كيف يُوظَّف الفن في خدمة المجتمع ؟وكيف يمكن أن نتبنى الأفكار الباحثة دائماً على الجمال وأن ننمي الذوق العام وأن تعتاد أعيننا على رفض كل ما هو قبيح من حولنا؟
نرشح لك: أزمة الدروس الخصوصية في “هي كيميا” لـ علي ربيع
كلها أسئلة استطاعت مجموعة من طالبات كلية تربية فنية جامعة حلوان الرد عليها بشكل عملي على أرض الواقع؛ عندما بدأن رسم جداريات جمالية على أسوار حديقة الحيوان بالجيزة .
إعلام دوت أورج تواصل مع د. تغريد يحي مدرس المناهج وطرق تدريس التربية الفنية بكلية التربية، وكذلك بعض الطالبات للوقوف على طبيعة مشروعهم الدراسي.
صرّحت د تغريد قائلةً:
-عدد الطالبات المشاركات في هذا التدريب الميداني ١٤ طالبة ، ومادة التربية الميدانية تقوم على مفهوم التثقيف بالفن وتهتم بأماكن معينة خدمية كالمتاحف وقصور الثقافة والمستشفيات.
-العام الماضي نفس المجموعة شاركت في تجميل مستشفى ٥٧٣٥٧ مع الأطفال، لكننا رغبنا في تقديم شيء جديد هذا العام وبدأنا رحلة البحث وتوجهنا لمناطق عديدة، لكن كانت تصادفنا صعوبات مثل الحصول على الموافقات المطلوبة .
-بعد حوالي شهر ونصف جاءت الفكرة مصادفة، حيث اقترحت جَدة إحدى الطالبات وهي تسكن بالقرب من حديقة الحيوان أن تكون هي مكان التدريب؛ كانت الفكرة لطيفة ووافقت عليها وإن كان بعض الطالبات تخوفن منها.
-بعد زيارة المكان ورؤية حجم الإقبال والزوّار من الجمهور، رحبنا بالفكرة أكثر خاصة أن التفاعل فيها أكبر من الأماكن الأخرى كالمتاحف وقصور الثقافة، وبالفعل تحمست إدارة الحديقة برئاسة اللواء محمد رجائي للفكرة وبدأنا مرحلة التنفيذ.
-بدأنا في نهاية شهر أكتوبر، و لم يكن في ذهن الطالبات تصور معين لما سيتم ،ثم جاء اقتراح رسم الجداريات ولأن جميعهن لديهن من الملكات الفردية ما يسمح بتوظيفها وبشكل جماعي، كان التخوف متمثل في خروجها بشكل غير مرغوب.
-التكلفة في البداية بلغت حوالي 15000 جنيه وكانت بمشاركة جماعية منّنا، وعندما نفذت الالوان وبعض الخامات قررت إدارة الحديقة أن تتكفل بالمشروع حتى نهاية الجداريات بالأدوات كفُرش الرسم ومواد الجاز والتينر والألوان.
-تم تنفيذ ٧جداريات حتى الأن بخلاف جدارية القرود التي بدأنا بها، ولابد قبل مرحلة الرسم من عمل التكوينات التي تساعد على اختيار أفضل شكل حسب المساحة.
-بعد نقاش جماعي كان لكل طالبة الحق في اختيار الحيوان الذي ترسمه وفقًا للمساحة وتوزيع الرسم عليها، شعر الطالبات في البداية بالخجل والقلق من رد فعل الناس، ثم بعد ذلك وجدوا الجمهور يسعى لالتقاط الصور التذكارية معهن.
– انا فخورة بالبنات ودائماً أقول “البنت تستطيع”، وأنا سعيدة أن المجموعة تلقت عروض لتجميل بعض الشركات وبعض مؤسسات في الدولة.
الطالبة هبة تعلق على تجربتها قائلة:
-أنا سعيدة لأن الفكرة لجدتي، وكان هدفنا نشر مفهوم التثقيف بالفن واحتجنا دراسة طويلة ووقت حتى نستطيع إيصال ذلك للناس بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
-في البداية كنا لا نختلط بالناس ولا نسمع ردود أفعالهم خاصة أثناء رسم القرود وهي أول جدارية، لكن عندما بدأنا الجداريات الأخرى أصبحنا نسمع عبارات “انتوا فعلاً فنانين”.
-أظرف المواقف جاءت بعد الانتهاء من رسم جدارية للقرود بتنسيق معين ووضعنا أسمائهم عليها”جوليا وكوكو”، فكان الناس حريصون على التقاط الصور معهم.
-كنا نكمل بعضنا نعمل كفريق،فهناك من يبدع أكثر مثلاً في رسم عيون الحيوانات أو الخلفيات المصاحبة كالشجر والحشائش.
– ردود الفعل كانت مفاجأة كبيرة لنا وغير متوقعة، وحلمنا أن نصل للرئيس عبد الفتاح السيسي ونثبت له أنه لديه ١٤ بنت بـ ١٤ رجل، ونريد أن يكون لنا مكان واحد يجمعنا كوزارة الفن والجمال نقدر من خلالها أن ننتشر في مصر كلها خاصة المناطق الشعبية.
تستكمل الطالبة ريم قائلة:
– أنا وزميلتي هبة ومِنَّة قمنا برسم جدارية الحمار الوحشي بعد مشاهدة صور حقيقية كثيرة له لاختيار التكوين الأنسب واهتمامنا بالإضافات الأخرى كالخلفية والشجر والحشائش.
-من المواقف الطريفة؛ أنني كنت أرتدي بالطو خاص بالرسم وكان ملطخاً بالألوان، ثم مر بجواري رجل وزوجته وبعد استغراب الرجل، ردت زوجته قائلة” هتعمل إيه أكل العيش مُر”.
-أذكر أثناء تدريبنا العام الماضي في مستشفى ٥٧٣٥٧، أن طفلة كانت ترغب في الرسم بشدة لكنها كانت تقول أنا لن أستطيع بالرغم إن رسمتها تضاهي رسم طفل يبلغ ١٢ سنة.
-حلمنا أن نكمل ما نفعله،لأن الفن دائماً هو الذي يجذب العين لكل جميل، وأتمني أن نعمم التجربة على المناطق الشعبية والشوارع الرئيسية بدلاً من لصق الإعلانات والكتابة على الأسوار.