قرب mbc للمشاهدين وجعلتها تحافظ على ريادتها.
خلق الشيخ السعودي الذي جدد البيعة للعاهل السعودي وولي العهد استباقاً لحالة الانفتاح، ولم يرهبه الابتزاز الذي تعرض له لفترات باسم الدين، لم يعارض الأراء المتشددة التي يصدرها علماء في وطنه، لكن في نفس الوقت منح الفرصة لعلماء آخرين مستنيرين للظهور على الشاشة ومخاطبة الجمهور. فتح أبواب mbc لجميع الأصوات والتيارات، لم يُقصِ تيارًا أو يستبعد آخر لمجرد الخلاف في الرأي، صحيح أنه واجه صعوبات في فترات لكن الأزمات التي مرت عليه كان يخرج في كل مرة منها أقوى مما سبق.
فصل “آل إبراهيم” ترأسه لمجلس إدارة المجموعة وملكيته لها عن الإدارة، ووضع النظام المؤسسي الصارم على جميع العاملين؛ منحهم حقوقهم حتى في أسوأ الأحوال، فكان ولاؤهم وأفكارهم سببًا في نجاح mbc. إدارة حولت الموظفين إلى مبتكرين ومجددين لا يشعرون بالرضا الكامل عن ما يقدموه، ولا يشبعون من النجاح الذي اعتادوا على أن يكون رفيقهم في غالبية مشاريعهم الجديدة، بينما يكون الإخفاق محفزاً للعودة إلى الأمام سريعًا.
نرشح لك – مفاجأة.. أحلام تعود لـThe Voice
عاد الرجل الخمسيني من الريتز كارلتون، إلى الشبكة التي أسسها قبل نحو 27 عامًا، وعاد معه الاطمئنان، ليس للمعلنين والشركات التي تمتلك عقودًا مع mbc ولكن لسوق الإعلام بشكل عام والخليجي منه بشكل خاص، لا سيما وأن أي من القنوات والشبكات العربية خليجيًا لم تنجح في محاولات على مدار سنوات بمجاراة ما تقدمه mbc من محتوى وما تحققه من نسبة مشاهدة، وهو أمر تأكد أنه ليس مرتبطا فقط بالإنفاق الضخم سواء على المحتوى أو الدعايا ولكن ببناء الثقة مع الجمهور وتلبية اهتمامته باختلاف المكان المتواجد، وهو ما تحقق بالمحطات المتنوعة التي أطلقتها وحافظت فيها على النجاح، بداية من 2 mbc التي تعتبر أنجح شاشة مفتوحة للأفلام الأجنبية، مروراً بـ3 mbc المخصصة للأطفال وغيرها من القنوات.
يملك وليد آل إبراهيم القدرة على توجيه الاستثمارات المالية في الإعلام بالطريقة الصحيحة، في الوقت الذي تعاني فيه محطات تليفزيونية من تضخم ميزانيتها. تقف mbc على أرض صلبة على خلفية تحقيق أرباح سنوية، أرباح جاءت من خطط وتوجيه للإنفاق بشكل سليم والسعي للصدارة؛ وهو ما برز بوضوح عند إطلاق “mbc مصر” التي لم تحظَ في عامها الأول بالنجاح المناسب قبل أن يتم تغيير الإدارة وتصحيح الوضع لتكون واحدة من أقوى المحطات التليفزيونية التي تنافس محطات مصرية عريقة.
رغم المنصات الإعلامية التي يمتلكها وليد آل إبراهيم والتي تضم أكبر عدد من متابعي المواقع والقنوات العربية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه يُفضل الابتعاد عن الاضواء، فظهوره النادر بين الحين والآخر يتحدث فيه بكلمات محددة وأحاديث واضحة حول السياسات العامة.