افتتح مساء أمس الأول الخميس معرض للصور الفوتوغرافية بعنوان “أسوان السحر والجمال” بمقر متحف سعد الخادم في حي الزيتون بالقاهرة، والتابع لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة وتستمر فعاليات المعرض لمدة أسبوع.
شهد الافتتاح الدكتور أسامة عبد الوارث خبير الآثار ومدير متحف الطفل في مصر الجديدة، والأب اثناسيوس بكنيسة الأنبا بيشوي، والدكتورة شذى جمال أستاذ السياحة بجامعة حلوان.
نرشح لك.. 12 سؤالًا عن منتدى الإسكندرية للإعلام
بدأ حفل الافتتاح في بهو المتحف باستعراض عدد من الصور الفوتوغرافية التي تصور أهم المعالم السياحية في أسوان والنوبة، وبعد ذلك عقدت ندوة قام بإدارتها المهندس ماجد الراهب رئيس جمعية المحافظة على التراث المصري، وركز مدير الندوة على الشق الأثري والشق السياحي للثروة الأثرية التي تتمتع بها محافظة أسوان.
تحدث خلال الندوة خبير الآثار الدكتور أسامة عبد الوارث عن النوبة وأسوان عبر العصور وأوضح أن أسوان منحت العالم أول تقويم في التاريخ، وكان هذا التقويم يستخدم من قبل الكهنة في معرفة أوقات الفيضان والأعياد وتحديد القرابين، وقال إن الحضارة التي نشأت في أسوان يرجع تاريخها لأكثر من 9000 سنة، وتم الاستدلال عليها بالعثور على رؤوس السهام الحربية والأواني الفخارية، ومن قبلها بيض النعام الذي كان يستخدم منذ ما قبل التاريخ الوسيط في حفظ السوائل.
قال الدكتور أسامة عبد الوارث إن أسوان جمعت بين الثروات المعدنية والصخرية وبين الثروة البشرية حيث تعتبر من أولى المناطق التي أصبحت مأهولة بالسكان على جانبي نهر النيل، وفي وقت لاحق تم العثور على تماثيل من الفخار تصور المرأة في هذا العصر مما يدل على اكتساب المرأة أهمية كبيرة في مصر الفرعونية ويدل على ذلك اهتمامها بزينتها وتصفيف شعرها.
أضاف الدكتور أسامة عبد الوارث أن منطقة أسوان الثرية باللآثار تعتبر من المناطق التي لم تكتشف بعد ولم تستغل بعد الاستغلال الأمثل سياحيًا.
من جانبها أوضحت الدكتورة شذى جمال الأستاذ بكلية السياحة جامعة حلوان أنه من الضروري أن ينظر إلى السياحة في ظل الظروف الأخيرة كعلم له تطبيقاته وإجراءاته وله ثماره، وأوضحت أن أجمل ما يميز المعرض المقام بمتحف عفت ناجي وسعد الخادم أنه ثمرة لرحلة سياحية عادية تحولت إلى مهرجان فني؛ فشارك أفراد الرحلة بكاميراتهم في التقاط الصور للمعالم التي شاهدوها وتأثروا بها.
أضافت أن السياحة في أسوان والنوبة تشهد تعافيًا ملحوظًا خلال الفترة من 2015 إلى وقتنا هذا، وأن هناك مؤشرات قوية على ارتفاع نسب الإشغال بالفنادق العائمة وكان متحف النيل من الإضافات المهمة التي من المتوقع أن تثري الخريطة السياحية في جنوب مصر بشكل عام.
أردفت الدكتورة شذى جمال أن معبد إسنا شهد أول مسابقة لملك جمال الصقور، وكان صاحب أجمل صقر يحصل على جائزة، وأضافت أن معبد فيلة يعتبر أول وأعظم أيقونة للتسامح الديني في مصر حيث مارس فيه المسلمون والمسيحيون واليهود شعائرهم الدينية بحرية وتسامح نادر منذ أقدم العصور، وأكدت على ضرورة تطوير الخريطة السياحية في أسوان والنوبة لتشمل بقيع ومقابر الصحابة الذين استشهدوا في معارك حربية دفاعًا عن جنوب مصر. وبحيث تشمل الخريطة كافة المعالم الفرعونية واليونانية والرومانية والإسلامية.
وفي نهاية الندوة اقترح الدكتور أسامة عبد الوارث خبير الآثار ومدير متحف الطفل روشتة للنهوض بالسياحة في أسوان والنوبة، فأكد على ضرورة التسويق الجيد لأسوان في برامج مخصصة لأسوان فقط، وقال إن جميع دول العالم تختلف عن مصر في نقطة التسويق، فلا توجد دولة في العالم تسوق لمعالمها السياحية والأثرية في حزمة واحدة، فيجب أن يكون هناك برامج للأقصر وأسوان وبرامج أخرى للغردقة وبرامج ثالثة للقاهرة وما حولها، وأكد على ضرورة استغلال التراث الثري بمنطقة أسوان من الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية دون استثناء.
وأضافت الدكتورة شذى جمال أنه من المهم إعداد برامج تلبي احتياجات مختلف الجنسيات، أي أن يخاطب السائح الصيني باللغة التي يحبها، بينما يخاطب السائح الأوربي بالطريقة التي يفضلها، وهكذا… وأكدا معًا تقديرهما لجهود الدولة في الحفاظ على الآثار ضد أي اعتداء، وأكدا على أهمية التركيز على استقطاب السائحين الذين ينتمون إلى الطبقة الوسطى في بلدانهم. وأكدا على ضرورة التسويق الجيد مع التركيز على الزيارات المتكررة، بحيث نوفر إجابة للسائح المغادر على سؤال مهم للغاية، وهو لماذا ينبغي أن أعود إلى مصر؟ فتكون الإجابة من جانبنا ينبغي أن تعود لزيارتنا لأن هناك المزيد الذي لم تره بعد.