أمنية الغنام
“نُهى ماضي” مضيفة طيران سابقًا وتعمل حاليًا في مجال العلاقات العامة، صدر لها حديثا كتابها الأول “اعترافات مضيفة جوية”، والذي تحكي فيه عن رحلاتها، وخبراتها وتجاربها في البلاد المختلفة التي زارتها.
بعد حفل توقيع كتابها الصادر عن دار “دون“، الأربعاء الماضي، تواصل معها إعلام دوت أورج للحديث عن الكتاب، وفيما يلي أبرز تصريحاتها:
– الكتاب عبارة عن مجموعة روايات مبنية على قصص حقيقية حدثت بالفعل ويغيب عنها عنصر التأليف، واختيار كلمة “اعترافات” يرجع لأن في الحياة الخاصة لكلٍ منّا الإيجابي والسلبي، ولا أعتقد أن أي شخص لديه شجاعة أدبية إلا ولا بد أن يعترف بالاثنين .
– الحافز لكتابة “الاعترافات “جاء بعد انتهاء عملي بالطيران عام ٢٠٠٨، وأنا أعشق السفر وأشعر أنه في دمي، فجاءت رغبتي في توثيق الذكريات الجميلة التي مررت بها وحتى لا أنساها، وقد تكون أيضاً مفيدة لمن يريد معرفة المزيد عن مهنة الطيران. لذلك أطلقت المُدوْنة الخاصة بي أكتب فيها قصصًا منفصلة متصلة بعنوان “بين السحاب”، وتدور حول حقيقة وواقع العمل كمضيفة وليس الصورة النمطية المأخوذة عنها.
– مع تشجيع الناس ومتابعتها للمدونة بدأت النشر في أحد المواقع على السوشيال ميديا وحصلت كتاباتي على الأعلى قراءة في ٢٠١٦ وكنت سعيدة جداً، وجاء هنا دور الأصدقاء محمد سيدي بابا وأحمد عطا من “سكاي نيوز”، وأحمد مرزوق الصحفي الذي كان له الفضل الأكبر في تشجيعي لتحويل تلك القصص والكتابات وخبراتي كمضيفة ل،”اعترافات مضيفة جوية”.
– عملت لمدة ٨ سنوات كمضيفة جوية وقطعًا الكتاب لا يغطي كل خبراتي ورحلاتي، لكني حرصت أن أتناول كل بلد سافرت إليه وأثَّر في ويمكن أن أخرج منه بمعلومة أو حدث أحب أن أقدمه للقاريء بصدق، خاصة الغريب والجديد.
– الكتاب يندرج تحت بند “أدب الرحلات” لأن كل قارئ يشعر وكأنه يسافر معي من خلال وصفي له للبلاد التي زرتها، وماذا فعلت فيها والمواقف التي تعرضت لها، فيشعر القاريء بإحساسي وانطباعي عنها.
– الكتاب لا يتعلق فقط بي كـ”نهى” فقط، بل بمحيط “نهى” أيضًا، فمثلاً الصداقات التي كونتها من جنسيات مختلفة أو قصة حب مررت بها، أو أناس ناجحون قابلتهم وأخرون فاشلون صادفتهم، وعن زملائي وحتى المسافرين الذين تأثرت بهم، وكل من تَرَكُوا بصمة، وكل ما عايشته في مجال الطيران نقلته بالفعل ليكون بين يدي القارئ.
– هو أول كتاب مطبوع لي واستغرقت في كتابته حوالي سنتين كاملتين، تبلغ عدد صفحاته ٢٠٨ صفحة، وإهداء الكتاب كان لوالدتي وإخوتي خاصة أخي رحمة الله عليه، بالإضافة لإهداء خاص للصحفي أحمد مرزوق أول من حفزني لهذا الكتاب.
– لا يوجد مقدمة للكتاب وبالنسبة للغلاف فالمصمم الخاص لدار “دوّن” هو من قام بتصميمه، وكان كل هدفي ألا تظهر عليه المضيفة بشكلها التقليدي، بل ضرورة تحقق الإبداع ولفت نظر القاريء ليتساءل عما يحتويه الكتاب، وعندما عُرضت عليّ صورة الغلاف في النهاية أعجبتني جداً، وشعرت أنها جديدة ومعبرة وخارجة عن المألوف.
– “نهى” في بداية الاعترافات ليست كآخرها؛ ففي البداية كنت متحفظة نوعًا ما ولا أريد أن أصدم القارئ، لكن أثناء الكتابة قررت أنه لا بد وأن أنقل كل شيء وبصراحة له، حتى أنني بعد الانتهاء من الكتاب شعرت كأنه “ابني” لأنه يعكس مجهودي وذكرياتي، و”كل حاجة غالية علي وأثرت وشكلت حياتي وليست مجرد سطور على ورق”.
– ردود الفعل حتى الآن جيدة جدًا ومنتظرة بعد معرض الكتاب لمعرفة الأصداء عنه، والنزول أًيضًا للمكتبات لمعرفة حجم الإقبال عليه.
– البعض تخيلوا أنه كتاب خفيف ومكتوب باللهجة العامية لكني كتبته باللغة العربية الفصحى، لأني أعشقها وكان هدفي أن يصل الكتاب لأكبر شريحة ممكنة وبطريقة سهلة.
– كان الكتاب سيختلف طبعًا لو كتبه مضيف بدلاً من مضيفة، لأننا كمجتمع يميل لمعرفة أسرار البنات عن أسرار الرجال، فدائمًا المرأة هي بؤرة الاهتمام وغالباً ما يسلط علينا الضوء في كل شيء، حتى الدارج من الحديث نستخدم فيه كلمة مضيفة مؤنثة أكثر من كلمة مضيف.
– بعد حفلة التوقيع للكتاب في المعرض ربما يكون هناك حفل آخر في الإسكندرية، لأنها وجهة عملي وأصدقائي هناك، وكان من الصعب عليهم الحضور، لكن هذا لم يتقرر أو يتم الاتفاق عليه بعد مع دار النشر.
– كثير من المسلسلات الدرامية التي تناولت مهنة مضيفة الطيران قد أساءت لها وأشعر أن هناك ظلم كبير وقع عليها، وكان هذا أحد الأسباب التي حفّزتني لكتابة هذا الكتاب، لكسر الصورة النمطية عنها، فلا يحق لأحد أن يحكم عليها دون معرفة كيف هي حياتها الشخصية.
– الكتاب عبارة عن تجربة إنسانية ثرية لأن بطلة الكتاب لا تعيش تجربتها فقط ولكن تجارب من حولها أيضاً، وأنا أتمنى أن يتم عمل فيلم سينمائي يعرض تجربة المضيفة بما فيها من سفر ومشقة وتعب وخبرات، وقصص حب ناجحة أو فاشلة وخيانة وصداقات من جنسيات مختلفة، فيعكس صورة واقعية لحياتها عكس ما يتم عرضه على الشاشة حتى الآن.
– يظل الإعلام دائمًا هو القوة الناعمة لنشر الصورة الحقيقية عن واقع المهن، لذلك سأرحب جداً إذا عرضت جهة إنتاجية ما تحويل الكتاب لعمل درامي، لأن جمهور المشاهدين أكثر من مطالعي الكتب، وأتمنى في هذه الحالة أن تقوم الفنانة منة شلبي لما تتمتع به من انفعالات وقدرة على التعبير وقطعاً السن لتجسيد شخصية المضيفة، وكذلك الفنانة الجميلة هند صبري.