“المرأة لغز مفتاحه كلمة واحدة .. الحب” بتلك العبارة التي تستهل فيلم “فوق دماغك”، تبدأ حكاية الفيلم التي تدور في مجملها عن “الخناقة” بين دماغ الست والراجل، تلك المشادات التي غالبًا ما تبدأ بسبب أبسط الأسباب وتنتهي بمشاكل كبيرة بسبب سوء التفاهم بين النساء والرجال، ومن هنا يبرز محمد حسين راشد مخرج العمل تلك الفكرة في محاولة منه لإبرازها بمعالجة مختلفة تنتهي إلى استنتاج أن “المرأة كائن مزعج، والرجل كائن يستحق الإزعاج”.
تواصل موقع “إعلام دوت أورج” مع “راشد” للحديث حول فيلمه الأخير، وعن مشروعه لتقديم ذلك النوع من الأفلام بصورة مستمرة، والسبب وراء ابتعاده عن مجال أفلام المهرجانات والاتجاه للأفلام القصيرة التي تعرض موقف حياتي بسيط بشكل كوميدي.
نرشح لك: “فيلم مسروق”.. كيف تنهار أمام مندوبي المبيعات؟
يبدأ “راشد” الحديث بتوضيح الفكرة وراء فيلمه الأخير “فوق دماغك” والتي تدور عن المشاكل البسيطة التي يمكن أن تؤدي إلى خلافات كبيرة بين النساء والرجال، والسبب دائمًا هو سوء التفاهم، محاولًا إظهار دور المحادثات الإلكترونية في تضخيم تلك المشكلات التي كان يمكن أن تنتهي بمحادثة مباشرة بسيطة.
وعن الحوار الموجود في الفيلم والذي يروي محتوى الرسائل الإلكترونية بين زوج وزوجة تنشأ بينهم مشكلة بسبب عدم اهتمام الزوج بتفاصيل تهم زوجته من اختيار الملابس المناسبة لها ورغبته أن يشاركها الذهاب إلى زيارة الأصدقاء، أشار إلى أنه اختار أن يكون الحوار مسموع ولا تظهر الرسائل مكتوبة حتى يكون تناول مختلف عن المتعارف عليه.
وعن مهند مرعي، مصور العمل والذي شاركه كتابة السيناريو والحوار، قال إنه هو شريكه كل أعماله الفنية منذ بداياته الأولى من ما يقرب من 13 عامًا، شاركه فيها كافة مشاريعه سواء أفلام قصيرة للمهرجانات، أو مشروعه الجديد من تقديم أفلام يعرضها على “فيسبوك”، تقوم بعرض مشهد واحد بسيط بطريقة كوميدية، مؤكدًا أنه يساعده في كافة الأعمال، حتى أنه يقوم بتصوير العمل في حال نقص الإمكانيات ودائمًا ما يكونوا بالمشاركة أصحاب فكرة العمل، موجهًا الشكر إلى كريم عرفة وحبيبة جمال اللذان شاركا في العمل من خلال الموسيقى والمونتاج على ما بذلاه من مجهود تحت ضغط كبير.
وعن بدايات ذلك المشروع الذي قدم فيلم “فيلم مسروق” كبداية له، يروي “راشد” أن انتهائه من عمل أفلام المهرجانات كان بسبب فيلم “4 راكب” الذي عمل عليه لمدة تزيد عن سنتين، وتم الانتهاء من الفيلم بالتزامن مع ثورة يناير، فلم يحصل الفيلم على أية جوائز، مما أصاب مخرجي الفيلم الأربعة باليأس، ومن ذلك الوقت ابتعد عن عمل الأفلام حتى اقترح عليه ذات مرة أخوه الذي يصغره بـ10 سنوات أن يقدم أفلام قصيرة تعرض على فيس بوك، فبدأ تلك الفكرة من خلال تقليد “اسكتش” أمريكي حوله إلى “فيلم مسروق”.
ومن هنا جاءت البداية التي يسعى أن تستمر بشكل منتظم، والتي يرى أنها أكثر فائدة من أفلام المهرجانات، حيث أنها تصل إلى جمهور أكثر، وتستطيع رسم بسمة على عدد لا بأس به من الناس، ولو حدث ذلك فتلك النتيجة الأعظم التي ينتظرها، مشيرًا إلى أنه حتى ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص تلك الأفلام ستكون أهون مما هي عليه ردود الأفعال من الجمهور على أفلام المهرجانات، لأن تلك الأفلام البسيطة هي أقل تعقيدًا وتصل إلى الطبقة الأكبر من الجمهور.
استطرد “راشد” قائلًا إنه يتمنى أن يُصدر تلك الأفلام في فترات متقاربة، لكن تواجهه معضلة أنه يقوم بالإنتاج والكتابة والإخراج، مما يستهلك وقتًا كثيرًا، فالتنفيذ لا يستغرق الكثير بينما كتابة فيلم قصير تحتاج إلى مجهود كبير جدًا، مشيرًا إلى أنه لا يريد أن يقدم مادة تنفر الجمهور منه فهو يرغب في زيادة جمهوره لا العكس.
وعن أعماله القادمة، قال إنه يسعى إلى عرض فيلم في موسم شم النسيم، أي أول إبريل القادم، وستدور قصة الفيلم عن نفس الفكرة ولكن بمعالجة مختلفة فهي تتناول مشكلة عدم التفاهم ولكن بين الأجيال الشابة، وستهتم بمحاولة الشباب الدائمة للهروب من المشاكل التي يتعرضون لها بسبب الكلام الذي يساء فهمه من النساء، وسيكون ذلك من خلال رجوع الشاب بالزمن كلما أخطأ في محاولة لتصحيح تلك الأخطاء، وستكون أيضًا بشكل كوميدي.