نقلاً عن المقال
الكتب كثيرة، واليد قصيرة. والوقت محدود. ولهذا نحن هنا نضع بين يديك قائمة مختارة من الكتب الصادرة حديثا والتي تتواجد في معرض القاهرة للكتاب، والتي نعتقد- لأسباب عدة ستعرف بعضها في هذا الملحق- أنها تستحق الاقتناء والقراءة.
نرشح لك – محمد هشام عبية يكتب: 30 كتابًا مصريًا وعالميًا ننصح باقتنائها بمعرض الكتاب – (1)
2- الوعد، فريدريش دورنمات
رواية- دار الكرمة
تقتل فتاة صغيرة في بلدة في سويسرا، فيعد المخبر والدة الضحية بأنه سوق يعثر على الجاني. وبعد أن يقرر أن الرجل الخطأ قد اعتقل، ينصب فخا للقاتل الحقيقي، إلا أن المنعطفات القاسية في أحداث الرواية تجعل المخبر يدفع ثمن وعده غاليا.
لم يعرف عن أديب سويسرا الأشهر دورنمات بأنه يكتب “أدب بوليسي” لكنه هو نفسه الذي قال ” على الأديب يكتب روايات بوليسية، وأن يصنع الفن حيثما لا يتوقعه أحد”. فعلها دورنمات جيدا في الوعد وقدم واحدة من أكثر الروايات البوليسية تشويقا، لكنها في ذات الوقت تضمنت أسئلة أخلاقية الإجابة عنها ليست بسهلة أبدا. ترجمت هذه الرواية إلى 15 لغة وهذه هي ترجمتها الأولى للعربية وقد فعلها المترجم المصري المقيم بألمانيا سمير جريس الذي تصدر له في معرض الكتاب أربعة ترجمات دفعة واحدة من بينها هذه الرواية ورواية حياة لدافيد فاجنر وقاتل لمدة عام لفريدريش كريستيان دليوس.
3- أساطير مقدسة، وليد فكري
دراسة تاريخية ودينية- دار الرواق
يواصل الباحث “وليد فكري” مشروعه الجرئ والملهم في مناقشة “ثوابت التاريخ والأديان”، وبعد عدة كتاب حاولت أن تعيد قراءة التاريخ الديني والسياسي للإسلام والمنطقة مثلما فعل في “تاريخ شكل تاني” و”دم المماليك” و”دم الخلفاء”، يعود هذه المرة بكتاب لايقل جراءة وبعنوان لافت “أساطير مقدسة” يفند فيه أقوال ونظريات أخذت قوة “القداسة” مع مرور الزمن مثل أن الأرض محمولة على ظهر ثور، والشمس تدور بها عجلة يجرها الملائكة كل يوم، وأن مدينة إرم ذات العِماد ما زالت قائمة في اليمن، وهاروت وماروت ما زالا في بابل يعلمان الناس السِحر، والعنقاء مخلوق حقيقي وليست من المستحيلات كما قيل لنا.. وأن الخضر ما زال حيًا، وذو القرنين هو الإسكندر المقدوني. وكعادته يلجأ الباحث إلى مئات المراجع قارئا وناقدا ومحلللا ومبسطا، ليقدم كتابا قيما يدفع قارئه للتفكير في “أساطيره المقدسة”.
4- إفلات الأصابع، محمد خير
رواية، كتب خان
في روايته الثانية، يستلهم الشاعر والقاص محمد خير أجواء العمل الصحفي مستفيدا من خبراته المهنية في هذا المجال، لينسج رواية تتشابك فيها الحكايات القصيرة، وبطلها هو سيف، ذلك الصحفي المُحبَط والمنعزل، الذي يخرج في مهمة عمل طويلة وغامضة مع بحر الهارب من البلاد والعائد إليها اضطرارا. وفي رحلة تشبه رحلة النبي موسى مع الخضر، يريه هذا الغريب العائد ما لم يكن يتوقع وجوده تحت سمعه وبصره الذاهلين من صدمات الواقع.
خير من أبرز أصوات جيله، وصاحب نفس خاص في الشعر والرواية والقصة، وقد فازت مجموعتيه القصصتين “عفاريت الراديو” و “رمش العين” بجائزة ساويرس في القصة مرتين، وهو من الكتاب الذين لا يخذلون قارئهم أبدا مهما تنوع الفن الأدبي الذي يكتبه.
5- الجمال جرح، إيكا كورنياوان
رواية، كتب خان
في الأغلب، فإن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها دار نشر مصرية بترجمة عمل أدبي قادم من من إندونيسيا. ذلك الأرخبيل المهول في جنوب شرق آسيا بجُزره التي تقارب ألفي جزيرة، رابع دولة عالميًا من حيث عدد السكان وأكبر دولة مسلمة. وهذه أسباب في مجملها كافية لاكتشاف ذلك العالم المجهول لغالبيتا، لكن هذه ليست الأسباب وحده من أجل ترشيح هذا العمل.
فكاتب هذه الرواية إيكا كورناويان قالت عنه نيويورك ريفيو أوف بوكس إنه تلميذ مخلص لجونتر جراس وسلمان رشدي وجارسيا ماركيز. وتنبأ المحرر الثقافي لجريدة لوموند بأن هذه الرواية قد تصل بصاحبها إلى أبواب الأكاديمية السويدية فتكون أول نوبل في الأدب لأندونيسيا. وتستلهم “الجمال جرح” أجواء “مائة عام من العزلة”، حيث البطل هنا بلدةً ساحلية ، تصبح مسرحا يعرض تاريخ إندونيسيا المعاصر، وما شهدته من حوادث كبيرة على مدار القرن العشرين.الترجمة لأحمد شافعي الذي بجانب كونه شاعرا وروائيا بارزا بين جيله، قدم ترجمات جاذبة لعدد من الروائيين العالميين مثل بول أوستر وأليس مونرو الحائزة على نوبل.
6- الوصايا، عادل عصمت
رواية- كتب خان
بعد شهور قليلة من صدور روايته القصيرة العذبة “حالات ريم” يعود الروائي المخضرم “عادل عصمت” ليطرح ما وصفه هو بنفسه بـ” روايتى، عملى الأهم، نصى الذى حلمت به”.
انتهى عصمت من كتابة المسودة الأولى للوصايا عام 2002، ثم “ركنها” لأنه استشعر بأنه لم يجد فيها ما يريد، خاصة وأنه كان يعيش أحداثها بداخلها لأكثر من ربع قرن. في 2015 عاد لكتابتها من جديد ثم ظهرت أخيرا في معرض القاهرة للكتاب 2018.
تتناول الرواية قصة عائلة تعرضت لأزمة مالية فى الثلاثينات، ونجح الجَد فى الخروج بها من الكبوة حتى دخلت مرحلة الازدهار فى الستينات، ثم فقدت كل شىء فيما بعد. وبحسب مؤلفها الحائزة على جائزة نجيب محفوظ في الرواية عن الجامعة الأمريكية في مصر فإن “الرواية مشغولة بطرح أسئلة إنسانية أكثر من كونها مسح اجتماعى. هى قصة تمتد لما يقارب قرن كامل، قصة عائلة بتداخلاتها ومراحل انهيارها وصعودها”. هل هناك أسباب أقوى من ذلك لتجعل هذه الرواية على رأس قائمة الترشيحات؟
7- المكشوف والمحجوب، مينيكة شبر
دراسة، دارصفصافة
هذا كتاب مختلف وشيق يتحدث عن مراحل تطور الملابس في البشرية منذ أن كانت خيطا رفيعا يستر العورة إلى أن تحولت إلى دليل بارز على الطبقة الاجتماعية ومجال للصراع بين تطرفات الموضة من ناحية، والقواعد الدينية من ناحية أخرى، بين السياسة والاقتصاد، والأعراف والتقاليد والأمثال الشعبية، وعلم النفس والخرافات. يقدم الكتاب دراسة ثقافية شيقة، تجمع بين الأنثروبولوجيا والتاريخ والأدب والأديان المقارنة، في رحلة تتتبع تطور نظرة الإنسان إلى جسده وإحساسه بالخزي. كتاب لافت وصفه جي إم كوتزي الحائز نوبل للآداب 2003، بأنه “يقدم خلاصة وافية فاتنة وواسعة النطاق ما بين الحقيقة والخيال عن تغطية الجسد عبر العصور.”
المؤلفة، هي أستاذة مرموقة بجامعة لايدن الهولندية، وصدر لها من قبل 3 روايات وأكثر من 20 كتاباً وقد صدر لها بالعربية عن دار الشروق كتاب “إياك والزواج من كبيرة القدمين.. النساء في أمثال الشعوب”. أما الترجمة فللشاعر السكندري عبد الرحيم يوسف، وهو صاحب تجربة لافتة في الترجمة من قبل، عندما ترجمة رائعة شكسبير “حلم ليلة صيف” إلى العامية المصرية.
كم مرة حضرت خطبة صلاة الجمعة أو سمعت درسا دينيا في الإذاعة، يقول فيه الداعية بثقة شديدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :”النظرة سهم من سهام إبليس، أو “إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج، أو “أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة” أو “من قرأ القرآن وحفظه أدخله الله الجنة”، أو “لا سلام على طعام”، أو “أنا ابن الذبيحين”، أو “لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب”، أو”صوموا تصحوا”حسنا.. إليك الحقيقة الصادمة.كل ما ورد في الأعلى هو إما قول ملفق مدسوس على الرسول الكريم أو حديث موضوع أو حديث ضعيف جدا. فكيف اكتسبت هذه الأقاويل قداسة الأحاديث النبوية وصار الناس يحفظونها ويتداولونها بشكل أكبر مما يحفظون ويتداولون آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة.القصة طويلة ومعقدة ومثيرة بل أنها أحيانا مضحكة في كثير من المشاهد والتفاصيل، هذا الكتاب يروى فصولا منها وقد اختار الحديث عن 359 قولا شائعا ارتدوا لباس الأحاديث النبوية.
9- قيام وإنهيار الصاد شين، حمدي أبو جليل
رواية، دار ميريت
بعد عشر سنوات كاملة منذ صدور روايته الراسخة “الفاعل” التي فازت بجائزة نجيب محفوظ عام 2008، يعود أخيرا الروائي “حمدي أبو جليل” برواية فريدة تتحدث عن جانبا مجنونا من ديكتاتورية الحاكم، متخذا من القذافي نموذجا، الذي من فرط افتنانه بنفسه وإعجابه بقدرات ذاته، اخترع-حرفيا- جنسية جديدة عرفت باسم “الصاد شين” ويقصد بها المصريين من أهل مطروح والجنوب الصعيدي الذين نزحوا إلى ليبيا من أجل العمل، فمنحهم القذافي الجنسية الليبية آملا في أن يكونوا له سندا في مصر وليبيا، ثم اختار من بينهم الأكفاء وأرسلهم ليتعلموا “حرب الشوارع” في إيطاليا، ليختار منهم عددا في حرسه الخاص ويرسل بعضهم الآخر لمناصرة الثوار والمتمردين في الفلبين وأيرلندا وإسبانيا وأميركا اللاتينية، وللقيام بعمليات عسكرية داعمة لزملائه من الحكام المهاويس في إفريقيا.
رواية تكشف عن جانب خفي في التاريخ المصري المعاصر، وكيف أثرت موجات الهجرة و”التجنيد” هذه على أجيال من البشر، حتى بعد إنهيار امبراطورية حاكم ليبيا الأكثر تطرفا وجنونا.
10- أوراق من عمري، سمير خفاجي
مذكرات، دار ليدرز للنشر
تخيل أن مؤسس فرقة (ساعة لقلبك) الشهيرة مع (يوسف عوف، ولطفي عبدالحميد)، والتي ساهمت في تخريج جيل كامل من الفنانين أمثال (الخواجة بيجو، أبولمعة، أمين الهنيدي، الدكتور شديد، نبيلة السيد، وبليغ حمدي الذي كان يتولي مهمة الغناء في الفرقة)، بعدها كوّن فرقة (الفنانين المتحدين) التي ساهمت في ظهور جيل كامل من الفنانين أمثال (عادل إمام، أحمد زكي، سعيد صالح، يونس شلبي) من خلال مسرحيات (هالو شلبي، (مدرسة المشاغبين)، (العيال كبرت).وقدمت العديد من المسرحيات الناجحة منها (حواء الساعة 12)، (سيدتي الجميلة)، (أنا فين وانتي فين)، (شاهد ماشفش حاجة) ، (ريا وسكينة) ، (شارع محمد علي) ، و(بودي جارد)، تخيل أنه قرر أخيرا أن يسجل جزءا من سيرته التي تقاطعت مع كل هذه الأعمال التي شكلت جانبا ضخما من موروثك المسرحي والكوميدي، ألا يستحق الكتاب الاقتناء؟ أنت هنا لا تقرأ فقط جانبا من التاريخ الفني المعاصر لمصر، وإنما تعيد اكتشاف تفاصيل عدة من لحظات حياتك المغلفة بالسعادة والضحك الصافي. الكتاب صدر في جزأين يستحقان الاقتناء بكل تأكيد.