من المعروف أن الملابس الرسمية هي الزي الموحد لدى رؤساء الدول والحكومات والسياسيين الذين يشغلون مناصبًا هامة، فقد كان استخدام الملابس بشكلها الرسمي حتى وقت قريب يعكس نوعًا من أنواع التواصل السياسي، لكن حينما تظهر بعض التغييرات لدى أهل السياسية فيما يخص المظهر الخارجي، حينها يمكن أن تسبب تلك المظاهر الجدل وتثير الضحك والسخرية أحيانًا وهو ما حدث مؤخرًا حينما ارتدى جاستين ترودو رئيس الوزراء الكندى زوجًا من الجوارب منقوشًا عليها رسم للبط باللون الأصفر.
نرشح لك: الوليد آل إبراهيم.. رائد الإعلام الذي استشرف المستقبل مبكرًا
فحتى وقت قريب كانت الجوارب عند أهل السياسة تقتصر على الألوان القاتمة السوداء غالبًا، حتى تكون ملائمة للملابس الرسمية التي يرتديها قادة الدول والسياسيين، لكن اختلف الوضع مؤخرًا حيث ظهرت بعض المشاهد التي أصبحنا نرى فيها السياسيين يرتدون جوارب تحمل تصاميم وألوان مختلفة وأحيانًا يكون هناك هدف خفي ورسالة يحملها البعض وتكون وسيلة إيصالها هي زوجًا من “الجوارب”.
سبب ارتداء “ترودو” لجوارب البطة
أثار “ترودو” رئيس الوزراء الكندى الجدل، بعدما ارتدى زوجًا من الجوارب منقوشًا عليها رسم للبط باللون الأصفر، وذلك أثناء حديثه مع الباكستانية مالالا يوسفزاي، الحائزة على نوبل للسلام.
وعلى عكس ماتوقعه الكثيرون بأن يرتدي رئيس الوزراء ملابس تناسب جدية المناسبة إلا أنه خرج بـ غير المتوقع، حيث ارتدى جوارب أرجوانية اللون مشرقة مزينة ببط مطاطي أصفر.
كان رئيس الوزراء الكندي قد حضر الدورة الـ48 لمنتدى دافوس العالمي في مدينة دافوس السويسرية، ورغم جدية القضايا التي يتم تناولها خلال اجتماع بشأن أهمية التعليم في تمكين النساء والفتيات إلا أن ترودو، حرص على إضفاء طابع من المرح على مظهره، من خلال جوارب بألوان مبهجة لكن الأمر لم يقتصر على المرح وإثارة السخرية فحسب لكن كانت الجوارب التي ارتداها تحمل رسالة للإنسانية فقد ارتدى “ترودو” الجوارب المضحكة غير آبة بما يقال عنه فقط لدعم شاب أمريكى يدعى “جون كرونن” مصاب بالتوحد يمتلك شركة جوارب غريبة تسمى “جونس كريزي سوكس”، وهي شركة أمريكية تبيع جوارب بأشكال وألوان غريبة، وبسبب فكرتها حققت مكاسب 1.4مليون دولار فى عام واحد، وقد شارك رؤساء دول إلى جانب ترودو في دعمها مثل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
الجوارب الملونة تحمل رسالة:
لكن تلك المرة لم تكن الأولى لرئيس وزراء كندا جاستن ترودو التي يرتدي فيها جوارب ملفتة للنظر، فقد تمكن من لفت الأنظار إلى جواربه في عدة مناسبات أخرى حتى أنه أطلق على تصرفه ذلك اسم “دبلوماسية الجوارب الملونة”.
ففي إحدى المناسبات شارك “ترودو” مسلمي بلاده احتفالهم بعيد الفطر، حيث ارتدى جوارب ملونة كتب عليها باللغة العربية “عيد مبارك”، وهذا الأمر لم يسبقه أحد من قبل لذلك ينظر إليه الكثيرون على أنه يساند تعدد الثقافات في بلاده.
كما أنه في إحدى الاجتماعات بشأن مسئولية الشركات ودور المرأة في تغيير العالم، ارتدى ترودو جوارب بلون أزرق فاتح، وعليها نقاط سوداء كبيرة، وأيضًا ارتدى واحدًا يحمل صورة شخصية “تشيوباكا” من فيلم حرب النجوم (ستار وارز)، عندما التقى رئيس صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد.
وقام بلفتة ذكية أخرى عندما ارتدى جوارب خلال اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، حملت علم الناتو.
وفي مقابلة تلفزيونية في برنامج “لايف مع كيلي وريان” ظهر ترودو مرتديا جوارب حمراء اللون مزخرفة بأوراق نبات تتوسط علم كندا.
عدوى الجوارب تحولت إلى هدايا:
يبدو أن ترودو قد نقل فكرة جواربه إلى العديد من القادة والدبلوماسيين فقد لفتت جواربه أنظار الرئيس الأسبق أوباما وأنجيلا ميركل المستشارة الألمانية.
كما أن فكرة الجوارب أصبحت كالعدوى التي تصيب السياسيين ففي زيارته للعاصمة الأيرلندية دبلن اجتمع ترودو مع نظيره الأيرلاندي ليو فاداكار الذي ارتدى جوارب حمراء زاهية تحمل صورة “المونتيز” الكندى أو إلى جانب اوراق شجر القيقيب أسوةً بنظيره، وقد سلط فاداكار الضوء على جوربه الأحمر ورفعه أمام الكاميرات قبل أن يقدم لضيفه قميص رجبى أيرلندى وزوج من الجوارب الخضراء.
وأيضًا أهدى “ترودو” مذيعا برنامج سبق أن استضافه مقدماه البرنامج كيلي ريبا وريان سيكريست زوجين من الجوارب تحمل صورتيهما، كما حصل رئيس وزراء كندا على هدية من رئيس شركة كوكاكولا، جيمس كوينسي، عبارة عن جوارب رسم عليها دب قطبي.