الصراع الدائر حاليا باليمن أمر محزن لم يكن أحد يتمناه، وحتى بعد حدوثه نأمل أن ينتهي سريعا بأقل قدر من الخسائر، ويعود الشعب اليمني بمختلف فصائله الوطنيه للاتحاد على مصلحة وأمن واستقرار بلده ومحيطه العربي.
ما يحدث في اليمن صراع مصالح بحت لا أكثر ولا أقل، لكن هناك بعض الإعلاميين والقنوات والوسائل الإعلامية تتدفع بكل قوة لتضفي على الصراع بعدا طائفيا بغيضا مقيتا، وتصوره وكأنه صراع بين طائفتين (شيعة – سنة) والأمر بكل بساطة ووضوح ليس كذلك، ولن يستفيد أحد من كل الأطراف المتصارعة من هذا الثوب الذي يسعى البعض لإلباسه للمعركة.
لا تنسوا أن الأزهر (منارة الإسلام والمسلمين) المسلمين بكل جنسياتهم ومذاهبهم واتجاهاتهم، يدرس فيه الطلاب المذاهب الفقهية المختلفة، ومن بينها المذهب الجعفري الشيعي، الذي نأخذ منه بعض الأحكام والقوانين، فالشيعة ليسوا العفريت الذي سيأكلنا، وليسوا أعداء الإسلام الذي ستكون نهايته على أيديهم.
وكان التعليق الذي وجهه الدكتور إبراهيم الجعفري وزير خارجية العراق للإعلامي وائل الإبراشي، عندما حاول الأخير الطعن في الشيعة (لزوم تسخين الحلقة)، تعليقا حازما حاسما مؤكدا أن الشيعة أهل سواء في اليمن أو في العراق أو في أي وطن عربي آخر، طالما يحترمون حقوق الوطن والمواطنة والجوار، وهذا الحشد ضد الشيعة ليس بعيدا عن إعلان تحفظ العراق على قرار جامعة الدول العربية بإنشاء قوة عربية مشتركة.
جميعنا يعلم أن الصراع في اليمن صراع على السلطة، وما استدعي التدخل العربي هو استقراء أحد اطراف هذا الصراع بطرف خارجي، لا يخفى على أحد رغبة هذا الطرف في السيطرة على أكبر قدر من عدوه الأول (الوطن العربي)، وعمله الدائم على تحقيق هذا الهدف، سواء بالسيطرة التامة أو حتى بخنق هذا الكيان ومساومته، والسعي لامتلاك كروت سياسية وعسكرية لتهديده وإقحامه في مفاوضات خاصة بمشكلاته وأزماته الدولية، وهذا الطرف هو إيران.
وما كانت لتقوم هذه الحرب لولا استقواء الحوثيين بإيران، خاصة أن اليمن حكمها رئيس شيعي “زيدي” لأكثر من ثلاثة عاما وهو علي عبد الله صالح، لم نسمع طوالها عن أية مشكلة بينه وبين السعودية أو غيرها من الدول العربية، إذا فالمسألة ليست شيعة وسنة، وإنما تدخل إيراني في المنطقة بهدف السيطرة عليها وإعلان الإمبراطورية الفارسية مرة أخرى، وهو ما كشفه بوضوح علي يونسى مستشار الرئيس الإيراني للشئون الدينية والأقليات في تصريحاته أمام منتدى “الهوية الإيرانية” الذي عقد في طهران 9 مارس، التي جاء بها: “إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا” … مؤكدا أن: “كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية”.
فإذا كانت بعض أطراف الصراع ترى أن إضفاء لون مذهبي طائفي عليه سيكون في صالحها بين شعوبها لزوم الحشد، فإن هذا أبعد ما يكون عنا، ويجب ألا ينزلق فيه إعلامنا، لأنه ليس حقيقيا أولا، ولأننا لسنا دولة أو جيشا طائفيا، فنحن لا نحرك جيوشنا إلا لحماية مصالحنا، سواء كانت مصالح مباشرة أو غير مباشرة، لكننا أبدا لم ولن نقبل أن نخوض حربا طائفية، ولأننا نعرف مدى تأثير هذا الحشد على المجتمع، وحادث قتل الشيعي حسن شحاتة بأبوالنمرس، ليست بعيدة عن الأزهان وكان نتيجة حشد مماثل ضد الشيعة.
يمكنك متابعة الكاتب على فيسبوك من هنا
اقرأ أيضـا :
أميتاب بتشان يقدم “من سيربح المليون”
4 معلومات و4 صور عن حلقة منى الشاذلي مع اميتاب بتشان
رانيا يوسف ضيفة أولى حلقات “السم في العسل”
نجل الفنان أحمد منيب ضيف عمرو الليثي
كاران تيكار مقدم The Voice النسخة الهندية
10 معلومات عن “صاروخ النكتة” حمادة سلطان
آخر ظهور تليفزيوني لصاروخ النكتة حمادة سلطان
فيديو يجمع أبرز “نكت” الراحل حماده سلطان
“الأهرام العربي” تحتفل بالربيع بـ”أسطوانة أغاني”
عمرو أديب: محاولة لإشعال فتنة بين مصر والسعودية
في بريطانيا.. مجلة “حقيقة” ردًا على “دابق” الداعشية
محمد كريم أول مغادري the voice
“البيت بيتك” يعرض قصة طفل تسبب “بلاي ستيشن” في اغتصابه وقتله
راقصة ولاعب كرة وكوميديان ضيوف سمر يسري
عادل إمام: أنا برئ من الهجوم على السعودية