أحمد شعبان
خلال تجربته العريضة والاستثنائية بين الصحافة والسياسة، خلّف الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل وراءه إرثًا لا يُبارى من الأفكار والرؤى والمقالات والكتب التي تناولت قضايا الأمن القومي والفكر السياسي وقضايا وأزمات ومصائر المنطقة والصراع العربي الإسرائيلي، ما جعله مرجعًا رئيسيًا عند التعرّض لتاريخ مصر وجوارها. فقد شارك في صُنع السياسة المصرية لفترة طويلة عقب ثورة يوليو، واقترب الصحافي العربي الأشهر من زعماء وقادة، وكشف خبايا وأسرار أبرز الأحداث التي شهدها الشرق الأوسط خلال القرن الماضي.
نرشح لك – “عُمْر من الكُتب”.. أبرز ما كَتَبَ “هيكل”
استثنائية الأستاذ محمد حسنين هيكل، وتفرّد تجربته الصحافية والسياسية التي امتدت لما يزيد عن السبعين عامًا، جعلته موضوعًا لعدد كبير من الكتب والإصدارات والتحليلات التي لم تتوقف حتى يومنا هذا. حاولت بعض الكتب تفكيك وتحليل “ظاهرة هيكل”، أو حاولت الاشتباك مع أفكاره وما ذكره في كتبه، وحاولت أخرى تسليط الضوء على جوانب مهمة من حياته ومسيرته والاحتفاء به، كما فضّل كُتّاب آخرون أن تكون كتبهم عن هيكل عبارة عن حوار مطول أو مجموعة حوارات دارت حول مسألة سياسية معينة، أيًا ما كان، فإن الأستاذ هيكل يظل رغم رحيله “مالئًا للدنيا وشاغلًا للناس”، لذا في ذكرى رحيله الثانية التي تحل اليوم 17 فبراير، يسلط “إعلام دوت أورج” الضوء على أبرز ما كُتِبَ عن الراحل الكبير، ونستعرض جانبًا من الكتب التي صدرت عن “الأستاذ” محمد حسنين هيكل وحياته، وذلك كما يلي:
1- “أحاديث برقاش.. هيكل بلا حواجز” لـ عبد الله السنّاوي
صدر في 2017 عن دار الشروق
يحوي هذا الكتاب تفاصيل كثيرة عن حياة الراحل الكبير محمد حسنين هيكل، وهو حصيلة وجماع التجربة الإنسانية والصحفية والفكرية التى جمعت مؤلف الكتاب بالأستاذ “هيكل” عبر ستة عشر عامًا، كان فيها “السنّاوي” أقرب تلاميذ الأستاذ إليه.
يضم الكتاب سلسلة من الحوارات المهمة والممتعة امتدت اقترب فيها الكاتب الصحفي عبد الله السناوي من الأستاذ محمد حسنين هيكل دون أي حواجز، ليكشف عن الكثير من الأسرار والكواليس- بعضها يُنشر لأول مرة- التي عايشها خلال تجربته العريضة.
ويكشف عن جوانب غير معروفة في حياة وشخص هيكل، ويتنقل هيكل في حواراته بين الصحافة والسياسة، فيكشف عن تجربته التي بدأها في “الإيجيبشان جازيت” وصولًا إلى قرار مغادرته الأهرام قبل إقالته من السادات، ويكشف السناوي عن طلب هيكل من السيسي قبل وفاته، وعن وصيته التي تضمنت نعيًا كتبه بنفسه لينشر عند رحيله، كما يروي كيف صك مصطلح “النكسة” عندما شرع في كتابة خطاب التنحي يونيو 1967، وقصة الحوار الممنوع من الرئاسة في قناة دريم، وكيف رفض هيكل طلب حسني مبارك علاجه على نفقة الدولة، وغير ذلك.
2- “هيكل.. الوصايا الأخيرة” لـ أنور عبد اللطيف
صادر عن دار بتانة للنشر عام 2017
صدر الكتاب بمناسبة مرور عام على رحيل الأستاذ هيكل، وكان مؤلفه قريبًا من الأستاذ هيكل خلال السنوات الأخيرة من عمره، وهو ما مكنه من نقل رؤية الأستاذ، والحصول على ما لم ينشره في شكل وصايا.
3- “علامات على طريق طويل.. هيكل.. لمحات إنسانية” للباحث الأردني خالد عبد الهادي
صدر في 2017 عن مركز الأهرام للترجمة والنشر
يتضمن الكتاب سيرة إنسانية وصحفية للأستاذ الذي اختار بنفسه عنوانه قبل الرحيل، ويتناول “هيكل” الإنسان بعيداً عن السياسة والصحافة والتاريخ، وسرد وقائع وشهادات موثقة عن رؤى وأحداث ومواقف وحالات واهتمامات إنسانية في حياة “هيكل”.
4- “هيكل.. الحياة الحرب الحب” لـ عادل حمودة
نُشر الكتاب عام 2000 عن دار الفرسان، ويكشف عن الحياة الشخصية والعائلية والخاصة للكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، ويروي تفاصيل لم تنشر من قبل؛ كيف بدأ مشواره في بلاط الصحافة حتى وصل إلى قمتها وتربع على عرشها، ينفرد مؤلف الكتاب عادل حمودة بنشر أسرار علاقة محمد حسنين هيكل بالرئيس جمال عبد الناصر وصراعه مع مصطفى أمين وكيفية ضخ دماء جديدة في صحيفة الأهرام التي كانت قد شاخت مع الأيام قبل أن يتولى رئاسة تحريرها، وقصة مقال “بصراحة” وتأميم الصحافة، وعلاقته بالشيوعيين والأخوان المسلمين، بالوثائق والصور النادرة يواصل عادل حمودة رواية الجانب العاطفي في حياة محمد حسنين هيكل وقصة زواجه وتفاصيل حياته اليومية ومعاركه التي لا تنتهي.
5- “هيكل.. الملف السري للذاكرة العربية” للباحث التونسي رياض الصيداوي
صدرت طبعته الأولى عام 1993 بتونس، والثانية عن مكتبة مدبولي بالقاهرة عام 2000
يرصد “الصيداوي” في مقدمة كتابه ثلاثة اتجاهات للكتب التي تناولت هيكل: اتجاه أكاديمي يتحرى الموضوعية مثل كتاب جمال شلبي، وهو في الأصل رسالة دكتوراة باللغة الفرنسية ترجمتها إلى العربية حياة الحويك تحت عنوان “هيكل، استمرارية أم تحول؟” وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، والاتجاه الثاني هجومي “تجريحي”، ويمثله كتاب سيار الجميل بعنوان “تفكيك هيكل: مكاشفات نقدية في إشكاليات محمد حسنين هيكل”، وصدر عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع بالأردن، والاتجاه الثالث تبجيلي منحاز، ويمثله كتاب عادل حمودة «هيكل: الحياة، الحرب، الحب. هو وعبد الناصر»، وصدر عن دار الفرسان بالقاهرة.
ويشير “الصيداوي” إلى مايسمى “عقدة هيكل” عند عدد من أشباه الكتاب الذين حاولوا تقليده، ولما فشلوا، عادوا وشنوا عليه حملة شرسة؛ علنية تارة، وخفية تارة أخرى.
جدير بالذكر أن عدد الكتب التي تناولت سيرة الراحل الكبير محمد حسنين هيكل جاوزت الأربعين كتابًا، ومن بينهم أيضًا: “هيكل بين الصحافة والسياسة” لـ رجب البنا و”الجورنالجي” لـ سمير صبحي، ”هوامش على قصة محمد حسنين هيكل” للأستاذ ضياء الدين بيبرس، و”كم عمر الغضب: هيكل وأزمة العقل العربي” لـ فؤاد زكريا، وانتقد فيه ما ذكره هيكل في “خريف الغضب”، وكتاب “جبرتي الستينات” ليوسف إدريس، وكتاب “محمد حسنين هيكل يتذكر… عبد الناصر والمثقفون والثقافة” لـ يوسف القعيد، وغير ذلك.
كما كتب “هيكل” مقدمات لعدد كبير من الكتب، من بينهم “ماذا يريد العم سام” لـ نعوم تشومسكي، و”في دهاليز الصحافة” لـ سمير صبحي، و”أنا وبارونات الصحافة” لـ جميل عارف وغيرهم.