زخرت عناوين الصحف صباح هذا اليوم بخبر عن مطالبة الأزهر رسمياً لهيئة الاستثمار بإيقاف برنامج إسلام بحيري ، هل مثل هذه المطالبة من الأزهر تنم عن شيطنة متعمدة لشخص إسلام بحيري بدلاً من الرد عليه و على ما يناقشه من مسائل فقهية أو أحاديث و مرويات وردت فى كتب البخاري و مسلم و غيرهم، و هل مثل هذا الطلب يحمل فى طياته فتوى غير معلنة أو إشارة ضمنية بتكفير إسلام أو إهدار دمه؟، أم ترى ما يقوم به الأزهر ليس سوى إهداراً للحقيقة؟، هل هذا هو ما يحمله الأزهر من منهج إسلامي وسطي؟، و هل يكرر علماء الأزهر ما قاموا به فى الماضي عندما أهدر الشيخ محمد الغزالي دم شهيد الكلمة ” فرج فودة ” و عندما سُئل قاتله أثناء المحاكمة : لماذا إغتلت فرج فودة ؟
أجاب لأنه كافر فلما سُئل من أي من كُتبه عرفت أنه كافر
.فقال القاتل: أنا لم أقرأ كتبه فأنا لا أقرأ و لا أكتب
و هل ننسى الدكتور نصر حامد أبوزيد و فتوى عبد الصبور شاهين بتكفيره التى دفعته للهجرة حتى لا يواجه مصير مماثل، بعد ما أدلى الشيوخ بدلوهم فى تكفيره و خروجه عن صحيح الدين، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو صحيح الدين و من يحدده؟ هل يحدده الأزهر الذى ألغى أكل لحم الأسير من مناهجه فى عامنا الحالي، و هل كان غافلاً عن مثل هذه الوضاعة و الوحشية ضمن مناهجه؟، و البقية تأتي هل مثل هذه المؤسسة الغافلة هى التى تملك صحيح الدين ؟، هل يقف الأزهر عاجزاً عن الرد على إسلام بحيري فآثر أن يكممه؟، و هل إذا فعل الأزهر هذا و توقف إسلام عن الكلام المباح و الغير مباح، هل سيصمد مثل هذا الفكر القادم من العصور الوسطى؟، هل سيتوقف الناس عن طرح التساؤلات عن بشاعة و دموية فتاوى ابن تيمية و آخرين؟، هل سيستطيع الناس المضي عكس فطرتهم التى فطرهم الله عليها كثيراً ؟، هل سيظهر آخرين مثل إسلام هذا إذا لو لم يكونوا موجودين بالفعل يحملوا أرواحهم ومعها تساؤلاتهم على كفوفهم و من داخل الأزهر نفسه؟، و أخيراً هل ينتظر إسلام مصيراً مشابهاً لفرج فودة أم أن الحياة هذه المرة ستقف أمام الموت بشجاعة و لا تدعه يفلت بفعلته؟، هل سينتصر الجهل كالعادة أم أن هناك فرصة للعقل هذه المرة؟.
اقرأ أيضاُ: